في اليوم العالمي لمأمونية الدواء.. الاردن يواكب معايير الجودة العالمية

تبدو "مأمونية استخدام الدواء" اليوم أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، وسط تأكيدات متخصصين على علاقتها بسلسلة طويلة من الاضرار الصحية والاقتصادية المقدرة بأكثر من 42 مليار دولار اميركي يمكن توفيرها على الاقتصادات العالمية.

منظمة الصحة العالمية التي تعد خط الدفاع الاول في هذا الصدد، رفعت في اليوم العالمي لسلامة المرضى شعار "الدواء دون أضرار"، مبينة أن الأضرار الناجمة عن الاستخدام الخاطئ للأدوية تشكل 50 بالمئة من إجمالي الأضرار التي يمكن تجنبها في مجال الرعاية الطبية.

وبمناسبة هذا اليوم العالمي يطلق مجلس اعتماد المؤسسات الصحية برعاية سمو الأميرة منى الحسين اليوم الاثنين، يوم التغيير التاسع للعام الحالي تحت شعار " دواء دون أضرار" لتسليط الضوء على المبادرات التي تضمن سلامة المرضى والمراجعين والعاملين في المؤسسات الصحية، بحسب الناطق الإعلامي في المجلس ليليان الجوارنة.

وقالت الجوارنة، يهدف المجلس من خلال "يوم التغيير" إلى تحفيز العاملين في القطاع الصحي من أفراد ومؤسسات على تقديم الأفضل في الرعاية الصحية من خلال أنشطة وفعاليات ريادية ومبتكرة، وصولا الى أعلى نسبة من مأمونية الأدوية عند تقديمها للمرضى والمراجعين، والحد من الخلط بين العقاقير نظرا للشبه بينها سواء في الاسم او الشكل.

وبحسب هؤلاء المتخصصين، تُرتكب أخطاء المداواة، تحت ضغط العوامل البشرية أو الفنية مثل التعب أو ضعف نظم صرف الأدوية، أو كما يقول عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية ومتابعة الآثار الجانبية للقاحات "كوفيد- 19" الدكتور ضرار بلعاوي، قال لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن عملية إعطاء الدواء تتم بمراحل متعاقبة، تكمن بدايتها في وصف الدواء مرورا بصرفها في الصيدلية وانتهاء بتناول المريض لهذا الدواء، لافتا الى أن خطأ ما قد يقع في أي مرحلة من هذه المراحل وهو ما يسمى بـ "الأخطاء العلاجية".

وبصفتها الاكثر استعمالا في الرعاية الصحية، يؤكد بلعاوي أهمية الحرص والحذر خلال مراحل تخزين وصرف ووصف الأدوية، لافتا بهذا الخصوص الى إشكالية تشابه أسماء الأدوية حيث يعتبر الصيدلاني في هذه الحالة شبكة أمان في التقاط الخطأ.

مستشار جودة وسلامة الرعاية الصحية الدكتور هيثم الدويري، قال إن مفهوم سلامة المرضى، يعنى بالإجراءات المتخذة للتقليل من الأخطاء التي من الممكن أن تحدث للمريض أثناء تلقيه الرعاية الصحية، لافتا الى أن الأردن يعمل باتجاه التقليل من هذه الأخطاء، مشيرا إلى أن الأجهزة والأمور اللوجستية الأخرى تعتبر امتدادا لمهمة الكوادر الصحية، وتعد هذه المنظومة الأكثر حساسية وتعقيدا لعلاقتها المباشرة بالصحة.

وأوضح أنه لا يمكن اعتبار أي فجوة في هذه المنظومة بأنها "بسيطة" لتشابك الأداء المؤسسي والإنساني، مستدركا أنه مع حوسبة الملف الطبي واستخدام البرمجيات كنظام "حكيم"، أصبح الخطأ الناجم عن عدم وضوح الوصفة الطبية المكتوبة باليد في أدنى معدلاته إن لم يكن قد تلاشى نهائيا.

وحول بيع أدوية من قبل الصيدليات دون وصفة طبية، اكد الدويري أنها تعتبر مخالفة قانونية، مشيرا الى الاستخدام المفرط للأدوية خاصة المضادات الحيوية التي تصرف بدون تشخيص طبي ووصفات طبية، داعيا الى وضع أطر قانونية لمنع مثل هذه الممارسات لأنها بالنهاية تؤدي وتؤثر على سلامة المرضى والوقوع في المحظور.

ودعا الدويري إلى توعية الطلبة في المدارس و الجامعات حول استخدامات الأدوية والمستلزمات العلاجية، وتثقيف المرضى باستعمالات الدواء، وفوائده ومضارة في حال الاستخدام الخاطئ.

مديرة مديرية الصيدلة والصيدلة السريرية في وزارة الصحة الدكتورة زينا هلسة، أشارت إلى أن الوزارة تقوم برصد الآثار الجانبية للأدوية ومتابعة وضمان جودة المستحضرات الصيدلانية التي تستخدم في المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لها.

وأكّدت دور الوزارة في إعداد التقارير الخاصة المتعلقة بأي آثار جانبية للأدوية أو مشاكل متعلقة باستخدام الدواء وتزويد الموسسة العامه للغذاء والدواء بهذه التقارير، للحفاظ على مأمونية المستحضرات الصيدلانية المتداولة، وحفاظا على صحة وسلامة المواطن، من خلال عدة مراكز رصد منتشرة في شمال ووسط وجنوب المملكة، وداخل المستشفيات التابعة للوزارة.

 

وبينت أن الوزارة تتابع مع المؤسسة العامة للغذاء والدواء، مشيرة في هذا الصدد إلى تزويد الوزارة ممثلة بمديرية الصيدلة والصيدلة السريرية بآخر المستجدات العالمية حيال آلية عمل الادوية والإجراءات المتبعة لضمان مأمونية استخدام الأدوية، كما تقوم المديرية بتعميم هذه الاجراءات على جميع المستشفيات والمراكز الصحية ومتابعة تطبيقها.

 

ولفتت إلى أن الوزارة تطبق معايير الجودة العالمية في صرف الأدوية حيث يتم التحقق من اسم المريض قبل صرف العلاج والتشخيص المرضي، ومن ثم كتابة التعليمات بشكل واضح للمريض من حيث الجرعة والوقت المناسب والطريقة المناسبة في تناول العلاج، كما يتم صرف الكمية المناسبة لفترة العلاج، إضافة الى التشدد بمعايير الجودة العالمية أثناء نقل الأدوية المزمنة لمنازل المرضى.

 

يشار إلى ان الجمعية العامة للأمم المتحدة اتخذت يوم 17 من أيلول يوما عالميا لسلامة المرضى، إذكاء للوعي بقضايا الصحة، وحشدا لدعم العمل بها.

 

--(بترا)