بدء فعاليات المؤتمر الدولي الخامس لقسم المصارف الإسلامية

بدأت اليوم في الجامعة الأردنية فعاليات المؤتمر الدولي الخامس لقسم المصارف الإسلامية الذي تنظّمه كلية الشريعة بالتشارك مع الجمعية الأردنية للمالية الإسلامية بعنوان "الاقتصاد السلوكي: ماهيته ومجالات تطبيقه"، برعاية رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات، وحضور نخبة من أصحاب السماحة والفضيلة والعطوفة والسعادة.

وقال عبيدات في كلمة ألقاها خلال حفل افتتاح المؤتمر الذي يستمر على مدار يومين إنّ الأخطاء السلوكية أحيانا قد تكون نتائجها خطيرة وصاعقة عندما يتعلق الأمر بقرار يُتّخذ مرة واحدة ولا مجال لاتخاذ قرار معاكس له في المرات الأخرى، ما يجعل الخسارة أكبر وغير قابلة للتصويب، ولهذا أجد موضوعات هذا المؤتمر أكثر من هامّة.

وأضاف أن الاقتصاد السّلوكيّ جاء ليرشدنا بأنّ الافتراض القائل بعقلانية المستهلكين من الأساس خاطئٌ؛ حيث إن المستهلكين بطبيعتهم لا يبنون قراراتهم بالعقلانيّة التي نتصوّرها، ما أدى إلى اصطدام فرضية الاقتصاد التّقليديّ بحقيقة أنّ كثيرًا من تصرّفات المستهلكين لا تتوافق مع النّماذج الاقتصاديّة المرسومة.

كما أكّد أن عملية التنظيم المالي ووضع قواعد قياسية ومحددة ينتفع منها الأفراد والمجموعات خاصة الفقيرة منها تلتزم بالتنظيم المالي ويمكن أن تحمي الناس من تحيزاتهم السلوكية وجهلهم، موضحا أنه على الجانب الآخر قد تفرض القواعد تكاليف على أولئك الذين ليسوا عرضة لمثل هذه السلوكيات.

وطرح عبيدات مثالا توضيحا على ما سبق تمثل في استعمال بطاقات الائتمان التي تعرضها بعض البنوك كأنها صفقة جذابة، وهذا صحيح على حد قوله إذا ما وقعت في يد فرد ذي ميول استهلاكية سليمة، أما إذا وقعت بيد فرد آخر أو مجموعة لديها ميول استهلاكية وسلوكية خاطئة فلن تكون البطاقة صفقة رابحة بل كارثية عليهم.

بدوره، أشار مدير عام البنك الإسلامي الأردني الدكتور حسين سعيفان إلى أن تطبيق الاقتصاد السلوكي الحديث يضع المصارف الإسلامية أمام فرصة الاستفادة من إيجابيات تطبيقات الاقتصاد السلوكي وعكسه على أعمالها، فالبنوك الإسلامية تسعى باستمرار لتطوير منتجاتها وخدماتها وعقود معاملاتها التي تصب في الاقتصاد الحقيقي غير القائم على مبدأ الاستهلاك مع ربطه بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية ومقاصدها.

ولفت عميد كلية الشريعة ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور عدنان العساف إلى أن البحث في مجال الاقتصاد السلوكي من منطلق إسلامي يُعدّ بحد ذاته مساهمة إثرائية للمعرفة والمجتمع المعاصر، إذ إنه من الموضوعات المستجدة شديدة التأثير في تحفيز الاقتصاد وتنظيم سلوك الأفراد والجماعات في تحقيق تنمية اقتصادية وافرة.

من جانبه، قال رئيس الجمعية الأردنية للمالية الإسلامية ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور عبد المجيد الرحامنة في كلمة ألقاها إنّ الاقتصاد السلوكي يُعدُّ من أهم المواضيع التي ينبغي أن تتوجه لها لأبحاث والمؤتمرات والندوات باعتباره موضوعا يحتاج إلى مزيد من الدراسات الجادة التي تجمع بين الجانبين النظري والتطبيقي وتراعي أولويات الوطن والأمة؛ موضحا أنه عبر هذا النوع من الاقتصاد توظّفُ الموارد الاقتصادية لخدمة تطلعات الأمة في شأن الوحدة الاقتصادية والعيش الكريم.

هذا وأوضحت رئيسة قسم المصارف الإسلامية ومقررة لجنة المؤتمر الدكتورة هيام الزيدانيين أن أهمية المؤتمر تبرز في المواءمة بين الفكر الاقتصادي الإسلامي القيمي والاقتصاد السلوكي، إضافة إلى الاستفادة من البحوث التطبيقية في الاقتصاد السلوكي لصياغة الأنظمة والسياسات المالية التي تساعد على اتخاذ القرارات الصحيحة، كما وقدمت في كلمتها نبذة حول القسم الذي تم صياغة خطته الدراسية على نحو يلبي حاجات المؤسسات المصرفية الإسلامية ويسد الحاجة إلى وجود مصرفين إسلاميين.

وعقب ختام حفل الافتتاح الذي تخلله حفل تكريم لراعي الحفل والداعمين والمنظمين؛ بدأت الجلسة الأولى التي حملت عنوان "الاقتصاد السلوكي مدخل مفاهيمي" برئاسة الدكتور حسين سعيفان، ومشاركة كل من الدكتورة هيام الزيدانيين، والدكتور هاشم الزيود من الإمارات، والدكتور باسل الشاعر والآنسة عالية الصباغ والآنسة فيروز بحلق، والدكتور عبد المجيد الصلاحين والدكتور عبد المجيد الرحامنة والأستاذ محمد شموط.

وجاءت الجلسة الثانية من اليوم الأول بعنوان "الاقتصاد السلوكي في إطار التحليل الاقتصادي وعلاقته بالعلوم الاجتماعية" وترأسها الدكتور وائل عربيات بمشاركة كل من الدكتور عمر العسري من المغرب، والدكتور سعيد بوهراوة من ماليزيا، والدكتور عبد السلام الحويجة من العراق، والدكتور غازي العساف.

ويندرج ضمن جدول أعمال المؤتمر في اليوم الثاني ثلاث جلسات يشارك في الجلسة الأولى منها، والتي يترأسها الدكتور عبد المجيد الرحامنة تحت عنوان "الاقتصاد السلوكي والاقتصاد الإسلامي"، الدكتور ياسر الحوراني، والدكتور إبراهيم عبادة، وكل من الدكتورة عالية ضيف الله والدكتور أحمد الطنيجي من الإمارات العربية المتحدة، والدكتورة سمية العمري، والدكتورة آلاء البطاينة.

وتتمحور الجلسة الثانية حول "الاقتصاد السلوكي وتطبيقاته المعاصرة"، ويترأسها الدكتور عدنان العساف بمشاركة الدكتور عطا عبد المعطي السنباطي من مصر، والدكتورة هناء الحنيطي والدكتور زياد عبيدات، والدكتور موسى القضاة، والدكتورة داليا مصطفى.

وستُناقشُ وتُقرُّ، في الجلسة الأخيرة التي تترأسها الدكتورة هيام الزيدانيين، التوصيات الختامية للمؤتمر بمشاركة أعضاء لجنة التوصيات التي تضم كلًّا من الدكتور عبد المجيد الرحامنة والدكتور باسل الشاعر والأستاذ محمد شموط، كما ستُكرّمُ اللجنتان العلمية والتنظيمية.

وتجدر الإشارة إلى أنه ستُعقد ورشة عمل خاصة على هامش فعاليات المؤتمر يترأسها الدكتور محمد الخطيب بمشاركة كل من الدكتور فادي مكي من قطر، والدكتورة آلاء عبيد من من الكويت، والأستاذ مبارك الحمداني من سلطنة عمان، ليتحدثوا خلالها عن تجربة "الوكز" في بلدانهم.