الحصان يعلن اكتشاف نقوش وكتابات أثرية تاريخية و إسلامية بالحرة في الصفاوي
يوسف المشاقبة.
أعلن عالم الآثار والباحث الأكاديمي الدكتور عبدالقادر الحصان عن اكتشاف مجموعة من النقوش والكتابات الأثرية الهامة العائدة للعصر الإسلامي المبكر وتعود للإمام نافع المدني أحد القراء السبعة في القراءات القرآنية الشريفة وتعود لبداية القرنيين الهجريين الأول وبداية الثاني على وجه التحديد ، في منطقة وادي اسيخم – اصيخم جنوب بلدة الصفاوي على بعد 35 كيلومتر على الطريق القديم المؤدي للديار الحجازية المقدسة .
وأعلن الدكتور الحصان عن اكتشافه الهام لتسليط الأضواء على الكنوز العلمية والثقافية الدينية التي تزخر بها محافظة المفرق عامة والبادية خاصة لوضعها ضمن المسار السياحي والثقافي الديني على حد سواء و بالتعاون مع كافة الجهات المعنية : وزارة السياحة والآثار ، جامعة آل البيت ، وزارة الثقافة ، وزارة الأوقاف ، بلدية الصفاوي ، جمعية أصدقاء الآثار والتراث الشعبي وغيرها .
وبين الدكتور الحصان ان الاكتشاف تضمن مجموعة من الكتابات المنقوشة على الحجر الناري – البازلتي بجانب مسجد اموي – عباسي مبكر مربع الشكل وطول ضلعه 8 أمتار ومحرابه مجوف بارتفاع متر ونصف وجدرانه بارتفاع متر إلى متر ونصف وبوابته على محور المحراب مباشرة ،والموقع كله على درب الحاج الشامي الداخلي والطريق التجاري الواصل ما بين الديار الشامية والحجازية وصولا لليمن وتدمر وبلاد فارس والعالم القديم كاملا ...حسب المعطيات التي عثر عليها الباحث بشكل كبير ومتعدد الجوانب ،ويمر هذا الدرب عبر وادي السرحان – طريق الملح – طريق البخور من اليمن – طريق ذيوكلتيانوس والذي دشن في العام 285م لحماية حدود الامبراطورية الرومانية الشرقية من هجمات القبائل العربية الرافضة للاحتلال الروماني آنذاك .
وأشار الدكتور الحصان إلى أن النقوش التي تم العثور عليها في الموقع وداخل محراب المسجد ولم تمس منذ مئات السنين تعود وتذكر الإمام نافع وهو أحد الأئمة السبعة في القراءات القرآنية الكريمة وولولده مسعود ، وخلف المسجد مباشرة عدة نقوش أخرى أهمها آية قرآنية كريمة منحوتة بالصخر بشكل دائري جميل وملفت للنظر بطريقة ماهرة حاذقة بخط كوفي غير منقوط بسيط لين .
وأهم :
1- اللهم اغفر لنافع ، والنقش بارتفاع 30سم ، وعرض 32 سم ، وسماكته 17سم ، وعدد أسطره ثلاثة أسطر، وعدد كلماته :ثلاث كلمات بخط كبير واضح .ومن خلال التحري والدراسة والبحث الحثيث والدؤوب في علم النقوش والكتابات العربية الإسلامية واللقى الأثرية والمعمارية والمراجع التاريخية العربية الإسلامية وجد الباحث الحصان أن هذا النقش المختصر الهام للإمام الكبير نافع بن عبدالرحمن بن أبي نعيم أبو رويم أو أبو الحسن أو أبو عبدالرحمن ، وهو مولى جعونة بن شعوب الليثي حليف حمزة بن عبدالمطلب المدني ، وأصله من مدينة أصفهان – أصبهان في بلاد فارس وكانت تسمى مدينة أصفهان نصف جهان أي نصف العالم قديما .
وكما هو معروف ومعلوم لدينا في اللغة العربية والأنساب فإن المعروف لا يعرف أبدا ، فكتب اسمه مجردا : نافع ، لأنه مشهور ومعروف لدي أبناء عصره وزمانه وحتى الآن دونما انقطاع ،ونرى من خلال وجود هذا المسجد المربع الأموي على درب الحاج الشامي والطريق التجاري الدولي بين الشعوب والامم آنذاك والقادم من اليمن عبر الحجاز نحو بلاد الشام – بصرى الشام ودمشق الشريف والمسجد الأموي مقر كل القراء والمقرئين والطلاب أجمعين ،ويقع هذا الموقع على امتداد شجرة البقاعوية المشهورة وصولا لوادي سلمى والشبيكة وهنالك طريق فرعي يتجه إلى برقع وطريق زينب – طريق الحاج العراقي .
أما النقوش الأخرى المكتشفة فتعود لولده مسعود بن نافع وهي كالتالي :
1- اللهم اغفر لمسعود بن نافع ما تقدم من ذنبه .
2- اللهم أعفر لمسعود .
3- اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وكتب لمسعود بن نافع .
4- اللهم علمنا الكتاب .
وأهم نقش هو الموجود بجانب اسم نافع مباشرة وهي آية قرآنية كريمة من سورة المنافقون (67 ) آية رقم ( 7 ) ، وهي كالتالي :5- ( هم الذين قالوا لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ، ولله خزائن السموات والأرض )
وقد كتبت الآية الكريمة بخط دائري كوفي غير منقوط بشكل احترافي ولكأنه كتب على ورق بمداد الحبر ، وقد طوع الخطاط سطح الصخر له مستخدما الأسلوب اللين والمشق على حد سواء بطريقة ماهرة حاذقة ، هذا وستكون هذه النقوش ضمن بحث مؤتمر آثار وتاريخ الأردن في جامعة اليرموك بداية شهر آب بحوله تعالى وضمن موسوعة نقوش محافظة المفرق وجوارها .
ومن خلال النقش السادس : اللهم علمنا الكتاب ، نلاحظ أن الأمر كله يتعلق بتدريس وتعليم القرآن الكريم وجميع القراءات السبع في العصر الأموي وبداية العصر العباسي مباشرة ، ونرى أن إمامنا رحمه الله قد توفي في المدينة المنورة في عام 157هجرية أو 150هجرية وقيل سنة 169هجرية ، وقد أوصى أبناؤه رحمه الله عندما حضرته الوفاة قائلا : ( اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ، وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين ) .