هندية : عواقب التصحر خطيرة على البشرية والنظم الايكولوجية للارض

سالي الصبيحات
يعد التصحر من أكبر التهديدات للتنمية المستدامة في العالم ولا سيما في البلدان النامية ومنها الاردن، والتصحر هو تعرض الأرض للتدهور مما يؤدي إلى فقدان الحياة النباتية والتنوع الحيوي بها .

قالت خبيرة علم المياه والري والبيئة الدكتورة منى هندية ان هناك ضرورة لاتخاذ اجراءات لتجنب عواقب التصحر الوخيمة على البشرية والنظم الايكولوجية للأرض.
  ودعت الى الاهتمام بالامر لمنع تدهور الارض والتوقف عن كونها منتجة وزيادة  المساحات الطبيعية، حتى لا تزداد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وينخفض التنوع البيولوجي وتقل المساحات البرية وتقع الاحداث المناخية القاسية مثل الجفاف والفيضانات والعواصف الرملية والترابية.
  وبينت هندية ان الاردن يواجه التصحر لعدة اسباب داخلية ومنها التحطيب والامتداد العمراني على حساب الاراضي الزراعية والرعي الجائر الذي يؤدي الى انكشاف التربة وبالتالي التسارع المستمر في انجرافها مما يزيد التصحر، واسباب خارجية  ومنها عوامل بيئية كالتغير المناخي ما يؤدي الى ارتفاع  درجات الحرارة التي تؤثر على الارض.
واضافت ان المملكة ليست من الدول المؤثرة او المسببة للتغيير المناخي بل تتاثر بالتغير اذ ان من المتوقع ان يكون هناك نسبة جفاف ملحوظة نتيجة نقص المياه مما يؤدي  الى التصحر داعية الى مكافحة التصحر والجفاف باتخاذ عدد من الاجراءات، ومنها اتباع سياسة استعمال الاراضي واستخدامها، ونشر الوعي في الاعلام والمناهج الدراسية باهمية المحافظة على الاراضي ومكافحة التصحر، وتفعيل القوانين اللازمة لحماية البيئة والغابات ومنع التحطيب مبينا ان الاردن يحوي تسع محميات طبيعية تحمي التنوع الحيوي والموائل بشكل فعال .
     وقالت هندية ان الحكومة وقعت على الاتفاقية الايطالية لمكافحة التصحر عام 1996 وصادقت عليها عام 1997 ومنذ ذلك الوقت دابت على العمل ضمن الاطر القانونية والفنية لتفعيل هذه الاتفاقية على ارض الواقع وبسبب تذبذب الامطار تعاني مساحات شاسعة مشكلة التصحر وتدهور الاراضي .
  واوضحت ان هناك مؤشرات طبيعية للتصحر منها غزو الكثبان الرملية للاراضي الزراعية وتدهور الاراضي الزراعية المعتمدة على الامطار وتملح التربة وازالة الغابات اوتدمير النباتات فيها وانخفاض كمية ونوعية المياه الجوفية والسطحية وتدهور المراعي وانخفاض خصوبة الاراضي الزراعية واشتداد نشاط التعرية المائية والهوائية وزيادة ترسبات السدود والانهار واشتداد الزوابع الترابية وزيادة كمية الغبار في الجو.
  وبينت هندية ان هناك انواعا عديدة من التصحر ومنها التصحر الشديد الذي ينعكس بانتشار النباتات غير المرغوب فيها وانخفاض الانتاج النباتي بحدود 50%، والتصحر المعتدل حيث ينخفض الانتاج النباتي بحدود 25% في الغطاء النباتي والتربة ، والتصحر الطفيف ويتمثل بحدوث تلف او تدمير طفيف او لا يكون هناك تدمير اصلا كما هو موجود في الصحراء الكبرى شمالي افريقيا وصحراء شبه الجزيرة العربية .
   واشارت الى خطوات مكافحة التصحر وقف الزحف العمراني على الاراضي الزراعية وسن القوانين التي تحمي الارض من سلوكات المسببة للتصحر وتشجيع المشاريع الزراعية واستزراع المناطق القاحلة بزراعة المناطق الجافة بالنخيل واشجار السدر والصفصاف وايقاف قطع الاشجار واحراق الغابات وتجريف الاراضي الزراعية وايقاف الرعي الجائر.
  وركزت هندية على تنظيم عمليات الرعي وتنظيم طرائق التعامل مع التربة والعناية بها و تنفيذ حملات توعية للسكان عن التصحر وطرائق حماية التربة والتعامل مع الاراضي الزراعية وتوفير الموارد المائية والحفاظ عليها وصيانتها دوريا وتثبيت التربة وحمياتها من الانجراف بتكثيف الغطاء النباتي بطرائق زراعية محترفة ومدروسة.