حالات متزايدة عالميا.. تحذير من مخاطر الافراط بـ «فيتامين د»

أدى نظام المكملات الغذائية المكثف لرجل في منتصف العمر إلى إدخاله المستشفى كما قال تقرير لأطباء في المملكة المتحدة.

 

وفي تقرير طبي جديد نشرته صحيفة طبية، استعرض الأطباء بالتفصيل كيف مرض الرجل بعد فترة وجيزة من بدء تناول جرعات كبيرة من الفيتامينات والمعادن. وعلى الرغم من أن الجرعات الزائدة من فيتامين (د) غير شائعة، يقول مؤلفو الدراسة، يبدو أن الحالات آخذة في الارتفاع على مستوى العالم.

وفقًا لصحيفة BMJ الطبية، التي نشرت التقرير، تمت إحالة رجل في منتصف العمر إلى قسم الطوارئ من قبل طبيبه العام.

وشرحت الصحيفة أنه عانى منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، من مجموعة متنوعة من الأعراض المستمرة، بما في ذلك القيء والإسهال وآلام البطن وجفاف الفم وطنين الأذن وتشنجات الساق. كما فقد أيضًا ما يقرب من 15 كيلو من وزنه. وسرعان ما استبعدت الاختبارات الأسباب المحتملة الأخرى لمرضه، مثل العدوى.

لكن الأطباء اكتشفوا أدلة على إصابة حادة في الكلى، وكذلك مستويات أعلى بكثير من الطبيعي من فيتامين د والكالسيوم (علامة شائعة لجرعة زائدة من فيتامين د)، وأفاد الرجل أن أعراضه بدأت بعد حوالي شهر من اتخاذ قراره بتناول هذه المكملات، وهي جزء من قائمة طويلة من المكملات الغذائية نصحه بها اختصاصي تغذية خاص. لكن جرعاته المخصصة كانت أعلى بكثير من الكمية اليومية الموصى بها. وذكر التقرير إنه تناول 50 ملليغرام من فيتامين د، على سبيل المثال، أو أضعاف كمية كوكتيل الفيتامينات والمكملات التي يجب أن نحصل عليها يوميًا و(تشمل المكملات الأخرى فيتامين ك 2 وفيتامين ج وفيتامين ب 9 وأوميغا 3 والزنك والمغنيسيوم). قال الرجل إنه توقف عن تناول هذا الكوكتيل بعد ظهور أعراضه، لكنها استمرت مع ذلك.

وتم إعطاء الرجل سوائل عن طريق الوريد وأدخل المستشفى لمدة ثمانية أيام، حيث كان الأطباء يراقبون دمه يوميًا للتأكد من أنه يتحسن. كما حصل على المشورة والأدوية المعروفة باسم البايفوسفونيت للتحكم في مستويات الكالسيوم المرتفعة أثناء وبعد دخوله المستشفى. بعد شهرين من إقامته في المستشفى، أظهرت فحوصات المتابعة أن مستويات الكالسيوم لديه قد عادت إلى ما يقرب من المعدل الطبيعي، ولكن ليس مستويات فيتامين د.

ويحصل الناس بشكل طبيعي على فيتامين د من الطعام أو من التعرض المنتظم لأشعة الشمس. وعلى الرغم من وجود بعض الأدلة على أن العديد من الأشخاص قد يكون لديهم مستويات غير كافية من فيتامين (د)، فلا يوجد دليل على أن تناول جرعات كبيرة من فيتامين (د) أو مكملات غذائية أخرى سيحسن الصحة. من ناحية أخرى، يرتبط التسمم بفيتامين د، أو فرط الفيتامين د، دائمًا تقريبًا بالمكملات غير السليمة. وتشير البيانات المتفرقة حول عدد مرات حدوث ذلك، لكن تحليل عام 2016 لبيانات مكافحة السموم في الولايات المتحدة وجد أكثر من 25000 تقرير متعلق بفيتامين (د) موثق بين عامي 2000 و 2014. وفقا لموقع «غيزماندو».

ورغم أن معظم تقارير المرض كانت خفيفة إلى معتدلة، مع عدم وجود وفيات ذات صلة، ولكن يبدو أن حالات التعرض لتصبح أكثر شيوعًا بمرور الوقت - وهو اتجاه لاحظه مؤلفو الدراسة الحاليون. «على الصعيد العالمي، هناك اتجاه متزايد لفرط فيتامين د، وهي حالة سريرية تتميز بارتفاع مستويات فيتامين د 3 في الدم»، كما كتبوا، مضيفين أن الحالات أكثر شيوعًا في النساء والأطفال ومرضى الجراحة.

يمكن أن تكون المكملات مفيدة لمجموعات معينة، مثل الأشخاص الذين يعانون من نقص غذائي واضح أو الحوامل الذين يحتاجون إلى حمض الفوليك الإضافي. لكن العديد من الأطباء لا يزالون متشككين في استخدامها بالنسبة للشخص العادي. في الواقع، أوصت لجنة مؤثرة من الخبراء مؤخرًا بعدم تناول مكملات فيتامين E أو بيتا كاروتين للوقاية من السرطان أو أمراض القلب، مشيرة إلى عدم وجود أدلة جيدة على فوائدها بالإضافة إلى بعض الأدلة على أنها يمكن أن تكون ضارة بالفعل.