قهوتنا الصباحية مع دولة الرئيس

جواد الخضري

دولة الرئيس

سابقاً كان مجرد الحديث عن الأحزاب أو المحاولات للانتساب ، أمر يؤدي بمن ينتسب إلى مسالك تُنغص عليه أمور حياته ، من مضايقات وما إلى غير ذلك ، ليس في الاردن فقط بل بمعظم الدول العربية وغير العربية التي تنتهج سياسة الحزب الواحد وهو الحزب الحاكم ، وإن كان في الاردن الوضع مختلف بعض الشيء ، كون لم يتعرض الحزبيين إلى التصفية الجسدية أو الإعتقال التعسفي لمدد طويلة جداً . على عكس الإجراءات القمعية التي يواجهها الحزبيين من خارج إطار الحزب الحاكم في كثير من دول العالم ، والشواهد كثيرة.

دولة الرئيس

حين وجه جلالة الملك عبدالله الثاني الى مجلس الأمة بشقيه النواب والأعيان والحكومات إلى السير نحو القيام بسن قوانين وتشريعات ، تفتح الباب على مصراعيه لتأسيس أحزاب وطنية ، لتكون قادرة على الوصول إلى تشكيل حكومات مستقبلية ، إما من خلال تحالفات حزبية ، أو حزب واحد يستطيع الوصول إلى مجلس النواب ، حال حصوله على أكبر عدد من مقاعد مجلس النواب ، تسمح له بتشكيل حكومة حزبية تمتلك برامج سياسية واقتصادية ، لتحقيق كافة أشكال التنمية الشمولية.

دولة الرئيس

لقد جاءت الهيئة الملكية لتحديث المنظومة السياسية ، والتي كان جلالة الملك الضامن لمخرجاتها ، بوضع تصورات و مقترحات وضعتها الحكومة كما هي أم مجلس النواب ، بالتالي تمت الموافقة النهائية عليها بعد إجراء بعض التعديلات التي تم التصويت عليها لتصبح بالتالي قانون يتم العمل على تنفيذ مواده ، وللوصول إلى تشكيل حكومات حزبية قادرة على القيام بدورها الوطني الشمولي وعلى المستويين الداخلي والخارجي .

دولة الرئيس

لقد حقق قانون الأحزاب تقدم إيجابي ، ومن أهم ما سعت إليه القيادة الهاشمية ، إشراك القطاع الشبابي ، خاصة مشاركة وإدماج طلبة الجامعات بالأحزاب ، ليكونوا عنصر فاعل في تحقيق المنظومة السياسية ، لكن هناك فوارق قد نراها بين طلبة الجامعات على مستوى الوطن والتي يصل عددها إلى سبعة وعشرون جامعة حكومية وخاصة ، إضافة إلى واحد وخمسون معهد يمنح درجة الدبلوم ، موزعة على جميع المحافظات . وبناءاً إلى هذا الكم من الجامعات والمعاهد ، هذا يحتاج إلى البدء بالعمل على نشر التوعية بين الطلبة بجميع الجامعات والكليات ، لتحقيق ثقافة المعرفة الحزبية ، ليتسنى بعدها إمتلاك الطالب للمعرفة وبالتالي يبقى له الخيار بالإنتساب إلى الحزب الذي يرى فيه القوة من خلال البرامج الحزبية . لكن الإندفاع نحو توجيه الطلبة للإنتساب للأحزاب بصورة مباشرة ، قد يخلُق خلل في التوازنات الحزبية التي قد ينفرد فيها الحزب الواحد في السيطرة على الجامعات .