تخيل نفسك واقفاً على لوح من المسامير لعلاج آلامك بالألم! إليك أغرب طرق العلاج النفسي الحديث


يعتمد عدد من الأطباء النفسيين طرقاً مختلفة من أجل علاج المرضى من ضغوطهم النفسية، وحالات الاكتئاب التي يعانون منها، فالبعض منهم اختار اعتماد أشكال علاج غريبة، بعيداً عن الأدوية، أو جلسات الحوار.

ومن بين طرق العلاج التي اشتهرت، خصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تلك التي تعتمد وقوف المريض على لوح خشبي مليء بالمسامير، بهدف علاج الألم بالألم.

العلاج بالضوء لربط علاقة جديدة بالعالم الخارجي

يُعتبر العلاج بالضوء من بين أكثر أنواع العلاجات المعتمدة من طرف الأطباء النفسيين، لمساعدة المرضى على التخلص من حالة اكتئاب الشتاء، والتي عادة ما تظهر أعراضه على المريض في نهاية فصل الخريف، وتنتهي مع بداية فصل الربيع.

وتتم طريقة العلاج عن طريق تسليط نوعية ضوء معينة على المريض تحاكي الضوء الطبيعي، داخل فضاء مغلق، لمساعدته على الخروج من الحالة النفسية التي يعيشها، والتصالح مع العالم الخارجي من جديد، حتى وإن كان مختلفاً عما يريده، أو يطمح إلى عيشه.

وتتمثل أعراض اكتئاب الشتاء في الشعور بالكآبة طوال اليوم، وفقدان الأمل في الحياة، وإيجاد صعوبة في التركيز، وانخفاض طاقة الجسم، والمعاناة من اضطرابات في النوم.

التعرض لمواقف مخيفة لعلاج الرهاب

في حال كان المريض يعاني نوعاً من أنواع الرهاب، مثل فوبيا الأماكن المرتفعة، أو فوبيا الحشرات، أو فوبيا الحيوانات، فإن الأطباء يعتمدون في هذه الحالة طريقة علاج تسمى "العلاج بالتعرض"، وهي تعريض المريض لمواقف مخيفة، تندرج ضمن خانة الرهاب الذي يعاني منه، مع زيادة درجة تعرضه لها من فترة إلى أخرى.

وعند تعرض المريض للمواقف التي تخيفه بشكل مستمر، يتمكن من تعلم طريقة تنظيم قلقه، إذ إن هذا الأمر لا يتم بشكل عشوائي، وإنما من خلال تحديد تمرين معين من طرف المعالج النفسي، يتناسب مع حالة المريض، ويختلف من شخص إلى آخر.

تمكّن هذه التجربة من نقل المريض من حالة الخوف والقلق المتعلقة بالرهاب الذي يعاني منه، إلى حالة التعود والتأقلم، واعتبار الشيء الذي كان يخاف منه أمراً عادياً، ومن الطبيعي التعامل معه في حياته اليومية.

الوقوف على المسامير لعلاج الألم بالألم

اشتهرت مؤخراً، فيديوهات لطبيبة نفسية عبر مواقع التواصل، تعتمد طريقة علاج وصفها البعض بالغريبة، فيما رأى البعض الآخر أنها فكرة مبتكرة من أجل تفريغ الضغوطات النفسية، وهذه الطريقة هي الوقوف على لوح خشبي مليء بالمسامير.

يعتمد هذا العلاج على فكرة معالجة الألم الداخلي عن طريق التعود على نوع آخر من الألم، وهو الألم الجسدي، من خلال الوقوف على المسامير والتعود على الألم الناتج عن ذلك.

بداية العلاج تكون صعبة جداً على المريض، الذي يحاول الوقوف بأقدام حافية على لوح المسامير، فيشرع في الصراخ والبكاء من شدة الألم، الشيء الذي يساعده على تفريغ كل ما يشعر به عن طريق الصراخ والدموع.

وخلال الدقائق المخصصة لهذا العلاج النفسي، يمر المريض بعدة مراحل، أولها صعوبة الوقوف، والبكاء، ومحاولة التأقلم مع الألم، ثم الاعتياد والتوقف عن البكاء.

وعلى الرغم من شهرته الكبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن لم يتم الكشف عن أصل هذا العلاج، وما إذا كان من بين أنواع العلاج النفسي القديمة، أم لا.

نظارات الواقع الافتراضي للسفر إلى عالم أكثر هدوءاً

يعتبر العلاج النفسي عن طريق نظارات الواقع الافتراضي من بين أحدث أنواع العلاجات التي شرعت بعض المنتجعات الصحية والمعالجين النفسيين في اعتمادها؛ من أجل توفير خدمات مختلفة موجهة للأشخاص الذين يعانون من بعض المشاكل النفسية، أو بعض أنواع الفوبيا، أو الرهاب الاجتماعي.

إذ تعتمد هذه التقنية على فصل المريض عن الحياة الواقعية المليئة بالضغوطات، والسفر به إلى عالم يمتاز بالهدوء والسكينة، دون الحاجة إلى السفر الفعلي.

وتتم عملية العلاج هذه التي تسمى "البحث عن الذات" داخل مراكز خاصة، حيث يجلس المريض على كرسي خاص بالتدليك، ويضع نظارات الواقع الافتراضي، ثم يُمنح إحدى الزيوت الأساسية ليستنشقها خلال رحلته الافتراضية، التي من الممكن أن تدوم من 10 دقائق إلى 30 دقيقة على أبعد تقدير.

يقوم المريض باختيار واحدة من بين الرحلات الافتراضية المعروضة عليه، سواء كانت رحلات بحرية، أو بين أحضان الطبيعة، وغيرها، ثم تبدأ رحلته القصيرة، التي تتم بعد ذلك من خلال عدة جلسات أخرى، للوصول إلى النتيجة المنشودة.

تفريغ الطاقة السلبية في البستنة

هل تخيلت يوماً أن البستنة من الممكن أن تدخل في خانة العلاجات المعتمدة للأشخاص الذين يعانون مشاكل نفسية؟ لا تستغرب؛ فهذه الطريقة معتمدة بالفعل من طرف عدة مختصين نفسيين عبر العالم.

يتم اعتماد العلاج بالبستنة لأمراض نفسية مختلفة، من بينها الاكتئاب، والصدمات العاطفية، وصدمات الفراق أو الموت، والمشاكل النفسية الناتجة عن الرهاب الاجتماعي عند الأطفال والكبار بشكل سواء.

وتساعد البستنة، من خلال ملامسة التراب، على التخلص من التوتر والإجهاد، وتعلم الصبر، وكذلك تقبل مختلف أشكال تغيرات الحياة، كون النباتات كائنات حية وتمر بعدة تغيرات خلال مرحلة نومها،

إلى أن تذبل وتموت في النهاية.

كما تساعد البستنة على القيام بمجهود بدني وتحريك الجسم في حال كان متلقي العلاج شخصاً يعاني من الخمول الناتج عن الحالة النفسية التي يمر بها، كما أنه يساعد على تحفيز جميع الحواس، ما يجعله واحداً من بين الأنشطة التحفيزية الأكثر تأثيراً على الإنسان بشكل إيجابي وفعال.