"عبيدات" يتبادل الحديث مع الطلبة قبل أن يتفقد كافيتيريا ومطعم الجامعة
"عبيدات" يتبادل الحديث مع الطلبة قبل أن يتفقد كافيتيريا ومطعم الجامعة
يُقال إنّ المرء لا يعرف مكانًا ما حتّى يسير راجلًا في طرقاته، ويلتقي صدفةً بمن يتّخذون الطّريق سبيلًا إلى مُبتغاهم، صدفة قد تفتحُ أفقًا للقاءٍ يُعبّد طريق الكلام، فالحوار وحده قادر على كشف المشتركات الإنسانيّة بين اثنين، مهما تباعدت خلفيّاتهما، فما بالكم إن كان الأوّل رئيس جامعة، والثّاني طالبٌ في الجامعة ذاتها، حيثُ المشترك أكبر بكثير من مجرّد مسمّيات أو ألقاب.
في واحدة من جولاته العديدة، شقّت خطوات رئيس الجامعة الأردنيّة الدكتور نذير عبيدات طرقات الجامعة، تلك المتدثّرة بسلاسل من الشّجر الوارف الذي يُخفّف من وطأة الطّقس حقيقةً، ومجازًا بجمال المنظر الذي يفرضُ نفسه على كُلّ مارٍّ، ليلتقي بمجموعة طلبةٍ شاركوه الرّفقة وأطناب الكلام، ذاك الذي تراوح بين الشّجن والفرح، بسمتٍ يمتازُ به أبناء هذه البلد إذ يجمعون النقائض لتستحيل طلاوةً على ألسنهم.
ونهجًا على خطى حثّت منذ قديم الزّمان على أن يضطلع الرّاعي بمسؤوليّته، أخذ عبيدات انعطافته، عند مفترق الطّريق الذي يصلُ الكليات الإنسانيّة بالعلميّة، ليتفقّد كلا الكافيتيريا ومطعم الجامعة. وبعد اطلاع وتمحيص، واستماع لرأيِ العاملين في الموقع: ما يقدّمونه من خدمات وما يحتاجونه لتحسين الوضع القائم، شاركهم عبيدات رأيه كذلك، مُوصيًا بأن تُقدَّمَ أفضل الخدمات للطّلبة، سواءً أتعلّق الأمر بنوعيّة الوجبات أم بتوفير أماكن مريحة لتناول الطّعام، أم حتّى الرّاحة بين المحاضرات؛ إذ حتّى العقلُ بحاجة للرّاحة أيضًا كي يستعيد ألقه ونشاطه، لإكمال المسير.
ومن المنطلق القائل بأنّ الشيء بالشيء يُذكرُ، أبدى الطّلبة تفاعلًا لا داعيَ للتّصريحِ عنهُ مباشرةً، إذ يمكنك أن تستشفَّ ذلك من الحماس والطّاقة التي بادلوا عبيدات بها، بل وأكثر، بمشاركتهم آراءهم وإيّاه، فلا أدلَّ على الرّغبة والاهتمام من شخصٍ يُبادلكَ أفكاره، وهو ديدنُ "الأردنيّة" منذ افتتاحها: أن تكون صرحًا مفتوحًا للآراء المُتبادلة، فوحده الجهرُ بالفكرة ما يدفعها خطوةً لتدخل حيّز التنفيذ.