حزبيون واعلاميون: الملك يدعو لتأسيس احزاب سياسية فاعلة برامجها واضحة وبوصلتها الاولى الاردن

البدور: الاحزاب ستكون بوابة للذين لديهم طموح سياسي

حزبيون واعلاميون: الملك يدعو لتأسيس احزاب فاعلة برامجها واضحة وبوصلتها الاردن
العماوي: امناء عامين منذ 30 عاما يشغلون المنصب نفسه وهذا مخالف للنهج
القهيوي: على الاحزاب ان تعمل على تنفيذ خطط وبرامج واقعية
أبو طير: العمل الحزبي ضعيف ويعاني موروثا سلبيا له علاقة بتجارب قديمة
الانباط – مريم القاسم
تحدث الملك عبد الله الثاني في حوار شامل عن الوضع الاقتصادي والسياسي الراهن وعن القضية الفلسطينية وغيرها من المحاور المحلية والاقليمية والدولية. وركز جلالته على الحياة الحزبية داعيا الى هجر الصالونات السياسية والتوجه للانضمام للاحزاب والمشاركة فيها دون تخوف.
وحول ما جاء في الحوار، اكد حزبيون وسياسيون ان الملك وضع خريطة طريق لمواجهة الكثير من التحديات التي تواجه الوطن، وخاصة الانضمام الى الأحزاب لدعم الحياة الحزبية في المملكة وبيان أهمية الاهتمام بها ودعمها لخدمة الوطن والمواطن.
وقال عضو اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية الدكتور ابراهيم البدور ان حديث جلالة الملك بين ان المرحلة المقبلة ستعتمد على الاحزاب مبينا ان الملك طالب من الجميع هجر الصالونات السياسية والتوجه للاحزاب لممارسة هذا الدور، حيث ستكون الاحزاب بوابة للذين لديهم طموح سياسي . واوضح انه من خلال التعديلات التي حدثت في مجلس النواب سيكون ثلثا المجلس حزبيين وهذا يعني انه من الممكن ائتلاف حزبين لتشكيل حكومة حيث ان الحزبيين هم الذين سيحصلون على مقاعد نيابية وفي الوقت نفسه سيشكلون حكومة من اعضاء حزبهم.
وبين البدور ان سياسي يستطيع ان يكون عضوا في البرلمان او الحكومة لان العمل السياسي بشكل عام برلماني تنفيذي اساسه البرلمان والحكومة .
بدوره، اشار العضو المؤسس في حزب ارادة الدكتور ليث القهيوي، الى 14 ايار كان فاصلا في الاردن، اذ تم اقرار قانون الاحزاب واعطاء الضمانة في هذا الاطار للحزبيين ، ومنها ضمانة العمل الحزبي للاشخاص ووجود عقوبة في حال ملاحقة الحزبي بما لا يتعارض مع القانون واقرار قانون تعويض مادي للحزبي الذي يتعرض للضرر.
وقال ان جلالة الملك اشار بشكل حاسم الى انه لا مناص لنا الا العمل الحزبي والابتعاد عن الصالونات السياسية حتى يكون هناك احزاب فاعلة بوصلتها الاولى الاردن.
واضاف انه من خلال كتب تكليف الحكومات والاوراق النقاشية التي تحدثت عن تمكين الشباب، اشار الملك الى عملية تدعيم وتمكين وتاهيل الشباب حتى يكون لديهم قدرات وهذا لا يتم الا من خلال الشعب وابناء الوطن الذين يجب ان يدركوا اهمية الحزب والانتقال الى احزاب تحمل تعمل على تنفيذ خطط وبرامج واقعية حقيقية .
وقال نائب الامين العام في حزب الائتلاف الوطني الدكتور مصطفى العماوي انه فيما يتعلق بتعزيز وتجذير نهج الحياة الديمواقراطية من خلال الاحزاب هنالك تبني ورؤية ملكية من الاوراق النقاشية قبل 10 سنوات وكان لجلالة الملك رسائل واضحة لمؤسسات الدولة بانه لابد من تعزيز النهج الديموقراطي والحياة الحزبية، وكان هناك تقصير من الحكومات السابقة في تنفيذ هذه المهمة كما ورد في الاوراق النفاشية التي كانت قابلة للتحديث والتعديل ليأخذ منها كل انسان ما يستطيع بما فيها مصلحة الوطن . وبين ان الملك ارتأى ان يشكل لجنة ملكية كانت تتكون من 92 شخصية منهم له خبرة في الحياة الحزبية والتشريعية في الاردن، وكان لهذه اللجنة مخرجات شاركنا فيها كاحزاب، حيث قدمنا ما استطعنا، موضحا انه ولاول مرة في تاريخ الدولة الاردنية تم اقرار نص في قانون الانتخاب بان للاحزاب دورا في تشكيل القوائم الحزبية للمشاركة في الحياة الانتخابية ولن يكون هناك عنوان للحياة الحزبية الا من خلال البرلمان، مضيفا انه كان هناك قانون الانتخاب الذي عدل نص ان للاحزاب دورا في تشكيل القوائم حتى يكلف الحزب الذي له اغلبية نيابية بتشكيل الحكومة، وهذا يعني ان المقعد في البرلمان هو للحزب وليس للشخص وهذا دور كبير للاحزاب. واكد اهمية قيام الاحزاب بتصويب اوضاعها بالفترة المقبلة وتغيير نظمها الداخلية بما يتناسب والمؤسسية بالحزب، موضحا ان هناك بعض الامناء العامين لهم اكثر من 30 عاما يشغلون المنصب نفسه وهذا مخالف للنهج، لذلك لا بد ان يكون هناك تعديل في النظام الداخلي من خلال برنامج شامل للدولة وليس للحزب حيث ان الحزب الذي لا يملك برنامجا لا يعد حزبا.
من جهته، قال الكاتب فايز الفايز، لا ريب أن جلالة الملك حينما وصلت المرحلة الى انسداد سياسي محلي جرّاء فشل العديد من الأحزاب والمكونات السياسية للوصول الى تقدم كبير فيما يخص العمل السياسي الذي يمكنها من تقديم رؤى هادفة للارتقاء بتحديث الدولة، بادر الملك حينها لوضع خريطة طريق جديدة لتصويب الوضع وهذا ما انتج حالة تدافع لدى المعنيين للانخراط في نقاشات مستفيضة، قد يكون لنا رأي آخر فيها، ولكن الاصرار الملكي على ابعاد أي تجاذبات قد تؤثر على اللجنة الملكية للتحديث، أعطاها دفعا كي تعيد بناء الأفكار والطروحات بناء على المتغيرات الاجتماعية ونهوض جيل جديد كان متردد في الدخول للعمل الحزبي كباب للعمل السياسي المنتج، ومن هناك انطلقت فكرة تأسيس أحزاب أو إعادة تأهيل القائم منها لعل ان يخرج من بين أعضائها جيل متمكن وواعد ليضع في أي حزب منتم له جملة من الأفكار والشروحات التي تساعد في تشكيل حالة متقدمة ، لهذا كان الملك حريصا على أن تكون النتائج مرضية للجميع أو للأكثرية على الأقل، فهل هذا ما حصل ؟
واوضح أن هناك من قرأ الرسالة الملكية بعكس صفحاتها، فقد أركن بعضهم على أن أمامهم طريق سهل لدخول البرلمان عن طريق الأحزاب، فجيء بالأسماء القديمة ذاتها التي انخرطت في أحزاب تم تمويلها بمئات آلاف الدنانير دون أن تقدم أي شيء، وظهرت علينا شخصيات ليس لها سابق علم في العمل الحزبي ونصبت أنفسها قيادة حزبية قبل أن يعلن ولادتها، ثم تم جمع الأعضاء بناءً على من يعرف من .
واشار الى ان الملك اوضح الأمر للجميع، حيث قال " الأحزاب لا تبنى من الأعلى الى الأسفل" وجواب الجملة الملكية هي أن من الواجب أن يتم استقطاب الشباب الذي هم أهم محركات الدفع في المجتمعات وتدريبهم ومنحهم الدور للوصول الى المكتب الأعلى قبل أن نبحث مع مؤسس الحزب عن أعضاء لا يمثلون سوى تكملة عدد. وبالتالي فان الرسالة التي بعثها الملك هي رسالة طمأنة كي يظن بعضهم أن الحكم عليهم بات منطوقا، وهذا ما أشاع روح الرضا لدى النخب أن القضية جادة لا مزاح فيها، وأن الملك مازال ضامنا للأحزاب عن أي تدخلات خارجية أو من داخل الحكومة.
واضاف الفايز ان الملك شدد على دور الشباب وقدم لهم الطريق نحو الأبواب المفتوحة لقيادة مسيرة التحديث وأن ينخرطوا في مرحلة البناء الحزبي والسياسي، وأوضح أن على الدولة دور في تسهيل عمل الاحزاب وتوفير البيئة التي تشجع العمل الحزبي دون التدخل في تشكيلها، لكن ما رأيناه هو سطوة بعضهم على مقاعد القيادة قبل أن يعلن الحزب عن ولادته.
وقال الزميل الكاتب ماهر ابو طير ان الاردن يسعى لتحديث بنيته السياسية عبر تطوير قوانينه وتحديدا قانون الانتخابات والاحزاب في سياقات تحسين المشاركة السياسية وزيادة قابلية ابناء المجتمع على المشاركة في رسم سياسات الاردن من خلال المواقع التمثيلية والمؤسسات الحزبية.
وزاد ان العمل الحزبي ضعيف ويعاني موروثا سلبيا له علاقة بتجارب حزبية قديمة وهذا يفسر قلة الاقبال على العمل الحزبي، اضافة الى الانطباع بكون الاحزاب مجرد واجهات لشخصيات او تكتلات او جماعات لها مصالحها.
وتوقع ان يتحسن الوضع الحزبي خلال السنوات القليلة المقبلة اذا لمس الناس جدية مع تغييب المصالح الفردية وعدم تبعية هذه الاحزاب لمراكز رسمية او شخصية وهذا يعني ان علينا السعي جديا لخوض هذه التجربة.