النخبةelite- ٠٠ لماذا لا يستخرج الاردن ثرواته وكنوزه؟

مريم القاسم 
ناقش ملتقى النخبة-elite اخيرا موضوع كنوز الاردن وثرواته التي لا تقتصر على النفط والغاز فقط، بل تشمل كل الموارد الطبيعية والاماكن السياحية والمشاريع التي تضع الاردن على خريطة السياحة العالمية. وشارك في النقاش عدد من اهل المعرفة والاختصاص الذين بينوا اهمية الاردن التاريخية والاستراتيجية وما يملكه من خيرات قد تجعله دولة غنية. 
وقال وزير الطاقة الدكتور صالح الخرابشة ان وزارة الطاقة والثروة المعدنية نفذت برنامجين: الوطني للتنقيب عن الثروات المعدنية والطبيعة، حيث تم توقيع خمس مذكرات تفاهم للتنقيب عن الذهب والنحاس والعناصر الارضية النادرة.   
ومشروع التنقيب عن الفوسفات في منطقة الريشة ، والبرنامج الوطني للتنقيب عن البترول .
 وبين ان الكوادر الوطنية قدمت خدمات النفط والغاز باعادة دراسة جميع البيانات المتوفرة بدعم من احدى الشركات العالمية المتخصصة، وبناء على النتائج تم البدء بعمليات الحفر للتنقيب عن النفط في منطقة الجفر، مضيفا انه تم تحديد عدة مواقع سيتم الحفر بها تباعًا. 
وقال المهندس محمود الدباس ان الدولة تمتلك خريطة للثروات الطبيعية، مبينا اننا بحاجة لدراسة الجدوى الاقتصادية الاستثمارية الصحيحة والواقعية اضافة الى جهة رسمية واحدة تدير هذا الملف، موضحا ان الكنوز الاثرية والمواقع السياحية التي لو يتم الترويج لها بشكل صحيح بعد تأهيل مرافقها وبنيتها التحتية ستكون رافدا قويا للتنمية في الاردن. 
وبين ابراهيم ابو حويله اننا في هذا الموضوع الحيوي نفتقد للمايسترو الذي يجمع كل الخيوط معا ويضعها ضمن إطار واحد ليخرج بالنتيجة ، متسائلا هل من المجدي الاستمرار في البحث أو الإنفاق في هذا البحث ضمن أطر معينة مدروسة ؟ أم يجب التوقف عن البحث عند انعدام توقع نتيجة مرضية في الأفق.
واشار رائد حتر الى انه اذا وجد النفط وتم استغلاله فإن الوطن لن يستفيد منه شيء في ظل الطريقة التي تدار بها الامور حاليا ، والدليل ان دخل الحكومة من ضرائب الوقود بمسمياتها المختلفة يفوق اي دخل ستحققه من إنتاجه، وهذا هو حال اغلب الدول المستوردة للنفط. 
وقال الدكتور محمد آل خطاب ان الرمل الزجاجي( السيليكا) يوجد بشكل كبير جدا في محافظة معان، وهو أحد أهم الثروات المهملة، حيث يوجد في معان نحو ١٢ مليار طن، وتبلغ نسبة نقائه ٩٩٪ حسب الدراسات ومن المستغرب حقيقة اهمال هذه الثروة الوطنية دون مبرر علما ان تكلفة استخراجها ضئيلة مقارنة بالعوائد المالية المرتفعة التي يمكن ان يجنيها الوطن في حال تم استثمارها بالشكل الأمثل.
وذكر المهندس عبدالله عبيدات ان لدينا ثروات طبيعية من غاز وبترول ونحاس وبوتاس وفوسفات وسيليكا وبرومين ويورانيوم ما يجعلنا دوله غنية ، ولكن يحول بيننا وبين ذلك الظروف السياسية التي صممت لجعل الأردن دولة معتمدة على المساعدات وتغرق في ديونها. 
وبين الدكتور عديل الشرمان ان الحكومات لم تتعامل مع هذا الملف بشفافية، ولم تصارح المواطنين بحقيقة ما يتم تداوله من قبل قلة من الخبراء والمختصين مما ادى الى ضعف الثقة بين المواطن والحكومة ، مؤكدا ضرورة ان تبين الحكومة الحقائق وتفصح عن نتائج الاستكشافات وعمليات التنقيب، وما تملكه من خطط بهذا الصدد. 
وقال الدكتور زيدان كفافي ان الاردن غني باثاره ، وليس شرطا ان تكون الثروات بالامور العينية، ولكن يمكن ان نسوق قصصا حضارية تاريخية تربط الاردن بما حوله مثل طريق الحرير وطريق البخور، وكذلك كيفية تعدين النحاس في وادي فينان، والحديد في مغارة الوردة بجبل عجلون قبل آلاف السنين . 
وطرح الدكتور حسن الدعجة فكرة وضع الاردن على خريطة طريق الحرير الصيني، وهو مشروع ربط المواقع الأثرية والسياحية  في العالم على الخريطة السياحية الدولية ، موضحا انها فرصة كبيرة للاردن لتكون حجر الأساس بوضعه على مسار طريق الحرير السياحي المار بمنطقة الشرق الأوسط تجاه أوروبا ، مما يساهم بشكل إيجابي بدعم سياحتنا، مشيرا الى ان هيئة تنشيط السياحة قدمت المواصلات والدليل والاعفاء من الرسوم للدخول الى الأماكن السياحية طوال مسار الرحلة. 
ودعا الدكتور خالد الجايح الى تسليط الضوء على خيرات الاردن من موارد طبيعية مثل الفوسفات، والبوتاس، وباقي أملاح البحر الميت، والسيليكا، والنحاس ، والمناخ المعتدل الذي يسمح بالزراعة البعلية ، والأراضي الزراعية في الاغوار والسهول التي لو استغلت بالطريقة الصحيحة ستكون جزءا مهما من سلة الغذاء العربي ، مضيفا ان المواقع الأثرية التاريخية والدينية التي تميز الأردن عن غيره ، والطاقات والعقول البشرية والكفاءات متعددة الميادين والحقول . 
واشار محمود ملكاوي الى ان الأردن يزخر بالثروات المعدنية والنفط وخاصة من الصخر الزيتي (النفط الصخري) ، لكن غياب العمل المؤسسي والجدية من قبل الحكومات المتعاقبة حال دون استخراجها والاستفادة منها، مؤكدا ضرورة العمل على استغلال الثروات المعدنية واستخراجها لإنعاش الوضع الاقتصادي وتعزيز الموارد المحلية ، في ضوء ارتفاع عجز الموازنة العامة، بحيث تساهم بشكل كبير في توفير فرص العمل وتحسين مستويات المعيشة وتحريك مختلف القطاعات. 
وقال الدكتور احمد الرشود ان الاردن احد اهم اربع دول بالعالم بمخزون الصخر الزيتي ، ولدينا ثروات من النحاس والسليكا ، اضافة لليورانيوم والعديد من الثروات الطبيعية المجدية ، موضحا ان وجود الثروات الطبيعية ليس شرطا لتحقيق التنمية. 
وبين الدكتور مصطفى عيروط ان الثروات السياحية في الاردن متنوعة، لكن لم يتم تطوير معظمها كما يجب للتسويق والتركيز عليها عبر بنى تحتية ودعوات للاستثمار وتشجيعه مع تغيير مجتمعي في التعليم والتوجه نحو تعليم تطبيقي مهني وخاصة في السياحة ، مضيفا ان السياحة هي بترول الاردن ، واذا ما تم التركيز على ثروات الاردن المختلفة ستحتل مراكز متقدمة في العالم . 
  وقال مهنا نافع ان لدينا مخزونا هائلا من الصخر الزيتي يضع الأردن بالمرتبة الثانية باحتياطي هذه الثروة بعد كندا، ورغم ان وسائل معالجته لاستخراج النفط منه قد لا تكون صديقة للبيئة الا انه مع توفر الوسائل الحديثة والرقابة المستمرة على طرائق انتاجه ستخفض من هذا الضرر ، النقطة الأهم  لهذه الثروة ان الجدوى الاقتصادية المجزية لها تتحقق في حالة ارتفاع أسعار النفط لذلك سيبقى كثروة متقلبة القيمة اذا ارتبط بانتاج النفط فقط ، أما في حالة استغلاله كطاقة للإنتاج الصناعي او لتوليد الكهرباء فإن قيمته ستكون مجزية وقريبة من الثبات وهذا ما سيشجع الراغبين للاستثمار به. 
وذكر الدكتور عيد ابو دلبوح ان ما لمسه في المناطق التنموية وبذل جهد ومال وفي المحافظات تبين انها سياسة حكومات لابقاء المحافظات فقيرة وبالتالي الدولة ومقرونة مع جهل بادارة الاقتصاد الحكومي المدني. 
ودعا حسام مضاعين الحكومة الى ان تركز على استثمار الموارد الموجودة فوق الارض ، واولها الموارد البشرية التي هي اساس التنمية والتطور والتقدم، فالاستثمار في التعليم وحده سيؤدي حتما الى نقله نوعية في مجالات الحياة كافة وسيعزز قدرات الاردن الاقتصادية بدرجات كبيرة تفوق اي قدرة للبترول والغاز.
واشار هاشم المجالي الى ان هناك ثروة دائمة وغير مقدرة بوطننا الا وهي ثروة البشر وعقولهم واخلاقهم  وقوميتهم ولكنها غير معتبرة ولا مقدرة ولا مستغلة باقي الثروات زائلة أو منهوبة . 
واكد الدكتور موفق الزعبي وجود خامات بتراكيز جيدة في الأردن ، مبينا ان تكلفتها التشغيلية معقولة لاستخراجها واستخلاصها، ولا يوجد اي معوقات لاستغلالها سوى انها تحتاج لتكلفة رأسمالية ، وهذا يحتاج لاستقطاب مستثمرين ، لكنهم يصطدمون بالقوانين الخاصة بالاستثمار التي تسبب مخاطر عالية للمستثمر ، بالتالي يتراجع عن قراره بالاستثمار.
وقال الدكتور نجيب ابو كركي ان حقيقة  لسنا بحاجة لطاقة تاتي من الصخر الزيتي ولا لمناجم نحاس ويمكن ان نركز على تطوير السياحة باسلوب مبتكر والمحافظة على الاردن من الملوثات الكونية ، مضيفا ان  القرار الاول والاخير هنا هو قرار امن وطني يوازن المكاسب المحتملة مقابل المتاعب او الكوارث المتوقعة، مشيرا إلى ما نراه من صراعات وحروب تتعلق بالطاقة والثروات . 
وبينت الدكتورة فاطمة عطيات ان الاردنيين متاكدون من وجود موارد طبيعية ، موضحة ان مواقف الحكومات المتعاقبة لم تملك ولم تقدم سياسات اوبرامج او خطط حقيقية في هذا الصدد ، داعية لمن له علاقة بهذا الموضوع ان يخرج للناس بالحقائق وبكل شجاعة وشفافية وان يبدأ العمل الحقيقي الوطني. 
وقال المهندس احمد العدوان ان الاردن مثل الدول العربية المحيطة به كالعراق وسوريا والسعودية يتوفر بها النفط اذ ان تضاريس اراضينا المجاورة لها هي التضاريس نفسها، والاصل ان يكون عندنا نفط كما عندهم ، مبينا ان جريدة الراي التي تقول عام ١٩٨٤ هو عام النفط بكميات تجارية في الاردن ومازلنا ننتظر .