مواطنون: اصبحنا لاجئين في وطننا والتفكير بالهجرة احتجاج على الظروف الصعبة

ديانا البطران
يفكر كثير من المواطنين وخاصة الشباب منهم بالهجرة من الوطن الى دول خارجبة غنية او فيها ظروف وفرص افضل  ليحققوا فيها مستوى افضل ويجدوا فرصة عمل
ومن اهم الدّوافع المُسبّبة للهجرة وأكثرها تأثيرا في الأفراد، تدنّي المستوى الاقتصادي، مما يَحدّ من طموحهم في عيش حياةٍ كريمة ؛ لذا يَسعون للهِجرة إلى دولةٍ تُقدّم لهم عرضا وظيفيا وأجرا اعلى يضمن لهم حياةً أفضل ممّا كانوا عليه.
وقال المواطن علي عثمان  لـ" الانباط " ان معظم اصدقائي من خريجي كليات الطب والهندسة والمحاسبة والتخصصات الاخرى لم يجدوا أي عمل في بلدنا يحقق لهم طموحهم، متسائلا : لماذا نتعلم اذا لم نجد عملا؟

واشار  احمد عدنان الى أنه خريج كلية الطب والى اللحظة لم يتم توظيفه لذلك فهو يعمل سائق تكسي على تطبيق ليؤمن مصروفه اليومي، وفي الوقت ذاته يحاول البحث عن فرصة للهجرة.
واوضح سامي حمدان انه بعدما تخرج بحث طويلا عن عمل، وللأسف كانت الرواتب متدنية وظروف العمل غير لائقة، فقدم أوراقه لعدة سفارات اجنبية من أجل الهجرة، لكنه لم يوفق حتى الآن، مشددا على انه سيبقى يحاول حتى ينجح في الحصول على فرصة للهجرة، ليعيش حياة مريحة غير التي يعيشها الان".
وقالت ريما سعيد ان مستوى البطالة في الوطن مرتفع جدا ولا يوجد أي حلول او فرص للعمل، وأطمح بالهجرة خارج البلاد التي  اصبحت لاجئة فيها، أعاني غلاء الاسعار وعدم وجود وظائف .
وقال الخبير الاقتصادي وجدي المخامرة: ان الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يواجهها المواطن الاردني تدفع عددا كبيرا من الشباب للتفكير بالهجرة لان نسبة البطالة بينهم تتراوح بين (25- 50% ) اضافة الى التراجع في حجم الاستثمار وعدم توفر الوظائف التي يمكن ان تناسب بعض المؤهلات.
واضاف ان المواطن يشعر بسبب ظروفه الاقتصادية الصعبة ان الهجرة هي الملجأ لتلبية جميع متطلباته من ناحية الخبرات والرواتب، مشيرا الى ان نسبة كبيرة من الشباب تفكر بالهجرة للحصول على خبرات ورواتب عالية لان الرواتب في الاردن متدنية جدا ولا تكفي لتحقيق جزء بسيط من مستوى معيشة لهم  وبالتالي يرون ان مستقبلهم خارج البلد افضل منه في الوطن.
وزاد المخامرة أنه لا توجد وظائف في الحكومة ووظائف القطاع الخاص محددة بمؤهلات معينة ما يعني بالنسبة له ان الهجرة هي الحل لتحقيق متطلباته، حيث يمكنه استغلال قدراته وخبراته.
وقال المتخصص في علم  الاجتماع الدكتور محمد خويله بدوره، ان من اسباب هجرة الشباب العربي ومنهم الاردني الهروب من العوز والفاقة وعدم توفر فرص عمل لهم رغم انهم  في الاغلب من المؤهلين علميا، حيث اصبح هاجس الهجرة استراتيجية للشباب للبحث عن الفرص المناسبة في مختلف اصقاع الدنيا.
وبين ان التفكير في الهجرة يعد شكلا من اشكال الاحتجاج على الظروف التي يعيشها الشباب في مسقط رأسهم وان الشاب لم يعد قادرا على الرضوخ لهذه الاوضاع الصعبة، مشيرا الى ان هجرة الشباب ربما تكون سبيلا للاطلاع على العالم والتعلم من تجارب الدول الاخرى التي قد تنفعه طيلة حياته.

ودعا الدكتور خويلة الى منح شبابنا الفرصة لاثبات وجودهم بتوفير فرص عمل لهم وثنيهم عن التفكير في الهجرة واستغلال قدراتهم وخبراتهم في الوطن.
واوضحت مديرة العلاقات الخارجية في مجموعة المكتب البيضاوي مريام بدر ل "الانباط” ان اكثر من 70% من طلابنا الذي يسافرون خارج الوطن يدرسون الطب والهندسة  ومن اهم اسباب رغبة الطلبة بالدراسة في الخارج هي للاعتماد على النفس وتوافر منح جزئية او كاملة في جامعات تصنيفها عالمي والاهم من ذلك رغبتهم للعمل خلال دراستهم حيث يتم السماح للطلبة الدوليين بالعمل لمدة 20 ساعة اسبوعيا .
واشار مدير مكتب "الاولى للدراسة في الخارج " اسماعيل الطلافحة ان اغلب المواطنين يطمحون للخروج من البلد الى كندا واستراليا واميركا  وغيرها من بلدان العلم بسبب ارتفاع نسب البطالة في الوطن ولشعورهم بأن الخروج من البلد ملاذ امن.
وقال:" وصلنا لمرحلة الي معه والي ما معه بده يطلع" موضحا أن الفئات العمرية التي تقدم لديهم معاملات للهجرة تترواح بين  18-50 سنة