ندوة تحتفي بأثر الكاتب الكويتي الراحل إسماعيل فهد في معرض عمان للكتاب

 قال الكاتب والناشر الكويتي فهد الهندال، إن الكاتب الكويتي الراحل إسماعيل فهد إسماعيل تمتع بسرد قصصي لافت بتقنياته الفنية من لغة وسرد ومكان وزمن وشخصية.
وجاء الاحتفاء بأثر الكاتب الراحل، ضمن برنامج الفعاليات المصاحبة لمعرض عمان للكتاب في دورته الـ21، الذي تحل فيه دولة الكويت ضيف شرف المعرض، ويقام في المركز العالمي للمعارض - مكة مول.
وقال الهندال في ورقته المعنونة ب"الإنسان المتشظّي عند إسماعيل فهد إسماعيل"، إن أعمال الكاتب الراحل جاءت على مستوى الحدث والشخصية والمكان والزمان، وأنها كفيلة لكي تتحول إلى أعمال روائية متكاملة، ومنها رواية "مسك" الصادرة عام 2009.
وأضاف الهندال: "في كتابي (إسماعيل فهد إسماعيل ضفاف أخرى)، وهو كتاب ضم حوارا مطولاً معه تناول سيرته الكتابية والقصة والرواية لديه، كان لدي سؤال مستمر، لماذا اقتصر على ما هو منشور في ثلاث مجموعات قصصية (بقعة داكنة، الأقفاص واللغة المشركة، ما لا يراه نائـم)، في حين أنه لديه العديد من مخطوطات لقصص لم تنشر بعد، ومنها ما لا ترغب بنشره أي اعدمت، فلماذا اكتفى اسماعيل حتى هذه اللحظة بهذه المجموعات القصصية الثلاثة لمنجزه القصصي؟.
فكانت إجابة إسماعيل: "في الستينات وإلى منتصف السبعينات، ما كان يمر عليّ أسبوع إلا وكتبت فيه قصة، وإلا كنت سأشعر بالذنب، والكثير من هذه القصص نُشر في حينه، في مجلات ودوريات أكثرها عراقية. بعضها لاقى استحسان، بعضها مُنع وبعضها أُجتُزء منه أشياء لأسباب رقابية، البعض نشرته هنا في الكويت في مجلة الرائد التابعة لمؤسسة المرزوق الصحفية أيام ما كانت تصدر في الستينات من خلال مراسلتي لها".
وبين الهندال أن المتابع للفن القصصي لإسماعيل، نجد أن السرد بتقنياته الفنية (اللغة/ السرد/ المكان/ الزمن/ الشخصية)، شكلت عوامل أساسية في تكوين ملامح عالم القصة لديه، والذي يقترب في كينونته إلى أسس لعالم روائي مصغر داخله. ولأن القصة فن أدبي قديم سبق الرواية في الكويت، فإنه يعد المشكل الحديث الأول لبقية الفنون السردية لدى إسماعيل، كالرواية والمسرح والدراما التلفزيونية والسينمائية، بما يجسّد حضور الإنسان المتشظي كطاحونة سرده المستمر منذ القصة، ولا يمكن التخلي أو التنازل عن هذه الفكرة، لكونه محور القص والحدث والسرد.
وكان الكاتب والروائي جهاد الرنتيسي، قدم الهندال بقوله: "حدد الكاتب الراحل اسماعيل فهد اسماعيل ملامح لغته وسرده منذ روايته الأولى "كانت السماء زرقاء" التي احدثت صدى واسعا عند صدورها، ليعرف في المشهد الثقافي العربي بحضوره في حركة إرساء تيار الوعي في الرواية العربية وظل علامة فارقة يدرسها النقاد، يلتقطها المبدعون، ويتأثرون بها".
وأشار الرنتيسي إلى أن تجربة إسماعيل تحتاج ورشات أوسع لتناول تجربته من مختلف جوانبها، مؤكداً أنه يستحق أن يخلد اسمه على منصات شوارع المدن العربية.
--(بترا)