بعين ملكية المثلث الذهبي الاصلاحي نافذة الاردن نحو المئوية الثانية


بقلم الدكتور هيثم احمد المعابرة / الطفيلة


 
متغيرات واسعة وجذرية شهدتها الساحة الأردنية وزخم إصلاحي كبير وتاريخي شمل المرتكزات الإصلاحية الثلاث الرئيسة السياسية والاقتصاد والاداره ليدخل الأردن بوابة مئوية الدولة الاردنية الثانية بفكر ونهج إصلاحي عصري ومتطور كان من نتائجة إقرار التعديلات الدستورية وقانون الأحزاب والانتخاب تلك القوانين العصرية التي تشكل رافعة قوية للعمل السياسي ودعم المشاركة الشعبية الكاملة في الحياة السياسية والحزبية رافقها اطلاق رؤية التحديث الاقتصادي للسنوات العشر المقبلة والتي ستساهم أن طبقت بشكلها الصحيح في تعزيز الاقتصاد الوطني وتوفير فرص العمل وتنشيط حركة السوق ورفع مستوى النمو وجذب الاستثمارات والتي هي ميزان النجاح ومع إطلاق الحكومه يوم أمس خطه تحديث القطاع العام تكتمل أركان العملية الإصلاحية الواسعة التي حظيت بمتابعه وتوجيه ملكي مستمر من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لتكون رسالة للشارع العام بأن الأردن سيكون أمام مرحلة متجددة من العمل والعطاء والريادة في مختلف المجالات

لقد تابعنا قبل أيام مقابلة جلالة الملك مع صحيفة الرأي الأردنية حيث وضع جلالتة النقاط على الحروف مؤكدا ضرورة بناء نموذج حزبي معاصر ومتجدد بعيدا عن تقليدية العمل الحزبي سابقا مع أهمية بناء الأحزاب من الأعلى إلى الأسفل على أساس العمل الجماعي بعيدا عن الافراد والأشخاص أحزاب جماعية وطنية مخلصة ذات شمولية وفق برامج واهداف ورؤى متكاملة ومستدامة وعصرية قابلة للتطبيق على أرض الواقع بما يرضي طموح الشارع الأردني ويؤسس لمرحله سياسية وإدارية قادمة تضمن مشاركة جميع مكونات الشعب الأردني واطيافة والمجتمع المدني وخاصة الشباب والمرأة للخروج بحياة سياسية ناضجة تكفل استدامة عملية الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري الشامل وإخراج نخب سياسية جديدة اهم عناصرها الشباب .

أن الرسائل الملكية رسمت خارطة الطريق لتغيير النمط الفكري لدى الشباب فيما يتعلق بالعمل الحزبي والسياسي و تمكين الشباب والمرأة من العمل السياسي والتشبيك بين النظام الحزبي والانتخابي لدعم مسيرة الإصلاح السياسي الوطني
وانخراط المواطنين بمؤسسات المجتمع المدني وبشكل اكبر بالنسبة الى انخراطهم بالأحزاب السياسية ومن بينهم فئة الشباب بالمحافظات والقرى والأطراف
حيث كانت هناك محدودية المشاركة الشبابية في هيئات وهياكل الأحزاب وكذلك في مؤسسات المجتمع المدني الأخرى .
 
ان الاحزاب السياسية لها دور كبير في عملية التنمية السياسية فالاحزاب تعمل على توعية الرأي العام وتوجيهه من خلال تثقيفه سياسيا وحزبيا بما يضمن مشاركة المواطن في بكل فواصل صنع القرار والتعبير عن رأيه ومصالحه
وتعزيز دوره في العملية السياسية التي تجري في اطار النظام السياسي وتقوم كذلك بتنظيم الاتجاهات السياسية بين المواطنين وجذبهم نحو الاهتمام بالشؤون العامة وتعريفهم بحقوقهم وحرياتهم ووسائل التعبير عنها وان وجود الاحزاب السياسية ضرورة لتأكيد المعارضة الصحية الوطنية والرأي الاخر وامكانية تشكيل الحكومات البرلمانية الفترة المقبلة

أن التجربة الحزبية في المحافظات وأخذ على سبيل المثال محافظة الطفيلة واجهت الكثير من الصعوبات والتحديات بسبب تركز مراكز ومقار الأحزاب في العاصمة عمان وغياب دور المؤسسات المختصة ومؤسسات المجتمع المدني بعملية التثقيف والإرشاد حول الأحزاب والعمل الحزبي وتوضيح قانوني الانتخاب والأحزاب كما شكلت عده محاور أخرى عزوفا لدى قطاع الشباب والمرأة من الانتساب للأحزاب السياسية منها عدم جدية الأحزاب وفعالية برامجها وخططها على أرض الواقع والعديد من العوامل التي ساهمت بضعف العمل الحزبي في الطفيلة كنموذج لباقي المحافظات .

وكمتابع للعملية السياسية في الأردن والإصلاحات التاريخية التي شهدها الأردن مؤاخرا وبرؤى وتوجهيات وضمانة ملكية سامية أجد لزاما على الجميع من احزاب وتيارات سياسية ونقابات وجامعات ومؤسسات المجتمع المدني الشريكة والهيئات المختلفة أن تقوم بدورها الحيوي في عملية الإصلاح السياسي بكافة محاورة من خلال برامج وخطط إرشادية وتوعوية وتثقيفية شاملة متكاملة وعلى مراحل توضحيا لقانون الاحزاب والانتخاب واهمية المشاركة الشعبية والشبابية والنسوية في إتخاذ وصنع القرار من خلال الانتساب للأحزاب التي تحمل نهجا وفكرا وطنيا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا شاملا قائما على دراسات وبرامج ورؤية أصلاحية عصرية مثالية لكافة مناحي الحياة قابلة للتطبيق المستلهمة من طروحات الشارع العام وبشكل مستمر ومستدام وأن يكون للمحافظات مستلهما محافظة الطفيلة الهاشمية التي تحتوي على نسب عاليه جدا من التعليم والكفاءات البشرية دورا كبيرا في عملية البناء والإصلاح وذلك يعتمد على تفعيل دور الحكومه المحلية بالمحافظة والجامعة ومراكز الشباب والشابات والمؤسسات الثقافية والقطاع النسائي في عملية الاستقطاب والجذب والإرشاد والتوعية بالعمل الحزبي وازالة حالة الشكل والريبة وبيان أن الأردن يسير بخطوات ثابتة وعميقة واضحة المعالم والأهداف نحو حياة سياسية متكاملة لاخوف فيها ولاتقاطعات ولامنكافات ولا اقصاء وتهميش حياة سياسية تقوم على المشاركه والعمل والعطاء والإنجاز بعيدا عن الشعارات الشعبوية والسلبية والتشكيك والعدمية كما أراد لها سيد البلاد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه