المطبخ السياسي يعيد رسم خارطة مكونات الدولة على غير المعتاد

خليل النظامي 

تعج الصالونات السياسية هذه الأيام بـ الحديث حول النية بـ حل أو إعادة تشكيل مجلس الأعيان برئاسة فيصل الفايز، بـ التزامن مع تسريبات شغلت وسائل الإعلام والأوساط السياسية حول نية رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة بـ "إعادة تشكيل" أو إجراء تعديل وزاري على حكومته. 

ومن الواضح وبحسب ما يتم تسريبه من الجلسات الملغقة أن مطبخ الدولة الرئيسي يقوم بـ عملية طهي سياسية على غير العادة ومختلفة بـ شكلها وتفاصيلها عن جميع ما تم طهيه سياسيا في المراحل السابقة، نظرا لحساسية المشهد المحلي والإقليمي وما يتطلبه من تحديثات وتغييرات على العديد من المناصب القيادية والسياسية في الدولة. 

وهذا ما رجحته مصادر خاصة لـ صحيفة الأنباط حول نية المطبخ السياسي إجراء تعديلات جوهرية على مجلس الأعيان من حيث رفده بـ "رجالات إصلاحيين" من ذوي الخبرات والمرجعيات التخصصية النوعية على خلاف ما كان في السابق، بحيث يعود لـ المجلس دوره الهام الذي يلعبه على ساحة مسيرة الإصلاح والتنمية السياسية والتصحيح الإقتصادي في المراحل المقبلة، وتتغير الصورة الذهنية الخاطئة لدى المواطنين حول طبيعة تعيين أعضاء المجلس وآلية عمله وما يقدمه من عصارات عملية ومهنية وعلمية وقانونية واقتصادية وسياسية لـ السلطات كافة.  

وأضافت، أن النية تتجه لـ تعيين شخصيات سياسية من كافة الأطياف السياسية اليمينية واليسارية والمعتدلة، مرجحة تعيين ممثلين عن الأحزاب الموجودة والأحزاب التي تم إنشاؤها مؤخرا، وشخصيات إقتصادية معروف عنها المواكبة والتحديث لـ المنظومة الإقتصادية في كافة دول العالم، خاصة أن المرحلة القادمة تعتبر مرحلة هامة جدا في عصب الدولة الأردنية على كافة الصعد، وتحتاج إلى تجديد نوعية الدماء التي تضخ في عروقها.
والصبغة العامة لدى السواد الأعظم من المواطنين عن مجلس الأعيان أنه مجلس راحة وإستجمام لـ الشخصيات والنخب التي سبق وأمضت فترة في خدمة المؤسسات الحكومية والخاصة، ويعتبره الكثير من المواطنين أنه تكريم من جلالة الملك لـ بعض الشخصيات على ما قدموه طيلة مسيرتهم المهنية أو الأكاديمية.

ربما هناك تراكمات سابقة كانت السبب في رسم هذه الصورة النمطية في أذهان المواطنين حول مجلس الأعيان، ولكنها مغالطة كبير ولا تعكس حقيقة وأهمية الدور الذي يلعبه مجلس الأعيان كـ مكون رئيسي من مكونات بناء الدولة الأردنية، خاصة أن المجلس يمثل المرجعية الأصيلة التي تحتكم إلى الخبرة العملية والمهنية والعلمية والقانونية والسياسية، إضافة إلى أنه يمثل المفصل الرئيسي الذي يربط القنوات الدستورية والقرارات السياسية والاقتصادية بعضها ببعض في دوائر السلطات والنظام السياسي. 

الصبغة الجديدة والمرشحة لـ مجلس الأعيان بحسب ما أفادت به عدة مصادر لـ صحيفة الأنباط" ستكون من أحد الركائز الرئيسية لـ دعم منهجية وفلسفة وآلية تطبيق مثلث المسارات الإصلاحية الجديدة التي حظيت بـ رعاية ملكية سامية من جلالة الملك في منظومة التصحيح الإقتصادي ومنظومة التنمية والتحديث السياسي إضافة إلى خطة تطوير القطاع العام التي أطلقتها الحكومة مؤخرا، وسيكون أشبه بـ مجلس أصلاحي وتصحيحي لـ كافة الإختلالات والعقبات والتحديات التي ستواجه وستقف في طريق هذه المسارات الثلاثة.