ماذا قالت الملكة رانيا عن الراحلة اليزابيث الثانية؟

وصفت الملكة رانيا العبدالله، الملكة الراحلة إليزابيث الثانية بأنها "شخصية الخدمة العامة" ونموذج يحتذى به "لطالما كانت تتطلع إليه".

وقالت الملكة رانيا في مقابلة خاصة مع ماري نايتنجيل، مقدمة البرامج الإخبارية على قناة ITV، ترجمتها عمون، إن الملكة الراحلة أظهرت حقًا ما يعنيه أن تكون ملكة، "بالنسبة لنا جميعًا، أعتقد أنها رفعت هذا المستوى عالياً حقًا."

وأضافت الملكة رانيا، أن اليزابيث عانت الكثير خلال حياتها، حتى أنه من الصعب تصديق أن شخصًا واحدًا قد تعرض لكل ذلك في حياته.

وأشارت الملكة رانيا إلى أنها ممتنة كثيرا للراحلة اليزابيث، إذ لجأت اليها للحصول على المشورة حول كيفية الموازنة بين واجباتها العامة وحياتها الشخصية وكيفية الحفاظ على قوتها في مواجهة التحديات وأعطتها الكثير من التوجيهات، حتى مجرد نصائح بسيطة.

وقالت الملكة، إنها تجد الأمر مؤثرًا دائمًا، حين تذكر كيف تحدثت الملكة إليزابيث الثانية عن ذكرياتها عن الملك الراحل الحسين منذ عام 1952 وحتى وفاته في عام 1999، والذي اعتلى العرش بعد أشهر قليلة من تولي الملكة إليزابيث الثانية في شباط 1952، وخلق رابطة تقاسماها من خلال الرحلة المشتركة التي شرعا بها.

وتضيف، "ذلك جعلني أشعر بالفخر الشديد، خاصة عندما عرفت الحب والاحترام والإعجاب اللذين يكنهما لبعضهما البعض لأنها عرفته بطريقة مختلفة تمامًا عما كنت أعرفه في أي وقت مضى، لذلك كان منظورها دائمًا ممتعًا جدًا جدًا بالنسبة لي".

وتؤكد، أنه عندما تدخل جلالة الملكة إلى الغرفة، "لا يسعك إلا أن تشعر وكأنك تنتفخ في المودة والاحترام". إنها تحمل نفسها بمثل هذه النعمة وهذا الغرض".

وتاليا نص الحوار الذي ترجمته عمون:

نايتنجيل: جلالة الملكة، أعلم أنك قابلت الملكة اليزابيث عدة مرات، ما هي ذكرياتك الراسخة عنها؟

الملكة رانيا: أتذكر دائمًا إخلاصها وانضباطها المطلقين. وتفانيها لشعبها وبلدها، في نظري هي نموذج الشخصية العامة. الملكة اليزابيث قدمت كل ما لديها لعملها ولم تتردد أبدًا في تنفيذ واجباتها الملكية.

حتى في الوقت الذي كانت فيه بعمر السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، حين يتوقع الناس منك أن تتراجع قليلاً ويغفروا لك إذا قطعت فترة راحة، لكنها لم تتخذ أي طرق مختصرة خلال عملها العام. أعتقد أن جلالة الملكة أظهرت معنى ان تكون ملكة لعدة أجيال وبالنسبة لنا جميعًا فقد جعلت المستوى عالياً جداً.

نايتنجيل: إنه لأمر مدهش عندما تنظر إلى صور لقائاتك مع الملكة اليزابيث؟

الملكة رانيا: إنه أمر لا يصدق، أعتقد أنه يضيف كثيراً إلى هالة الملكة واحترامها، لقد قدمت الملكة كثيرًا وقد شهدت الكثير من التجارب. من الصعب في الواقع تصديق أن شخصًا واحدًا كان من الممكن أن يتعرض لهذا القدر في حياته.

نايتنجيل: ماذا كانت تعابيرك عندما قابلت الملكة اليزابيث؟

عندما تدخل جلالتها إلى غرفة لا يسعك إلا أن تشعر بعاطفة كبيرة فهي تقدم كثير من الحب والدفء، بالاضافة انها تملك ابتسامة دافئة، وأخلاقها محببة مفعمة بكلماتها الرقيقة، كل هذه الصفات والإطراءات هي قوة حقيقية لدى شخص الملكة، وعلى الرغم من أن لقاءاتي معها كانت نادرة، أعتقد أنها تجعل المحادثات ذات مغزى كبير.

كنت أجدها دائمًا تبادر بالحديث عن ذكرياتها وعن جلالة الملك الراحل الحسين والد زوجي، اللذان اعتليا العرش في وقت متقارب في غضون شهور. أعتقد أنهم شاركوا دائمًا تلك النقطة من الرحلة المشتركة التي قدموا فيها الكثير. ولقد جعلني ذلك دائمًا فخورًا جدًا بمعرفة الحب والإعجاب اللذين يكنهما لبعضهما البعض. لقد عرفته من جهة مختلفة تمامًا عما عرفته في أي وقت مضى. لذلك كان منظورها دائمًا ممتعًا جدًا بالنسبة لي.

نايتنجيل: كنا ننظر إلى بعض اللقطات لك مع جلالة الملكة وهي تتحدث. يبدو أنك تجد الكثير من الأشياء المشتركة؟

الملكة رانيا: حسنًا، أنت تعلم أنني كنت دائمًا أحترم تجربتها، لذلك كنت اتجه إليها للحصول على نصيحتها، وكنت أطرح عليها أسئلة حول الأمور المتعلقة بحياتي أيضًا، فقط أحاول الاستفادة من حكمتها وخبرتها وكانت دافئة ومستقبلة بشكل لا يصدق وبفضل نصيحتها أعطتني الكثير من الإرشادات وحتى النصائح الصغيرة، وكيفية إيجاد الوقت للموازنة بين واجباتك العامة وحياتك الشخصية، وكيف تحافظ على قوتك في مواجهة الكثير من التحديات. كانت محبة للغاية وصريحة للغاية في تقديم نصائحها، ولهذا، أنا ممتنة إلى الأبد.

نايتنجيل: من وجهة نظر شخصية، ما هو الشيء المشترك معها؟

الملكة رانيا: كما ذكرت سابقاً ان الملكة كانت دائماً نموذجاً يحتذى به. كنت متوترة بعض الشيء في لقائنا الاول لكن الملكة كان لديها قدرة عجيبة بتلطيف الاجواء بلطفها المعهود. لقد كانت كنزًا لكل شخص قابلها. وأعتقد أنه كانت هناك أوقات ربما لم تكن موضع تقدير بالقدر الذي كان ينبغي أن تكون عليه. لكنني أعتقد الآن عندما ينظر الناس إلى مجمل حياتها وما تمثله، أعتقد أنه من الصعب جدًا ألا نقدر حقًا كل ما كانت عليه والرمزية التي كانت تمثلها، هذا شيء ستتذكره عديد من الاجيال القادمة.