الملك بادر.. فلم لم تبادروا أيها النخب...!!!

الأنباط - خليل النظامي
"الشباب يدركون ما عليهم، وعلى النخب هجر الصالونات السياسية والإنخراط بـ الأحزاب"، الجملة التي قالها الملك عبدالله الثاني مؤخرا في أحد إجتماعاته العامة في منطقة البادية الشمالية.
منذ أن قال الملك هذه الجملة وأنا أتابع وأرصد ردود الأفعال التي كنت أتوقع أن تكون على مستوى عالي من قبل وسائل الإعلام المختلفة ومنصات التواصل الاجتماعي والكتاب الصحفيين والخبراء والحزبيين والنخب السياسية، إلا أنني وجدت فتورا كبيرا على ما تحدث به الملك، بالرغم من الأهمية العظيمة خلف هذه الجملة التي قالها سيد البلاد.
وبكل أسف واقعيا لم أجد ردود الأفعال التي تتساوى بحجم حديث الملك على ساحة الرأي العام المحلي الذي كان منشغلا بـ قضية إختطاف نجل إعلامية في تركيا، وفتاة حاولت الإنتحار في إحدى ضواحي العاصمة عمان، وإنشغال بعض الكتاب الصحفيين بـ قضايا غريبة وعدد من المهرجانات وحفلات الغناء، وقضية ناشط التيكتوك الأردني الذي إنتهت علاقة بناشطة تونسية.
ربما جملة الملك هذه المرة كشفت اللثام عن الكثير الكثير مما يحدث في أوكار وأزقة الصالونات السياسية خاصة أن الملوك لا يتحدثون إلا بمعلومات دقيقة، الأمر الذي وضع من يعرفون بـ النخب السياسية أو الشلل السياسية في موقف محرج جدا أمام الرأي العام في مسألة بيئة الحياة الحزبية التي يعمل على تأسيسها الملك بشكل منهجي في فلسفة سعيه لـ تطوير الحياة السياسية في الأردن لبناء مناخ سياسي ديمقراطي.
وكما هو معروف أن معظم هذه النخب تربطهم علاقات كبيرة وقوية مع السواد الأعظم من الكتاب الصحفيين والمؤثرين والنشطاء والصحفيين وبعض ناشري وسائل الإعلام، الأمر الذي ربما كان له دور في إنخفاض مستوى التفاعل في نمطية التغطية والمتابعة الاعلامية والصحفية لحديث الملك، ولا أنسى معيار الذائقة العامة التي وصل لها الرأي العام.
إلى ذلك، لم أجد خلال عملية الرصد وبكل أسف تفاعل وحراك إعلامي كما يجب أن يكون من قبل الأحزاب ومنتسبيها لما تحدث به الملك، فلم نقرأ عن بيانات تعزيز أو الإعلان عن ورشة عمل لمناقشة توجهات الملك، الامر الذي أثار عند الكثير من المراقبين العديد من التساؤلات حول نمطية عمل حوالي 53 حزبا لديهم قاعدة بيانات إنتساب تجاوزت الـ 100 الف منتسب.
عموما ليست هذه المرة الأولى التي لا يجد فيها حديث سيد البلاد تفاعلا كبيرا كما يجب عبر وسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي وعلى ساحة الرأي العام، بينما نجد لأحاديثه تفاعل واسع في مختلف الصولونات السياسية المغلقة، وفلل وقصور النخب والذوات المحمية جدرانها بالحراسات الشخصية، مع الأخذ بعين الإعتبار حالة ومعيار الإحتقان الشعبي على الحالة والأزمة الإقتصادية التي تمر بها البلاد.
هذه حالة أعتقد أنه يستوجب التوقف عندها وتحليلها بالطرق العلمية والمنهجية، خاصة أن المراقب السياسي لـ الشأن المحلي يرى أن البلد تعيش شبه حالة من الفراغ السياسي، نظرا لـ عدم إلتفات مطبخ الدولة لـ مسألة إنتاج رعيل سياسي يحمل ويكمل مسيرة الرعيل السياسي العتيق خاصة أن السواد الأعظم من رجالاته قد إنتهت حياتهم السياسية نظرا لتقدمهم بـ العمر والتغيرات والتطورات التي حصلت على العالم السياسي بشكل عام.