جرش.. مغادرة اخر حالتين مشتبه باصابتها بتسمم"الإيكولاي"

دلال عمر
من المقرر ان تكون آخر حالتين من الحالات المشتبه باصابتها بالتسمم والتي ادخلت لمستشفى جرش  الحكومي قد غادرتا المستشفى السبت، من إجمالي عدد الحالات البالغة خمسة وثلاثين حالة. وفقا لما أكده محافظ جرش الدكتور محمد أبو رمان لـ"الأنباط".
وكانت المؤسسة العامة للغذاء والدواء أشارت في بيان صحفي إلى انه تم احترازياً سحب عينات موسعة من المواد الغذائيه المتداولة في محافظة جرش والوجبات المعدة في المطاعم ومدخلات انتاجها لغايات تحليلها مخبرياً في مختبراتها للتأكد من سلامتها وصلاحيتها للاستهلاك وخلوها من أي مخاطر من المحتمل أن تكون السبب وراء التسمم وسيتم الإعلان عن نتائج التحاليل المخبرية فور ظهورها.
وقال مستشار العلاج الدوائي والسريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار حسن البلعاوي بدوره، ان بكتيريا "الإيكولاي" هي نوع من أنواع البكتيريا التي تعيش في أمعاء جسم الإنسان والحيوان بشكلٍ طبيعي ولها العديد من السلالات الخاصة بها التي لا تُسبب أيّة أضرار وقد يرتبط وجودها بالإصابة بالإسهال، فيما تسبب السلالات السيئة منها حدوث اضطرابات حادة في المعدة بالإضافة للتقيؤ والإسهال الدّموي .  
وأوضح بلعاوي لـ"الأنباط" انه يمكن الإصابة بتلك البكتيريا عن طريق تناول الأطعمة والمشروبات الملوّثة وخاصّةً الخضروات واللحوم غير المطبوخه ويعتبر الطّعام الملوّث من الأسباب الأكثير شيوعاً للإصابة بالبكتيريا كاللحم المفروم واللبن غير المبستر والمنتجات الزراعية الطّازجة ،والمياه الملوّثة .
وبين انه من الممكن وصول البراز البشري والحيواني إلى المياه الجوفية والسطحية في بعض حالات تفشي البكتيريا على الرّغم من استخدام الكلور والأشعة فوق البنفسجية أو الأوزون لقتل الإيكولاي، وتعتبر الآبار من مصادر القلق حيث إنّها لا تحتوي على أنظمة تطهير وقد يتعافى المُصاب بالبكتيريا خلال أسبوع واحد من تعرّضه للإصابة إلّا أنّ تعرّض الأطفال لهذا النوع من البكتيريا قد يؤدّي إلى تعريض حياتهم للخطر.
ويعد الاتصال الشخصي من طرق نقل العدوى، لانه يُمكن أن تنتقل الإيكولاي من شخص لآخر بشكل سهل خاصة في حالة عدم غسل اليدين بالطريقة الصحيحة.
وتابع ان "الإيكولاي" لديها نوعان هما بكتيريا الإيكولاي الجيّدة والإيكولاي الضارة، ويُوجد بعض أنواعها في أمعاء جسم الإنسان وتُسهم في المحافظة على صحّة الجسم، أمّا البعض الآخر فقد تؤدّي إلى الإصابة بمرض خطير يُمكن أن يُعرّض الإنسان لخطر الموت، ويستطيع أن يُحدد العلماء الفرق بين البكتيريا الجيّدة والضارة الموجودة في عينات صغيرة جدًا في دقائق باستخدام التكنولوجيا الحديثة المُعتمدة على تدرّجات المجال الكهربائي المجهري؛ بعد أنّ كان أمر البحث في أنواع البكتيريا أمرًا صعبًا يستغرق وقتًا طويلًا  يصل إلى أيام في بعض الأحيان .
واشار بلعاوي الى انه قد تؤدي بعض أنواع بكتيريا "الإيكولاي" تحديداً (E. Coli O157:H7) إلى الإصابة بعدوى معويّة والتي تعني *شيجا المُنتجة للسموم نسبةً للسموم التي تُنتجها حيث تبدأ اعراض الإصابة بالعدوى المعوية  بين اليوم الأول واليوم العاشر من الإصابة  فيما تبقى الأعراض لمدّة تتراوح بين 5 إلى 10 أيام بعد ظهورها لتكون أعراض الإصابة تشنّجات غير طبيعيّة وإسهال مائي مُفاجىء وشديد مع احتماليّة تحوّله لبراز دموي، وإطلاق الغازات والغثيان وفقدان الشهية والتقيؤ والتّعب العام والحمّى. أمّا الأعراض الشديدة للإصابة بالبكتيريا فتشمل بول دموي وانخفاض إنتاج البول وشحوب الجلد وكدمات وجفاف..
وأوضح بلعاوي ان الانسان لا يتعرّض للإصابة بالإسهال إلّا عبر القليل من أنواع الإيكولاي حيث تُفرز بعض أنواعها سمًّا قويًا يُدمّر بطانة الأمعاء الدقيقة الأمر الذي يقود الإصابة بالإسهال الدّموي، ويجب زيارة الطبيب فور الإصابة بالإسهال الشديد أو الدموي أو المستمر، حيث يقوم الطبيب بإرسال عيّنة من البراز إلى المختبر لتشخيص الإصابة بعدوى الإيكولاي والبحث عن وجود البكتيريا في البراز، كما قد يجري المختبر زراعة للبكتيريا للتأكّد من التشخيص وتأكيد وجود عدد من السموم التي تُنتج عبر بعض أنواع بكتيريا الإيكولاي.
واضاف ان بكتيريا الإيكولاي غالبًا ما تختفي العدوى من تلقاء نفسها، أمّا بالنسبة لأنواع البكتيريا المرتبطة بالإسهال كالإسهال المائي يُمكن معالجة أعراضها أو تقصير مدّة أعراضها عن طريق استخدام المضادّات الحيويّة، ويُمكن استخدامها بالحالات الشديدة من المرض إلّا أنّه لا يجب تناول المضادّات الحيويّة في حالة الشّك بالإصابة بالإيكولاي المنتجة للسموم أو في حالة الإصابة بالحمّى أو الإسهال الدّموي حيث يؤدّي تناول المضادّات الحيويّة لزيادة إنتاج السموم وتفاقم الأعراض .
 ويجب الاستراحة والحصول على السوائل لتعويض المفقود وعدم تناول الأدوية المقاومة للإسهال والتي لا تحتاج وصفة طبيّة وتناول الأطعمة التي تحتوي على ألياف منخفضة بعد التحسّن كالأرز والبيض حيث إنّ الأطعمة مرتفعة الألياف تؤدّي إلى تفاقم الأعراض.
وأكد بلعاوي ان الطريقة الأمثل للحماية من نقل العدوى هي غسل اليدين بشكل جيد قبل البدء بإعداد الطعام، وإعداد زجاجات الحليب للأطفال الرضّع، وقبل لمس احتياجاتهم التي توضع في الفم كاللهايات وبعد استخدام الحمام وتغيير حفاظات الأطفال، وبعد التواصل مع الحيوانات حتّى الأليفة منها وبعد لمس اللحوم غير المطبوخة. 
ويُمكن تجنّب الإصابة بالعدوى من خلال الحذر من الأطعمة التي قد تحملها، مثل طهي البرجر لدرجة 71 درجة مئوية وتناول الحليب والعصائر المبسترة فقط وغسل جميع المنتجات قبل استخدامها، حيث إنّها  الطرق الأمثل للمحافظة على صحة الأسرة وتجنّب الإصابة بالعدوى كغسل الأدوات وفصل الأطعمة غير المطبوخة عن الأطعمة المطبوخة.