منتدون بالزرقاء يؤكدون ضرورة ترسيخ التربية الإعلامية والثقافة التشاركية

أكد المشاركون في الندوة الحوارية التي نظمتها مديرية ثقافة الزرقاء، اليوم الاثنين في قاعة مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي ،ضرورة ترسيخ مفهوم التربية الإعلامية والثقافة التشاركية لمواجهة الثورة المعلوماتية والإعلامية المتدفقة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
وأكد أستاذ الصحافة والإعلام في جامعة العلوم التطبيقية، الدكتور ماجد الخضري الدور المؤثر لوسائل الإعلام في صناعة وتشكيل العقل الجمعي في ظل الكم الكبير من المعلومات والأخبار التي يجري تناقلها عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ومنصات التواصل الاجتماعي والإنترنت وغيرها ، والتي جعلت العالم يتجاوز اعتباره قرية صغيرة وأضحى بناية كبيرة لاستطاعتنا معرفة الأحداث حال وقوعها.
وأشار إلى ضرورة الارتقاء بالوعي الإعلامي لدى المتلقي ، خاصة إذا ما عرفنا أن 35 بالمئة مما ينشر من أخبار عبر وسائل الإعلام المتنوعة تعد أخباراً غير مؤكدة ، الأمر الذي يستدعي التدقيق في الأخبار والمعلومات المستقاة من المؤسسات الإعلامية الغربية، إضافة إلى ضرورة تدريس التربية الإعلامية في المدارس؛ بهدف غرس ثقافة استخدام وسائل الإعلام الرقمي ،والتمييز بن الأخبار والمعلومات الحقيقية من تلك الزائفة أو التي تندرج تحت مسمى الشائعات.
وبين أستاذ الإعلام الرقمي والمدرب المختص في التربية الإعلامية الدكتور حمزة بصبوص أهمية ترسيخ الثقافة التشاركية ونشرها، و التي أضحت ضرورة ملحة للتعامل مع هذا الكم الكبير من المعلومات التي تنتشر عبر الفضاء الإلكتروني ، لافتا إلى أن التربية الإعلامية هي التي تعنى بتهذيب سلوك وممارسات الأفراد ورفع مهاراتهم اللازمة للتعامل مع وسائل الإعلام المختلفة في ظل الانتشار الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي وتنامي قضايا التشهير واغتيال الشخصية والإساءة.
ودعا إلى ضرورة تثقيف الأجيال الناشئة حول كيفية التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المتنوعة، مبينا أن الأسرة تعد نقطة الانطلاق نحو نشر أساليب التربية الإعلامية والتوعية وتنمية حس التفاعل الإيجابي عبر وسائل الإعلام الرقمي.
وأشارت مستشارة أمين عام وزارة الثقافة الكاتبة والإعلامية وسام سعد إلى مشاريع وزارة الثقافة في مجال التربية الإعلامية، حيث جرى إطلاق مشروع المنصة الإلكترونية "ثقتنا "عام 2020 ، والتي نشر عليها نحو 31 فيديو توعويا جرى إنتاجها من قبل فريق مختص بالتربية الإعلامية حول الشائعات والأخبار المضللة والتنمر الإلكتروني وكيفية التحقق من الصور .
وأضافت أن الوزارة أطلقت مشروعا آخرا عام 2021 بالتعاون مع مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في عمان حول إعداد وإنتاج فيديوهات قصيرة مدتها تصل إلى أربع دقائق؛ بهدف لفت انتباه رواد التواصل الاجتماعي للمحتوى الإعلامي.
كما جرى إطلاق مشروع آخر يهدف إلى بناء القدرات وتعزيز المهارات الٍأساسية ونشر التربية الإعلامية بين المعلمين، فيما عرضت سعد لبعض الفيديوهات المنشورة على المنصة الإلكترونية (ثقتنا) أمام الحضور .
وجرى في ختام الندوة الحوارية التي حضرها مدير الثقافة أيمن عرار وجمع من الإعلاميين والكتاب والمهتمين، نقاش وحوار تركز على أهمية الارتقاء بالوعي الإعلامي والثقافة التشاركية من خلال بناء العقلية الناقدة القادرة على التحليل والتدقيق وتمييز الأخبار الحقيقية عن تلك الزائفة أو التي تنشر رسائل موجهة.
--(بترا)