كتب محمود الدباس.. هل الشخصية العامة محصنة ضد القصف؟!..



وحتى نؤطر لهذا الحديث دعونا نتفق بان الشخصبة العامة هي الشخصية التي ترتبط ارتباطا قويا بمصالح الناس.. ويكون بينها وبين المجتمع تبادل للمصالح مع اختلاف نِسَبها وطبيعتها..
فيمكن ان تكون هذه الشخصية شخصية ذات طابع اجتماعي او سياسي او اقتصادي او علمي او من المشاهير الذين يؤثرون في الرأي العام.. او ما الى ذلك من اشكال واصناف..

ولكي نضفي نكهة عربية ودينية اخلاقية من موروثنا.. وجب علينا ايضا ان نعطي للحياة الخاصة لتلك الشخصية نوعا من الإحترام بعدم النيل منها مالم تؤثر تلك الحياة او التصرفات على المجتمع.. او على مَن هم على تماس مباشر معها..

على مر العصور والازمان لم يتفق البشر بالكامل على موضوع او تعريف او فلسفة.. واذا نزلنا الى مستوى المجتمع الواحد صَغُر ام كَبُر ستجد انه ينطبق عليه هذا المقياس..
حتى عندما تكون هناك ادلة وبراهين او قوانين متفق عليها.. قد يظهر من يُشكك بها.. وذلك لتتسق وتتماهى مع اهوائه ورغباته..

وعودة الى الشخصية العامة.. نجد اننا -وكعادتنا- في الاردن لنا تعريفاتنا وافكارنا في التعامل معها.. ولا نقبل ان نُخضعها للمفاهيم العامة المتفق عليها بين الناس.. فنريدها بعيدة عن النقد والتصويب والقصف.. بحجج كثيرة كالاستهداف والتربص.. وحتى اننا وصلنا الى مستوى ربط النقد لبعض الشخصيات العامة بالمناطقية والاصل والفصل والانتماءات والايدولوجيات.. والكثير الكثير من الحجج الواهية..
وننسى ان الشخصية العامة عندما قبلت لنفسها هذا المكان واستفادت وتكسبت منه.. وجب عليها ان تتحمل تبعات تلك المكانة حسب القوانين والانظمة والاعراف المعمول بها..
الامر الذي يؤدي الى اقتناع واعتقاد اي شخص يصبح ضمن قالب او مستوى الشخصية العامة.. ينحصر مفهومه بالمكتسبات التي سيجنيها من هذا الوضع.. ولا يقبل او يتقبل فكرة النقد او النصح او حتى كشف الحقائق التي قد يتستر عليها..
ويتناسى ان مكانته هذه تمس وتؤثر على المجتمع الذي ينتمي اليه..
وذلك لانه اصبح محصنا ومدعوما من قبل الاهل او المتنفعبن منه..

وبالمقابل على المجتمع ايضا ان يراعي الحدود التي يجب التوقف عندها حال الحديث عن تلك الشخصية.. فلا ينقلب الحديث والنقد او حتى المديح الى امر شخصي.. ويصبح تحت بند اغتيال الشخصيات المقيت..

من هذا الحديث اجد ان علينا كمجتمع ان نضع الامور في ميزانها الصحيح وان نكون موضوعيين في قياس افعالنا.. اكنا من العامة او من الشخصيات العامة..
فكما تجني مكاسبا من مكانتك.. وجب عليك تحمل تبعاتها السلبية ان وُجِدت.. ووجب عليك ان تراعي قيمتك وقيمة تلك المكانة.. وان لا تخون العهد او القسم او العرف الدارج لمن هم بمكانتك..

ولكي لا ننسى العنوان.. اجد انني حاولت ان اوضح باكثر من طريقة ما ارمي اليه..
فالشخصية العامة حسب المفهوم المتعارف عليه لا حصانة لها إن أقدمت على اي فعل يؤثر على العامة..
ومن المصائب التي نرتكبها في الكثير من المناسبات وعلى مستويات عدة.. هي الطبطبة على العفن من التصرفات التي مآلها الى الانكشاف يوما ما.. فان مصداقية الجهات المعنية في كشف اي شبهة او اشاعة عن اي شخصية عامة.. اكانت بالدحض او بالتأكيد هي الوسيلة الناجعة للعلاج..
وهي الطريق الاسلم لرفع مستوى الثقة والشفافية بين العامة وتلك الجهات..

فليس من المعقول ان نحاول اماتة اي اشاعة او شبهة باستخدام عامل التقادم والنسيان..
ولنعلم ان الجرح ان تمت خياطته دون تعقيم وتنظيف.. سيلتهب وتتفاقم حالته يوما ما..
ابو الليث..