ظاهرة التغير المناخي٠٠ خبراء يقترحون آليات للحد منها


عايش: الأردن لم يحقق استراتيجيات مناخية واقتصاد أخضر بسبب الحكومات

جعجع: تعمل على عدم انتظام الفصول واختلاف مواعيدها

البس: إجبار المزارعين على زراعة محاصيل تسهم بتوفير الأمن الغذائي


الانباط – سالي الصبيحات
أثارت ظاهرة التغير المناخي اهتمام جميع الأوساط الدولية والإقليمية من منظمات وهيئات حكومية وغير حكومية نظرا لما تحدثه من أثر وتهديد مباشر على الاقتصاد وتحديا كبيرا على طاولة المجتمعات الدولية. 
الخبير الاقتصادي حسام عايش قال ان الاردن يعاني من موجات حرارة مرتفعة وهطولات مطرية قوية تتحول الى فيضانات تؤدي الى اضرار وخسائر على المستوى الزراعي والانساني كما تراجعت القدرة الاستيعابية للسدود الناجم عن التغيرات المناخية .
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الأنباط" ان مشكلة التغير المناخي ادت الى تراجع حصة الفرد من المياه وعجز سنوي بالمياه واحتل التصحر مساحات كبيرة من الرقعة الزراعية لافتا الى تفاقم المشكلة في السنوات المقبلة.
وتابع، ان مياه الينابيع الجوفية تراجعت قدرة إنتاجها حوالي 50% خلال السنوات الماضية ومن المتوقع زيادة في درجات الحرارة بحوالي 1.5 الى 2.5 درجة مئوية مما يؤثر على قطاعات الزراعية والصحية والتنمية المستدامة والانتاج الزراعي والنظم البيئية والسياحة التي تعد المستهلك الرئيسي للمياه وعليه فان المناطق السياحية ستتضرر بفعل التغيرات المناخية .
وذكر ان الاردن لم تتمكن من تحقيق ‏استراتجيات مناخية واقتصاد اخضر والاستثمار في الاقتصاد الجديد لاسباب تتعلق بالحكومات وكيفية اتخاذ القرارات وتخصيص العائد لاصحاب المصالح  داعيا  الى زراعة ملايين الاشجار الجاذبة للامطار واعادة النظر بالزراعات الذكية.
في السياق ذاته قال مسؤول اللجنة العلمية في الجمعية العربية لحماية الطبيعة المهندس حسن جعجع ان التغير المناخي يؤثر على الزراعة بسبب قلة كميات الامطار الهاطلة وتوزيعها وارتفاع درجات الحرارة وعليه فان التغيرات المناخية مع مرور الوقت تزيد من ارتفاع درجات الحرارة وبالتالي زيادة ثاني اكسيد الكربون الذي يشكل طبقة تجعل الحرارة مخزنة في مناخ الكرة الارضية والذي يعمل على عدم انتظام الفصول واختلاف مواعيدها.
واوضح لـ"الأنباط" ان التغير المناخي يسهم في زيادة التصحر وخسارة مساحات قابلة للزراعة ويحدث مشاكل زراعية من ناحية الانتاج ونوعيته وبالتالي فقدان للمهن وانخافض الدخل وعدم استقرار الامن الغذائي مشيرا الى انه عندما تقل كميات الامطار يستخدم المزارع المياه الجوفية التي لها اثار بعيدة المدى حيث تؤثرعلى مياه الشرب وتزداد مولحتها نتيجة الضخ الجائر بالاضافة الى تأثر التربة من حيث انخفاض الانتاج والتصدير داعيا الى ضرورة التعامل مع تحديات التغيرات المناخية لتخفيف اضرارها.

وقال الخبير الزراعي المهندس محمد البس ان احد اسباب التغيرات المناخية التي تحدث في الصناعات الكيماوية ادت الى ارتفاع درجات حرارة الارض وثاني اكسيد الكربون في الهواء مما ادى الى تكون الاحتباس الاحراري كما ان زيادة اعداد السيارات والانبعاثات زاد ايضا من ثاني اكسيد الكربون وحرارة الجو .
واوضح ان التغيرات المناخية عملت على فقدان مواقع ومساحات كبيرة زراعية معتمدة على مياه الامطار مما ادى الى تراجع نسبة المحاصيل الزراعية الحقلية بشكل أثر على الامن الغذائي وتقدم في كميات المحاصيل الخضرية الزائدة واتلاف قسما منها اثر على الاقتصاد الوطني ورتب اعباء اضافية على خزينة الدولة التي اصبحت ملزمة بتوفير الغذاء الاساسي للمواطن باسعار مدعومة.
ودعا البس الى ضرورة اجبار المزارعين في المناطق التي يوجد فيها مياه بنسب كافية الى زراعة محصول  القمح والمحاصيل الاخرى التي تسهم في توفير الامن الغذائي للمواطن.
من الجدير بالذكر أنه ومنذ القرن التاسع عشر أصبحت الأنشطة البشرية المسبب الرئيسي لتغير المناخ بسبب حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز الذي ينتج انبعاثات غازات الدفيئة حيث تشكل كغطاء يلتف حول الكرة الأرضية ما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس ورفع درجات الحرارة.