سليموف ل"الانباط": نقدر الجهود الملكية إزاء المقدسات بالقدس الشريف

السفير الاذربيجاني: علاقاتنا المتميزة مع الأردن تستمد قوتها من الصداقة التي تجمع الرئيس علييف والملك
نركز على إعادة الإعمار والإصلاح باراضينا المحررة
نشيد بموقف الأردن الداعم لوحدة التراب الاذربيجاني
علاقاتنا تملك مستقبلا واعدا ونعمل على زيادة التعاون الاقتصادي بين بلدينا

الانباط - نعمت الخورة
 
قال السفير الأذربيجاني في عمان إيلدار سليموف أن الأراضي الأذربيجانية المحررة التي تم تحريرها من الاحتلال الأرمني تشهد اليوم عملية إعادة الإعمار شوالإصلاح على قدم وساق، بعد أن أطلق الجيش الأذربيجاني عملية الهجوم المضاد بقيادة القائد الأعلى، رئيس الجمهورية الهام علييف في 27 سبتمبر عام 2020، واستعاد الأراضي التاريخية التي كانت تحت وطأة الاحتلال الأرمني لمدة ثلاثين عاما .
 
وأضاف في حديث ل"الأنباط" ان أذربيجان دشّنت مرحلة جديدة في تاريخها مع إستعادة العدالة التاريخية، وطوت صفحة النزاع، وأصبحت تركز على عمليات الإصلاح والبناء في الأراضي المحررة، حيث جرى تعبيد أكثر من 600 كم2 من الطرق الجديدة وهذه العملية تتواصل، مشيرا أن الحكومة أنفقت من الميزانية العامة في منطقة قره باغ الاقتصادية ما يقارب 1.5 مليار دولار دون دعم خارجي، علما بأنه بناءً على المرسوم الرئاسي عن تاريخ 7 يوليو عام 2021، فأُقيمت منطقة قره باغ الإقتصادية ومنطقة زانجازور الشرقية الاقتصادية في إطار إعادة تشكيل المناطق الاقتصادية.
 
وضمن المشاريع المتحققة في منطقة قره باغ الاقتصادية، كشف السفير الأذربيجاني عن مساعي دولته نحو تحويلها الى منطقة خضراء مع تشييد مدن وقرى ذكية واستخدام وسائل الطاقة المتجددة، وذلك الى جانب إنشاء مطار دولي في محافظة زانجيلان المحررة حسب المعايير الدولية، منوها في ذات الوقت انه جرى تشغيل مطار فضولي الدولي وهو أول مطار شيدته أذربيجان خلال فترة وجيزة في منطقة قرة باغ الاقتصادية. ولفت السفير الى أن المجموعة الأولى من النازحين من العدد الإجمالي الذي يتعدى مليون شخص، قد بدأت بعودة الى أراضيهم الأم.
 
وبشأن الخروقات الأرمنية الأخيرة التي أدت الى المناوشات العسكرية، بين السفير أن البيان الثلاثي حول وقف الأعمال القتالية في إقليم قره باغ الجبلية الذي وقعه الرئيسين الأذربيجاني والروسي ورئيس الوزراء الأرمني يتضمن أيضا انسحاب القوات الأرمينية المتبقية دون أي تحفظ او شرط، وسحب السكان الأرمن الذين أحلتهم الحكومة الأرمنية محل السكان الأصليين من الأذربيجانيين إبان فترة الاحتلال. غير أنهم مع العصابات المسلحة غير الشرعية، حاولوا انتهاك متطلبات البيان الثلاثي المنوه عنه أعلاه وفشلوا في ذلك بعد التعامل الحازم من قبل القوات المسلحة الأذربيجانية. وفي نهاية المطاف، عادت مدينة لاتشين الى أحضان أصحابها الأصليين في 26 أغسطس 2022 ورفع الجيش الأذربيجاني علماً ثلاثي الألوان فوق مبنى الإدارة المركزية في المدينة.
ودعا السفير جميع المتابعين للتطورات في ملف فرض أذربيجان لسيادتها على كافة أراضيها المحررة الى عدم الانجرار وراء الأكاذيب والتضليلات التي تروجها القوى الانتقامية في أرمينيا نفسها أوخارجها بهدف تعطيل المساعي نحو السلام مع أذربيجان وفقاً للقانون الدولي ومبدأ حسن الجوار.
 
وأشار سليموف أنهم أشعلوا النار في الأراضي والمنازل والبيوت، فيما أخذ الأذربيجانيون مفتايح مساكنهم فقط عند مغادرتهم الاضطرارية أثناء العدوان المسلح الأرمني.
كما لفت السفير الى رفض الجانب الأرمني تقديم خرائط المساحات الأرضية الملغومة، ما تسبب بسقوط القتلى والجرحى بين المدنيين ، مشدداً على أن الجانب الأذربيجاني اكتشف مؤخراً بعد دخول قواته المسلحة الى الأراضي التي انسحب منها المحتلون، أن تلك الأراضي تعرضت لزرع الألغام المصنوعة في أرمينيا في عام 2022، بمعنى بعد التوقيع على البيان الثلاثي المذكور، مما يثير التساؤل "ضد من هذه الألغام؟"
 
فيما يتعلق بالوضع الحالي بين أذربيجان وأرمينيا، قال أنه من المتوقع عقد اجتماع اللجنتين الحكوميتين الأذربيجانية والأرمينية على مستوى نائب رئيس مجلس الوزراء في كلا البلدين في 29 أغسطس 2022 في موسكو لبحث الأمور الخاصة بتحديد وترسيم الحدود بين الدولتين، في حين سيجتمع الرئيس الأذربيجاني علييف مع رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان بوساطة الاتحاد الأوروبي في 31 أغسطس في مدينة بروكسل للتباحث في عملية السلام بين الدولتين.
 
من ناحية أخرى، أشاد السفير بالموقف الداعم للمجتمع الدولي، بالأخص أغلبية الدول العربية، سيما الأردن تجاه وحدة التراب الأذربيجاني المعترف به دولياً، وموقف أذربيجان من النزاع الذي قد وقع في النسيان، مثمناً مواصلة دعم تلك الدول للوثائق والمستندات حول مرحلة ما بعد النزاع التي تتقدم بها أذربيجان على صعيد دولي.
 
كما أشاد السفير الأذربيجاني بالدور الملموس الذي يلعبه صندوق حيدر علييف برئاسة النائب الأول لرئيس الجمهورية مهربان علييفا في إعادة إحياء التراث الثقافي والفني والديني للشعب الأذربيجاني في جميع الأراضي المحررة، بالإضافة الى بناء مؤسسات التعليم والتربية فيها أسوةً بما يشهده باقي مناطق الجمهورية. وهنا تجدر الإشارة، الى أعمال إعادة ضريح الملا باناه واقف، التي ينفِّذها الصندوق على نفقته الذاتية في مدينة شوشا. للتذكير أن هذا الأثر أيضا لم ينج من التدمير على أيدي الأرمن خلال احتلال المدينة في عام 1992. كما شهدت شوشا مجدداً بعد تحريرها أيام واقف الشعرية التي نظَّمَها صندوق حيدر علييف، في 30 أغسطس 2021، بعد مرور 39 عاماً على إقامتها للمرة الأولى في عام 1982. وحضر الرئيس علييف والسيدة الأولى مهربان علييفا في إطار أيام واقف الشعرية، افتتاح معرض: "قره باغ هي جوهرة الثقافة الأذربيجانية"، وكذلك معرض "من جديد في البلد الأم: الروائع الفنية لقره باغ"، في معرض السجاد في شوشا بعد إعادة إعماره، الذي أقامه المتحف الوطني للسجاد الأذربيجاني بتنظيم من صندوق حيدر علييف، علما بأن الرئيس الأذربيجاني أعلن 2022 "عام شوشا" من خلال توقيع المرسوم ذي الصلة، نظرا لكون هذه المدينة عاصمة أذربيجان الثقافية ذات الأهمية التاريخية والاستراتيجية.
 
على صعيد العلاقات الثنائية القائمة بين أذربيجان والأردن، وصف السفير شقها السياسي بأنه متميز، انطلاقاً من علاقات الصداقة والأخوة التي تجمع بين الرئيس علييف وجلالة الملك عبدالله الثاني، مشيداً بالقرار السياسي حول مشاركة مجلس الأمة على مستوى الوفدين الرسميين برئاسة رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز ورئيس مجلس النواب المحامي عبدالكريم الدغمي في أعمال مؤتمر الشبكة البرلمانية لرؤساء البرلمانات لدول عدم الانحياز التي استضافتها العاصمة باكو فيما بين 30 يونيو – 1 يوليو من العام الجاري.
 
أما الجانب الاقتصادي والتجاري، فقال السفير أن السفارة في التعاون مع الجهات المعنية لدى الأردن، تعمل على كشف آفاق وفرصة ممكنة لزيادة النشاط الاقتصادي والتجاري بين البلدين الصديقين، منوهاً بزيارة عمل التي قام بها الوفد الأذربيجاني تحت قيادة رئيس مجلس إدارة وكالة تطوير الأعمال الصغيرة والمتوسطة في رمضان الماضي، حيث أجرى الوفد المباحثات في وزارة الاستثمار وجمعية رجال الأعمال وغرفة صناعة الأردن وكذلك شارك في ملتقى الأعمال الذي جمع رجال الأعمال من شتى القطاعات في البلدين. وإستهدافاً لاستغلال وكشف الفرص الاقتصادية والتجارية الكامنة، يظهر دور هام للجنة المشتركة التي تقوم السفارة بعمل نحو عقد جلسة رابعة لها في مدينة باكو قريباً.
 
وفيما يتعلق بالحركة السياحية في مخططات اذربيجان صوب رفع النشاط الاقتصادي لفت السفير ان 1 يونيو 2022 شهد تشغيل الرحلات العرضية المباشرة بين العاصمتين التي من المتوقع أن تكتسب صفة دائمة بعد استقرار زيارة متبادلة للسياح من كلا البلدين، الأمر الذي سيقود الى الارتقاء بمستوى حجم التبادل التجاري هو الآخر في المستقبل المنظور.
 
وأشار إلى أن العلاقات الثنائية بما في ذلك في المجالات الأخرى تملك مستقبلاً واعداً مع دينامية الحركة السياحية المتبادلة، خاصة في ظل توفر الرغبة لدى الطرفين الأذربيجاني والأردني.
 
وحول القضايا الدولية التي تشغل المجتمع الدولي، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، شدد السفير بضرورة الإشارة الى أن أذربيجان تستمر في موقفها الثابت تجاه هذه القضية؛ إذ أنها تدعم مبدأ حل الدولتين الذي يتضمن انشاء دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية. وفي الآونة المختلفة، قدمت الحكومة الأذربيجانية المساعدات الإنسانية والمادية الى الشعب الفلسطيني، بغض النظر عن دعمها المتواصل لعمل سفارة دولة فلسطين على أراضيها.
و رأى السفير ضرورة الإعراب عن تقدير بلاده للجهود الملكية إزاء المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف من منطلق الوصاية الهاشمية، والتي تستهدف في الوقت ذاته الاستقرار في القدس والاراضي الفلسطينية والمنطقة برمتها.