مهرجان الفحيص: شاهين وشمعون تناقشان تأثير الدراما على المجتمع
ناقشت الفنانتان المصرية إلهام شاهين واللبنانية تقلا شمعون الأثر والتأثير الذي تقوم به الدراما العربية على المجتمع، في محاضرة "الدراما العربية.. بين الواقع والمأمول" التي عقدت مساء أمس الجمعة، في منبر خالد منيزل وأدارتها الفنانة ريم سعادة، ضمن البرنامج الثقافي المرافق لفعاليات "مهرجان الفحيص" في دورته الـ30 الذي يقام بشعاره الثابت "الأردن تاريخ وحضارة".
وبدأت الفنانة شاهين حديثها، منطلقة من آخر أعمالها الدرامية التلفزيونية "بطلوع الروح" وأشارت إلى إنها هوجمت لمجرد نشرها صورة لعمل لم تتحدث عن تفاصيله بعد.
وأضافت أن الهجوم يعني مدى تأثير الدراما على المجتمعات وتخوف بعض المتطرفين منها، وهو ما يجب عمله للاستفادة ومحاربة أشكال العنف عن طريق الدراما لصالح التعايش الإنساني.
وناقشت شاهين دروها في مسلسل "بطلوع الروح" الذي قدم شخصية امرأة داعشية تستهدف إقناع النساء بالانضمام إلى الجماعات المتطرفة من خلال تهديدهم والسيطرة عليهم، لافتة إلى أن الدور الذي طرحته في المسلسل واقعي ومأخوذ من قصة حقيقية لامرأة "داعشية" شاهدت لها عدة فيديوهات قبل تنفيذ الشخصية.
ووصفت شاهين الدراما بأنها مؤثرة بشكل أكثر من القراءة، وأنها ثقافة تسود المجتمعات ولها تأثير كبير على التغيير والترفيه والمتعة البصرية. ولفتت شاهين النظر إلى أن الدراما التركية ممتعة للبصر لكن النظر إليها يكون بشكل منفصل عاطفيا بسبب الأحداث والشخصيات الغريبة عن مجتمعنا وواقعنا.
ورأت أن التركيز على قضايا الواقع من عنف وتطرف وغيرها حاليا؛ بسبب الجرأة في الطرح التي باتت أكثر قدرة على التعامل مع القضايا والحديث عن ظاهرة موجودة وقد تشكل خطرا على المجتمع، مما يستدعي معالجتها دراميا.
بدورها، قالت الفنانة اللبنانية تقلا شمعون إن التطور في التقنيات الحديثة في تصوير الأعمال الدرامية والسينمائية، يعد عنصرا هاما يساعد في وصول العمل للمتلقي، لأن غالبية المسلسلات التي تفشل حسب رأيها تعود لكون الفكرة غير منشغلة بأسلوب تقني حديث ويناسب المتلقي في عصره.
وأصبحت التقنيات منتشرة وفق شمعون في الإنتاجات العربية والعالمية وحتى المنصات التي تقدم الأعمال الدرامية، مبينة أن المواضيع المطروحة حاليا يطغى عليها طابع دراما "الآكشن" أو "العصابات" وغيرها إلا أنها ليست الوحيدة.
واعتبرت أن الوضع القائم في بلدها يحزنها كفنانة لبنانية، لأنها تملك نصوصا مهمة تناقش قضايا لبنانية محلية يرفضها المنتج الموجود في لبنان.
وأشارت إلى أن المنتج والكاتب والمخرج اللبناني يتهرب من تسليط الضوء على المواضيع التي تهم مشكلات المجتمع اللبناني إن كان حاليا أو تاريخيا، وهناك تغييب لحضورها بين الدراما العربي؛ لذا ذهبت الأعمال اللبنانية لتطال أي زمان ومكان بالحب والزواج والانتقام وغالبا معالجتها غير محددة في بيئة معينة.
وتأملت شمعون أن يتم دعم الفن محليا في لبنان لأن الإغراق في المحلية والبيئة الخاصة هو قيمة للتعريف بأي فنان على مستوى الوطن العربي والعالمي، موضحة أن السينما اللبنانية استطاعت الوصول عالميا وعربيا لأنها طرحت قضايا لبنانية محلية عكس الدراما التلفزيونية أو المسلسلات.
--(بترا)