30 ألف طالب ينتقلون من المدارس الخاصة إلى الحكومية

 شذا حتاملة

قال الناطق الاعلامي باسم وزارة التربية والتعليم احمد مساعفة ان اعداد الطلبة المنتقلين من المدارس الخاصة إلى الحكومية بلغ نحو 30 ألف طالب وطالبة العام الحالي وان عملية الانتقالمستمرة حتى نهاية شهر ايلول الحالي .

وكانت المدارس الحكومية شهدت منذ بداية العام الدراسي اقبالا من طلبة المدارس الخاصة لاسباب اقتصادية وتعليمية واسرية مما شكل اعباء اضافية عليها واكتظاظا داخل الصفوف المدرسية يفوق طاقتها الاستيعابية.

واضاف في حديث خاص لـ" الانباط " ان العدد الاجمالي للطلبة الذي تم انتقالهم خلال مدة جائحة كورونا بلغ نحو 250 ألف طالب وطالبة مشيرا إلى أن عملية انتقال الطلبة تتم اغلبها في المدن لانها تشهد اكتظاظا سكانيا.

وبينالمساعفة أن مديريات التربية والتعليم استأجرت او استلمت مباني مدارس جديدة لافتا الى نحو اربعين مدرسة سيكون دوامها على فترتين لاستيعاب الاعداد المتزايدة للطلبة.

وذكر نقيب اصحاب المدارس الخاصة منذر الصوراني ان عملية انتقال الطلبة من المدارس الخاصة إلى الحكومية هوعملية طبيعية تتم كل عام لا سباب تتعلق بالظروف الاقتصادية وتغير السكن وعدم رضا ولي امر الطالب عن بعض المدارس الخاصة إضافة إلى تاثير جائحة كورونا التي ساهمت بشكل كبير في انتقال الطلبة من المدارس الخاصة إلى الحكومية .

وبين أن المدارس الخاصة في هذه الظروف من الصعب أن ترفع اقساطها المدرسية مشيرا الى ان نسبة قليلة من المدارس الخاصة رفعت اقساطها المدرسية .

وقال الخبير التربوي ذوقان عبيدات: في اغلب الاحيان يتم انتقال الطلبة من المدارس الخاصة إلى الحكومية في مدارس المدن وفي العادة تكون هذه المدارس مزدحمة لذلك لا توجد اماكن كافية لطلبة المدارس الخاصة .

واشار الى ان العديد من مديري المدارس الحكومية لم يفتحوا المجال امام الطلبة للانتقال حيث لا توجد اماكن في المدارس الحكومية لانها غير مستعدة لاستقبال طلبة جدد.

وتابع ان موجة الانتقال احدثت ارباكا للمدارس الحكومية ولوزارة التربية والتعليم مشيرا إلى أن الوزارة تبحث عن حلول جذرية للاعداد المتزايدة ، لان الطلبة في المدارس الحكومية اصبحوا لا يرون المعلم في العين المجردة بسبب كثرتهم في الصف الدراسي.

واضاف عبيدات أن الاهالي الذين ينقلون ابناءهم من المدارس الخاصة إلى الحكومية يمرون بمعاناة ابتداء من صعوبة تقبل الطالب للمدرسة الحكومية اضافة الى رفض الأهل إلا انهم مضطرون لنقل ابنائهم بسبب اوضاعهم الاقتصادية.

وزاد أن الطالب في المدارس الخاصة عند انتقاله للحكومية تنتظره ثقافة مختلفة عن ثقافة مدرسته، داعيا الى توعية معلمي المدارس الحكومية مساعدة الطلبة المنتقلين للتجاوز ذلك.

وقال الخبير التربوي محمود درويش بدوره ان الطلبة عند انتقالهم من المدارس الخاصة تتأثر حالتهم النفسية في بداية انتقالهم لابتعادهم عن اصدقائهم مبينا ان الطلبة في الصفوف الاولى تتاثر حالتهم النفسية اكثر من الطلبة في الصفوف الاخيرة حيث يكون تاثرهم اقل لان الطلبة في هذه المرحلة قادرون على تكوين صدقات جديدة .

ولتخفيف انتقال الطلبة من المدارس الخاصة إلى الحكومية اقترح درويش ان تقلل المدارس الخاصة من اقساطها لان بعضهامبالغ به وتدفع الاهالي لنقل ابنائهم من الخاصة الى الحكومية؛ رغم عدم قناعتهم بهذا الانتقال الا ان الظروف الاقتصادية الصعبة هي التي اجبرتهم.

كما اقترح تنظيمشراكة بين المدارس الحكومية والخاصة بفتح مدارس شبه خاصة اي جزء حكومي وجزء استثمارات خاصة وتكون حديثة ومجهزة واسعارها معقولة .

واشار اولياء امور الى ان اسباب انتقال ابنائهم من المدارس الخاصة إلى الحكومية عائد إلى ارتفاع اسعار اقساط المدارس الخاصة وارتفاع اجور النقل مقابل غلاء المعيشة وتدني الاجور مبينين ان الطلبة بحاجة إلى دروس خصوصية مما يدفعهم لنقل ابنائهم للمدارس الحكومية من اجل توفير الاموال للتدريس الخصوصي .

وبينوا أن ظهور بطاقات تعليمية باسعار معقولة مقارنة بالمعاهد والمراكز التدريسية التي توفر للطالب اجواء دراسية صفية كأنه في مدرسته من اسباب نقل الطلبة من المدارس الخاصة إلى الحكومية ، مشيرين إلى أن بعض المدارس الخاصة تهتم بالمظاهر اكثر من العملية التعليمية .