الغناءان الأردني والفلسطيني يتعانقان في مهرجان الفحيص
تعانق الغناءان الأردني والفلسطيني، مساء أمس الثلاثاء، ضمن فعاليات مهرجان الفحيص، في دورته الـ30 الذي يقام تحت شعار "الأردن وحضارة"، في حفل الفنانين الأردني ماجد زريقات والفلسطيني محمد عساف.
وتميزت ليلة المهرجان السابعة وقبل الأخيرة، بالحضور الجماهيري الكثيف، والذي يقدر بخمسة آلاف شخص ملأوا مسرح الحفل، بالأعلام الأردنية والفلسطينية والشماغ والكوفية، مجسدين وحدة حال حقيقية، تعكس الواقع، فحضر الجمهور حاملاً معه الحب والفرح، ورددوا مع فنانيهم على مدى ساعتين ونصف أغانيهم المفضلة.
وبدأ زرقات الحفل أولاً، فغنى وأمتع وأفرح الجمهور الغفير الذين تفاعلوا مع أغانيه التي يحفظونها عن ظهر قلب، فشكلوا حالة من التشابك الفني فصار الجمهور مغنياً، والفنان مردداً للأغنيات التي تنوعت بين أغاني "مهندس الأغنية الأردنية" الخاصة والأعمال الفلكلورية.
وأطل زريقات على جمهوره على إيقاع أغنيته الشهيرة "ميل ع الرأس الطاقية.. أردنية أردنية"، قبل أن يُحيي جمهور المهرجان، معرباً عن اعتزازه بمشاركته الرابعة في المهرجان، وقال الفحيص صار محترفاً في صناعة الفرح بين الناس.
كما غنى أغنيته الشهيرة "طريق الأردن" التي شاركه الجمهور بها، قبل أن يستجيب لطلبهم بغناء "كنت أوشوش"، ثم يشعل أجواء الحفل بأغنية "درب الفحيص للسواق ساعة".
وفرضت طلبات الجمهور الكثيرة والمتتابعة، على زريقات تغيير برنامج الحفل، فغنى "هدبتلي شماغي الأحمر"، و"لوحي بمنديلك لوحي" و"الدحية"، ثم غنى "ع النني النني يا حلاوة النني"، و"من سابع طابق".
وفي ختام الحفل كرم مدير المهرجان أيمن سماوي، الفنان ماجد زريقات واصفاً إياه بالشعلة المضيئة.
ولم تقتصر مشاركة زريقات في المهرجان كمطرب في حفل الليلة السادسة، بل ظهر أيضاً ليلة افتتاح المهرجان، في أوبريت "أرض السلام" مؤلفاً لكلمات لوحاته الثلاث وملقياً لمطالع اللوحات شعراً التي لحنها ووزعها الفنان اللبناني طوني سابا، ورقصت على ايقاعها فرقة الاستقلال الفلسطينية للفنون الشعبية.
واحيا الوصلة الثانية الفنان محمد عساف، التي تميزت هي الأخرى بالتفاعل الجماهيري الكبير، مرددين مع "محبوب العرب" أغانيه التي قطفها من بستانه الخاص ومن حقول الفلكلور والطرب العربي.
وبدأ عساف بأغنيته "بدك عناية"، قبل أن يرحب بالجمهور الذي أعلن عن شوقه له، في أول إطلالة على جمهور الفحيص، حيث نال تكريماً من مدير المهرجان أيمن سماوي.
ورحب عساف بعشرين طفلاً من المشاركين في المخيم الصيفي من جمعية رعاية اليتيم الخيرية/حوض البقعة، دعاهم المهرجان لحضور الحفل، وذلك قبل أن يغني "علو هالصوت بالعالي" التي أهداها لجمهوره الأردني ولجلالة الملك عبد الله الثاني، مشيداً بمواقفه الداعمة للفلسطينيين ودفاعهم عن حقوقهم .
آهات الجمهور الذي ظل طيلة الحفل ملوحاً بالشماغات والكوفيات، بقيت مشتعلة مع كل أغنية جديدة يقدمها عساف، والتفاعل ظل بازدياد في أغنياته "ع اللومة ع اللومة"، و"يا حلالي ويا مالي" التي شاركته تقديمها "فرقة الاستقلال للفنون الشعبية" بلوحة راقصة.
وقدم عساف من أغانيه الخاصة "عليّ الكوفية" التي طالب الجمهور بغنائها معه، وانتقل منها إلى ميدلي فلكلوري تضمن أغنيات يا طير الطاير، وين ع رام الله، فلسطيني أنا، وأنا دمي فلسطيني، ومزج معه ملوحاً بالعلم الأردني، أغنية "يا بيرقنا العالي" التي أهدى مدير المهرجان، عساف خلال غنائها الشماغ الأردني، وختم الميدلي بالأغنية الفلكلورية "ع العين موليتين".
عساف كان ذكياً في برنامجه الغنائي، محاولاً إرضاء جميع الأذواق، فغنى أغنيته ذاعة الصيت "مكانك خالي"، ليختم حفله طرباً بأغنيتي "العيون السود" و"سواح".
وتختتم مساء اليوم فعاليات الدورة الثلاثين للمهرجان، بحفل غنائي للفنانين اللبناني معين شريف والأردنية ديانا كرزون، فيما تتواصل الفعاليات الموازية من معارض الحرف والفن التشكيلي والبازار الشعبي ومعرض السمبوزيم، وفعاليات "دارة حمزة" التراثية.