انطلاق مؤتمر الفلسفة والعلم في "الأردنية"


 برعاية رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات ووزيرة الثقافة هيفاء النجار،  انطلقت في رحاب الجامعة الأردنية اليوم فعاليات المؤتمر الحادي عشر للجمعية الفلسفية الأردنية بالتعاون مع  قسم الفلسفة في كلية الآداب والجمعية العربية للفيزياء، والاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، والجمعية الفلكية الأردنية.

وقالت النجار في كلمة ألقتها خلال حفل افتتاح المؤتمر الذي يُقام تحت عنوان "الفلسفة والعلم" على مدار ثلاثة أيام إنّنا نملك في الأردن القدرة لتقديم الكثير، مؤكدة أن أبناء الوطن قادرون على الإبداع والابتكار وتجديد أنفسهم دائما.

وثمّنت النجار جهود القائمين على المؤتمر في الإبقاء على حضور التفكير العلمي الناقد، لافتةً إلى أنه دون تعميق وجود العلوم الإنسانية والفلسفة لا يمكن تعميق وجودنا في الحضارة العالمية، كما أشارت إلى العهود الزاهرة في الحضارة العربية الإسلامية حين كانت الفلسفة حاضرة بقوة، مشيدةً في هذا الصدد بدور الجامعة الاردنية التي تحتضن أساتذة علم وفلسفة وتعمل على تجديد طرح السؤال والعلاقات بين مختلف العلوم.

وفي كلمته نيابة عن رئيس الجامعة، قال نائبه لشؤون الكليات الإنسانية الدكتور أحمد مجدوبة، إن كوكبة متميزة من العلماء والباحثين والدراسين يشاركون في هذا الملتقى البهي، وأمامهم الكثير فيما يخص مناقشة الفلسفة والعلم والعلاقات المتشابكة والمتشعبة بينهما، للخروج برؤى دقيقة وعميقة يفيد منها الجسم الأكاديمي والمجتمع والإنسانية.

وأشار إلى أن الجامعة الأردنية اتخذت قرارًا حكيمًا وصائبًا عام 2016 بإدراج "الفلسفة والتفكير الناقد" ضمن متطلبات الجامعة الإجبارية إيمانًا منها بأن هذه المادة ستُكسب جيل الشباب المهارات الأساسية التي يحتاجونها أثناء دراستهم وفي حياتهم وسوق العمل، إذ إنّ المهارات التي يكتسبها الطلبة من الفلسفة تحديدا والإنسانيات عمومًا، هي ما يملك دورًا حاسمًا في نجاح الفرد في حياته وعمله.

ولفت مجدوبة إلى أنه في ظل الخطاب العام المهيمن على الساحة والذي يتسم بعضه، كي لا نقول معظمه، بالسطحية والتعميمات الجارفة والعواطف الجياشة وأنصاف الحقائق والسوداوية، متسائلا "أين دور الخطاب الفلسفي العميق ودور العقل في فضاء سيطر فيه "المؤثرون" الجدد، الذين تبوأوا الصدارة وأخذوا يقودون المشهد ويوجهون دفة السفينة نحو المجهول؟".

وقال أيضًا "في زمنٍ داهمتنا العولمة وأخذتنا على حين غرة، وصدّرت إلينا كلّ ما هبّ ودب، إضافة إلى القليل النافع بالطبع، بدأ بعضنا أو معظمنا، يتلقف كلّ أو جلّ ما يصدّر إلينا، وتحولنا في الغالب الأعم إما إلى منبهرين أو مندهشين أو مستقبلين ومتلقين ومستهلكين أو مناكفين أو مُحبَطين، نسأل: أين صوتنا في المشهد العالمي، أين خطابنا المنافس، أين فكرنا الذي يُبهر أو يدهش الآخرين ويجعلهم يتلقونه ويتلقفونه كما نتلقى ونتلقف؟".

وألقت شخصية المؤتمر المُكرّمة المفكر الدكتور هشام غصيب كلمة أعلن فيها عن استحداث جائزة الباحثة الراحلة الدكتورة حياة الحويك عطية للدراسات الثقافية والمنبثقة عن مؤسسة حياة الحويك للدراسات الثقافية، مُستعرضًا مسيرة الباحثة في مجالات البحث العلمي الدقيق والصارم والإعلام والأدب والفكر والسياسة والثقافة والترجمة.

بدوره، قال رئيس الجمعية الفلسفية الأردنية الدكتور ماهر الصراف إن المؤتمر يستمد أهميته من نوعية البحوث المقدمة فيه، مشيرًا إلى أنه لا كينونة للفلسفة بلا علم ولا كينونة للعلم بلا فلسفة.

ولفت الصراف إلى أنه إذا كان ثمة وصف دقيق على العلاقة بين العلم والفلسفة فهو الجدل، ذلك أنهما متمايزان عن بعضهما أشد ما يكون التمايز، ومتداخلان أشد ما يكون التداخل، وهذه سمة أساسية من سمات الجدل، مشيرًا إلى أنه رغم مشروطية الفلسفة بالعلم، إلا أن العلم ليس المُحدِّد الوحيد لخطابها، وليس الفضاء الوحيد المهيمن عليها طوال مسيرتها.

وفي ختام الجلسة الافتتاحية، سلّمت النجار والدكتور مجدوبة درعا تكريميًّا لشخصية المؤتمر الدكتور غصيب، كما تسلّم غصيب منحوتة مُهداة من المهندس عيسى حدادين أحد أبرز داعمي الجمعية الفلسفية والمؤتمر.