النخبة-elite يناقش حدود ازمة الاخلاق ومستوياتها


الانباط – مريم القاسم 
  طرح ملتقى النخبة-elite موضوع حدود ازمة الاخلاق التي نعيشها ومستوياتها ، حيث القى المشاركون الضوء على اسبابها من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، وقدموا اقتراحات لتعزيز الوازع الاخلاقي وتنميته ، وبيان مدى ارتباط الاخلاق بالدين و العرق و الجنس . 
  وقال محمود ملكاوي ان اخطر الازمات في المجتمع هي ازمة الاخلاق لانها تعد المحرك الاقوى الذي يقف وراء جميع المشكلات التي تعانيها المجتمعات ، مبينا ان منظومة الاخلاق وحدها تحمي الانسان من الوقوع في متاهة الشراهة المادية ، فمجتمع بلا منظومة أخلاقية راسخة سوف يقع في الصراعات والمشاكل. 
  وبين المهندس رائد حتر ان الديانات حثت على حسن الخلق والتعامل باحترام مع الاخرين ونهت عن السرقة والغش والنميمة ، حيث ان الاخلاق لا ترتبط بالاديان فقط، وانما ترتبط بالبيئة التي يعيشها الإنسان وطريقة تفاعله معها وطريقة  تنشئته ، موضحا ان اسباب ازمة الاخلاق تعود الى تراجع دور الاهل في تربية أبنائهم ، وتراجع دور المعلم والانفتاح السلبي على العالم الخارجي. 
  واشار الدكتور ياسر الشمالي الى ان الامانة هي أساس الاخلاق وغيابها نذير شؤم ، واليوم يراد محو الاخلاق من المجتمع لتسهل قيادته ويبتعد عن دينه تنفيذا لبروتوكولات العدو من خلال المناهج والاعلام . 
  وقال الدكتور موفق الزعبي ان نهضة الامة تتحقق بسيادة الاخلاق، مؤكدا ان الاخلاق تاتي من الدين والبيئة والمجتمع، فعندما يغيب الوازع الديني والقيم واحترام الابن لوالديه، ويتعالى صاحب النفوذ على من هو اقل منه نفوذا، ويسود الكذب والافتراء ، فلا شك ان المجتمع في ازمة اخلاقية.
  وذكر الدكتور مصطفى عيروط ان اخلاق الانسان تجعله يحترم القانون ويحافظ على وطنه ، فالوطني صاحب الاخلاق يؤمن بوطنه ويبتعد عن المناطقية والمصالح الشخصية ، مشيرا الى ان الاخلاق تمنع الشخص  الوطني من التصرف بشكل خاطئ وبالتالي يعمل بعدالة وللجميع. 
  وقالت الدكتورة طيب فاروسي ان ما افرزته الحروب من مشاكل اقتصادية واجتماعية جعلت من أوليات الناس الفقيرة الحصول على لقمة العيش على حساب القيم ومبادئ الاخلاق ،مبينة ان الانفتاح الكبير على وسائل التواصل الاجتماعي التي تبث دون مراقبة من مالكيها او من الاهالي وذلك لجني الأموال على حساب الضمائر ساهم في نشر هذه الازمة ، فالأخلاق ليست مرتبطة بدين أو بعرق أو بجنس ، مشيرا الى ان الاديان تحض على الاخلاق. 
  وبين الدكتور محمد آل خطاب ان سبب ازمة الاخلاق التي نعيشها اليوم هو تمسكنا بقشور حضارة ومدنية زائفة والابتعاد عن الدين الذي ينظم طريقة تعاملنا مع غيرنا، حيث ان التزام الشخص بما جاء به الدين من عبادات ومعاملات ومكارم الأخلاق لايكون لاجل المجتمع ونظرته ولكن لاجل الدين وما حث عليه من قواعد التعامل الاخلاقي.
  واشار الدكتور عديل الشرمان الى ان القوة وفرض القانون ضرورة ولكنها ليست الحل الوحيد ، اذ يجب ان تسبقها اجراءات من مؤسسات المجتمع المعنية لمعالجة الاختلالات التي حصلت بفعل الاهمال المقصود او غير المقصود ، فلقد انشغلنا بالمظاهر والسطحيات وصار كل همنا المنصب والكرسي، وانشغلنا بتشكيل الحكومات وتوزيع المناصب والحقائب، وانتخابات المجالس النيابية والمركزية والبلدية وغيرها من الاحداث ، وتركنا الاهم في منظومة بناء الوطن والمواطن وهو الانسان.
  وقال مهنا نافع ان حسن الاخلاق او سوئها صفة وجدت منذ بدء الخلق للانسان فحسنها ارتبط دائما بالخير والسيىء منها ارتبط بالشر، مبينا ان المسؤولية التربوية اليوم لم تعد تدار بالطريقة التقليدية السابقة فالثوابت من مكارم الاخلاق متفق عليها ولكن الشرور والمفاسد غيرت الكثير من طرائقها السابقة، واليوم لم تعد هذه المسؤولية فردية حيث اصبحت منظومة متكاملة متعددة العناصر المترابطة التي تعتمد على بعضها بعضا لتحقيق نجاحها، فهي منظومة اسرية مدرسية اجتماعية حكومية شاملة، ولا بد لكل جهة من فهم واجباتها وتحمل كامل مسؤوليتها تجاه هذا الجيل الجديد. 
  وذكر محمد السعودي ان الاخلاق وحدها لا تكفي بل يجب دعمها بحقوق وواجبات ومسؤوليات يحميها القانون الرادع ، بالتالي عندما تنحرف النفس وتعتدي على حقوق الاخرين يكون هناك قانون يحكم العلاقات بين الافراد لينظم امورهم بشفافية وعدالة بحيث يطبق على القوي قبل الضعيف ، فالاخلاق والقانون يبنيان مجتمعات متصالحة .
وبين الدكتور عيد ابو دلبوح ان الامر الاساس في الاخلاق هو ان يشعر الانسان انه محترم في المكان الذي يعيش فيه ، وان حياة الناس العامة يجب ان تستند الى قانون ليعيشوا فيه ، موضحا انه عندما يفقد الانسان احترامه في وطنه سيفقد الاحترام في كل شيء ، فلا يجوز التكلم بالاخلاق في بيئة تفتقد الى بديهيات الاحترام. 
 واشار الدكتور جمال الدبعي الى ان ما يجري من تغيرات او حروب قد تنتج جملة من الاضطرابات التي تؤثر سلبا على المسار الاخلاقي، وبالتالي الانحراف نحو ممارسات تخالف ما تم الاتفاق عليه من معايير وضوابط للسلوك الانساني المتوازن ، حيث ان هناك عوامل تقود الى انهيار المنظومة الاخلاقية في المجتمعات مثل الحروب، والهجرات القسرية، والحروب الاهلية وغيرها . 
  وقال الدكتور عبد الكريم الشطناوي ان الاخلاق منظومة من قيم اتفق عليها جماعة او مجتمع ما ، وهي ما تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات ، وهي شكل من اشكال الوعي الإنساني ، والأخلاق تعد من السجايا والطباع الباطنة التي خلقت مع الانسان ، فالاخلاق تتمثل بما نسميه بالضمير الذي يعيش في داخلنا ويكون بمثابة الكوابح التي توقفنا عن فعل الشر. 
  وذكر حسام مضاعين ان ما نشاهده من سلوكات لافراد المجتمع ينعكس سلبا او ايجابا على مدى تحضر ورقي المجتمع وتطوره في مناحي الحياة كافة ، مضيفا ان مستوى الاخلاق في مجتمعنا لم يصل الى المستوى الذي نطمح اليه وقد يكون متجها نحو الانحدار والتراجع ، وذلك نتيجة التهاون في تطبيق القوانين من ناحية والضعف في منظومة التربية والتعليم من ناحية اخرى. 
  وبين هاشم المجالي ان الاخلاق تختلف من مجتمع لاخر ، فالعرب كان عندهم اخلاق والديانات السماوية عززتها ، مشيرا الى ان مغذيات الاخلاق ترتبط بمصادر الاسرة والمدرسة والمؤسسة الدينية والتعليمية، وان الاخلاق  تتاثر بالظروف المحيطة والتغيرات المجتمعية ، فما قد يكون عيبا في مجتمع قد يكون مباحا في مجتمع آخر . 
  وقال عاكف الجلاد ان العالم العربي يعد من اكثر الشعوب تدينا ، وفي الوقت نفسه  فانه يعاني الفساد والسرقة والرشوة والتحرش الجنسي.
  واوضح ان المجتمعات تمرض كما يمرض الانسان ، ومجتمعاتنا العربية تعاني  أمراضا كثيرة ، اخطرها على الاطلاق مرض البعد عن الدين والاخلاق ، والفهم القاصر للدين ، مشيرا الى ان الفضيلة لا تتحقق الا بتدين حقيقي مصاحب تماما للاخلاق . 
 واشار الدكتور علي حجاحجة الى ان الاخلاق منظومة متكاملة من القيم والصفات الحميدة التي تنسجم مع الفطرة البشرية ، فالنفس البشرية تميل وتستقيم، ويعتريها الضعف، لكن لا بد من سرعة العودة لان في اطالة التيه استمرار للضعف والميل ، فالخطأ خطا صغر او كبر، والحرام حرام قل او كثر، والحاجة كما الغاية لا تبرر الوسيلة . 
  وبين المهندس نايف الليمون ان اي حضارة تستحق ان تكون حضارة حقيقية دون منظومة اخلاقية انسانية تحفظ المجتمع من ان ينحرف ويفقد البشر انسانيتهم السوية ، ومن وجهة نظره للحضارة الغربية فانها تفتقد الى اهم مقومات الحضارة بفقدانها لمنظومة الاخلاق ، الكفيلة بهدم البنيان الجامد والانجاز الذي كان وما زال هائلا في الجانب المادي . 
  وقالت الدكتورة فاطمة عطيات ان القيم الاخلاقية اينما يتصف بها الافراد ليست معتمدة على جنسهم او  اديانهم او اعراقهم ، وان الاخلاق هي صفات وسلوكات يتم التخلق بها واتباعها ، وهي عامل اساسي في الازمات ، موضحة ان الفساد الاداري والمالي سببه المباشر غياب الاخلاق وانعدامها واعتماد الانانية والمصالح الخاصة ، حيث انه يكشف المستوى المتدني من الاخلاق ، مشددة على دور العائلة في تأسيس قيم واخلاق الفرد فيها ، وان التنشئة الاجتماعية هي الوظيفة الأولى للعائلة. 
  واوضح الدكتور محمود الدويري انه عندما نتحدث عن الاخلاق فاننا نتحدث عن الميزان الاجتماعي والاقتصادي ، حيث يؤدي الخلل في الميزان الاقتصادي الى خلل وعدم توازن في عناصر النظام الاجتماعي وتهدد القيم العليا القائم عليها المجتمع الصحي، وان اي كارثة اقتصادية من الممكن ان تخرج منها اي بلد في غضون عشرة اعوام، اما الكارثة الاجتماعية فانها تؤدي الى اختلال في المفاهيم واخلاقيات المجتمع ، وظهور قيم ومعايير اخلاقية مغايرة للثقافة السائدة، وتنتشر الجريمة والرذيلة، مشيرا الى ان عودة المجتمع الى ما كان عليه  بحاجة من جيلين الى ثلاثة اجيال في حال وجود خطط محكمة الاداء . 
  وبين زهدي جانبك انه عندما يتربى الانسان على عدم احترام ذاته، منذ الصغر، فلن يحترم احدا ، اذا تعلم في البيت ان وقته بلا قيمة، سيظن ان كل الناس مثله لا قيمة لوقتهم ، وعندما يظن انه لا قيمة لما يعمله، بالمقابل سيظن انه لا قيمة لعمل الناس .
  واشار المهندس محمود الدباس الى قول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام "إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق" ، موضحا اننا نجد ان البعثة برمتها جاءت لاتمام منظومة الاخلاق ، فلولا الاخلاق لما استقامت الحياة ، فالاخلاق هي مجموعة القواعد والانظمة والسلوكات التي تبني العقد بين الانسان وما حوله ، مبينا ان من اشكال ازمة الاخلاق في الاردن الفساد بانواعه والترهل الاداري وعدم احترام الاخرين وعدم الالتزام بقواعد المرور واكل حق الاخرين والبيع على بيع غيرنا.