مكانة الإعلام الأردنى بقلم محمود مسلم

أسعدنا فى زيارتنا للأردن أن رجال الإعلام والصحافة جزء أساسى فى التركيبة الحكومية والسياسية هناك، وهذا يعكس دور الإعلام وتأثيره.. «عَمَّان» بها صحف راسخة عبر السنين ومتطورة، وشاشات تليفزيونية عريقة، وبالتالى كان الإعلام جزءاً مهماً من حوارات وفد رؤساء تحرير وكتَّاب الصحافة المصرية ما بين الهموم والتحديات والتأثير.

فيصل الشبول، وزير الإعلام النشيط ومدير وكالة الأنباء الأردنية ومؤسسة الإذاعة والتليفزيون سابقاً، أدار حواراً حول تأثير «السوشيال ميديا» على الدول العربية، وتحدث بقلب مفتوح حول أهمية أن يكون هناك تحرك عربى عبر جامعة الدول العربية، للاتفاق مع الشركات الكبرى، مثل: «جوجل، وتويتر، وفيس بوك» وغيرها حول المحتوى والعائد، مؤكداً أن المواطن العربى زبون لا غنى عنه لهذه الشركات، وبالتالى يجب أن تتحد دول المنطقة للحصول على حقوقها، وأيضاً ضمان عدم استخدامها بشكل يسىء إلى هوية الدول أو التلاعب فيها سياسياً.

وهو ما اتفق معه الوفد المصرى الذى ضم الكتاب الصحفيين الزملاء؛ علاء ثابت، رئيس تحرير جريدة الأهرام، خالد ميرى، رئىس تحرير «الأخبار»، النائب عماد الدين حسين، عضو مجلس الشيوخ ورئيس تحرير «الشروق»، أكرم القصاص، رئيس مجلس إدارة وتحرير «اليوم السابع»، جمال الكشكى، رئيس تحرير «الأهرام العربى»، الكاتب الكبير سليمان جودة، أسامة عجاج مدير تحرير «الأخبار».. وأكد الزملاء أن التطور التكنولوجى فى مجال الإعلام مذهل، ويحتاج إلى موقف جماعى عبر آلية اجتماع وزراء الإعلام العرب فى القاهرة لمواجهة أى محاولات لتغيير الهوية، وإنقاذ الأجيال المقبلة من هذا الغزو الذى يلعب دائماً لصالح الغرب سياسياً وثقافياً واقتصادياً.

الحوار حول الإعلام لم يقتصر على اللقاء مع وزير الإعلام فقط، بل هناك جلسة أخرى دعا لها فهد الخيطان، مدير الإعلام فى الديوان الملكى الهاشمى، وكان رئيس مجلس إدارة قناة المملكة وكاتباً بجريدة الغد، بمشاركة الزملاء د. خالد الشقران، مصطفى الريالات، حسين الجعير، مكرم الطراونة، رؤساء تحرير صحف «الرأى، والدستور، والأنباط، والغد»، بالإضافة إلى معاذ الهاشمى، مدير الدائرة السياسية بالديوان الملكى.

ودار الحوار حول قضية تراجع الصحافة الورقية بتاريخها ومصداقيتها مقابل تقدم المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعى، رغم مشكلاتها وعدم صحة عدد كبير من أخبارها واستخدامها كلجان إلكترونية، ودور كبار الصحفيين فى تثبيت وتدعيم قيم المهنة وآلياتها فى ظل هذا المناخ السريع المتشابك.

لم يقتصر دور الإعلاميين والصحفيين فى وزارة الإعلام والديوان الملكى فقط بالأردن، هناك نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية أيمن الصفدى، الذى عمل من قبل رئيساً لتحرير صحف «الغد، الجوردان تايمز، الجزيرة»، ود. جهاد المومنى، عضو مفوضية الانتخابات، وهو إعلامى وكاتب سابقاً، وكذلك هناك سفيران فى دولتين مهمتين؛ أمجد العضايلة سفير الأردن بالقاهرة، الذى شغل من قبل عدة مواقع إعلامية، منها وزير دولة للإعلام ومستشار إعلامى للملك، لذا يتسم «العضايلة» بأدائه فى مصر بالتواصل المؤثر مع دوائر الإعلام والسياسة بشكل متميز، وكذلك مستشاره الإعلامى علاء الزيود، الذى بذل جهداً كبيراً فى تنظيم الزيارة، ومنسقها الشاب الأردنى الكفء والمتميز أسامة سلامة.

أما السفيرة الثانية التى عملت بالإعلام من قبل كوزيرة ورئيس تحرير صحيفة «الغد»، فهى جمانة غنيمات، سفيرة الأردن بالمغرب.. ويفخر أهل المهنة هناك بأن رئيس الوزراء نفسه د. بشر الخصاونة رغم أنه دبلوماسى عتيق، لكنه عمل لفترة بالإعلام، حيث تولى موقع مدير عام المركز الأردنى للإعلام.

الإعلام فى الأردن يعيش تحديات العصر، خاصة أن المملكة ليست بعيدة عن الاستهداف، والإعلام الجديد بالطبع إحدى الأدوات التى تستخدم فى هز استقرار الدولة، وبالطبع الزملاء فى الأردن على خط المواجهة الإعلامية طوال الوقت، وفى ذات الوقت متواجدون بقوة فى مطبخ صناعة القرار السياسى.