مروان العمد يكتب:-حديث اخير في موضوع الفتنة / القسم الاول
في مساء يوم السبت الموافق اليوم الثالث من شهر نيسان لعام 2021 امست عمان على يوم ليس مثل بقية الايام . ففي هذا اليوم طلب رئيس هيئة الاركان المشتركة اللواء الركن يوسف احمد الحنيطي باسمه وباسم قادة الاجهزة الامنية ، من سمو الامير حمزة بن الحسين وفي منزله ، بالتوقف عن القيام بتحركات ونشاطات توظف لاستهداف امن الاردن واستقراره ، وذلك في اطار تحقيقات شاملة مشتركة ، قامت بها الأجهزة الامنية ، اسفرت عن اعتقال الشريف حسن بن زيد ، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي السابق باسم ابراهيم عوض الله ، واشخاص آخرين من الدائرة الضيقية التي تحيط بسموه . وكان من المتوقع ان يتم ذلك بطريقة محصورة وضيقة ، لولا قيام سموه بالاعداد المسبق لتسجيل محادثته مع رئيس هيئة الاركان ، وبث محتواها على وسائل التواصل الاجتماعي . وقد قال سموه خلالها انه تم احتجازه في قصره ، ومنع اتصاله بالآخرين او اتصالهم به .
وقد صدر بعدها بيان من هيئة الاركان المشتركة ، وتلاه بيان من مجلس الوزراء القاه نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ايمن الصفدي ، تضمن الحد الادنى من المعلومات ومسببات هذه الإجراءات . وكان ذلك برغبة من جلالة الملك الذي ارتأى ان يحل اشكالية شقيقه داخل مجلس الاسرة الهاشمية . وكلف جلالته بهذه المهمة شيخ ال هاشم وحكيمها سمو الامير الحسن بن طلال ، والذي استطاع ان ينجح في مسعاه هذا . قام بعدها جلالة الملك بتاريخ الثاني من نيسان عام 2021 بتوجية رسالة للشعب الاردني تضمنت بعض تفاصيل ما حدث ، وان ما يتعلق بسمو الامير قد تمت معالجته ضمن الاسرة الهاشمية . وتم بعدها محاكمة كل من باسم والشريف حسن بالتهم المسندة اليهما ، وصدرت الاحكام بحقهما . فيما اطلق سراح الموقوفين من دائرة سمو الامير الضيقة دون اتخاذ اي إجراء بحقهم . وبتاريخ الحادي عشر من نيسان من نفس العام شارك سموه ، جلالة الملك ، وكافة افراد الاسرة الهاشمية في احتفالات المؤية الاولى لتأسيس الدولة الاردنية .
وكانت هذه الحادثة مثار حديث الاردنيين ،واختلافاتهم في ذلك الوقت . وتنازعتهم مشاعر الولاء لجلالة الملك ، وبنفس الوقت حبهم واحترامهم لسمو الامير حمزة .
فيم حاول البعض اللعب على وتر هذه الحادثة لاثارة الفتن وتقسيم الصف . مستفيدين من اسم سمو الامير ومواقفه واقواله ، واعلنوا دعمهم له في مواجهة شقيقه جلالة الملك . ولكن كان لاعلان حل القضية من خلال الاسرة الهاشمية ، وحضور سمو الامير حمزة احتفالات الاردن بمؤيته الاولى ، وقع السحر على نفوس الاردنيين الذين اسعدهم ذلك لحبهم لمليكهم ، ولكافة الاسرة الملكية ، وبمن فيهم سمو الامير حمزة .
الا ان الامور ومن وراء الستار ، لم تكن تسير في الاتجاه الصحيح . حيث اخذ سمو الامير حمزه يمتنع عن الظهور في المناسبات العامة وحتى الشخصية . وقام بارسال رسائل بطريقة خفية الى انه محتجز داخل قصره ، ويمنع عليه الخروج منه او الالتقاء مع آخرين ، مع انه ومن اليوم الاول من الاعلان عن نجاح وساطة سمو الامير الحسن ، تم توضيح ان سموه غير محتجز في قصره ، وانه يملك حرية الحركة ومغادرته ، ولطالما فعل ذلك . ولكنه كان يحتجب عن الظهور العلني مع افراد الاسرة الملكية متعمداً ، وخاصة في المناسبات التي تتطلب منه الحضور ، مثل حضور جنازة عمه المرحوم محمد بن طلال . واستغل البعض ذلك بنشر هاشتاق بعنوان اين سمو الامير حمزة . وقام البعض بحملة من التعاطف معه ، والتهجم على السياسات الاردنية ، وانتقاد ما يقوم به جلالة الملك ، ويصور الامير حمزة بأنه هو المخلص الموعود . واخذوا يهتفون باسمه في اعتصاماتهم وتحركاتهم والتي كانوا يدّعون انها اصلاحية . في حين ان هدفهم الحقيقي هو الاضرار بالنظام في الاردن .
ثم وبطريقة مفاجئة ، وبتاريخ السادس من آذار عام 2022 قام سموه وبعد اجتماعه مع عدد من افراد الاسرة الهاشمية ، بتوجيه رسالة اعتذار الى اخيه جلالة الملك عبد الله الثاني يعتذر فيها عما بدر منه ، ويخاطب جلالته بقوله ( وأوكد كما تعهدت امام عمنا صاحب السمو الملكي الامير الحسن بن طلال حفظه الله ، انني ساسير على عهد الاباء والاجداد ، وفياً لإرثهم ، مخلصاً لسيرتهم ، في خدمة الشعب الاردني ، ملتزماً بدستورنا ، تحت قيادة جلالتكم الحكيمة . حفظ الله جلالتكم قائداً ملهماً وأباً رحيماً ، ويسر لجلالتكم ولولي العهد سمو الامير الحسين بن عبدالله الثاني كل التوفيق في خدمة الاردن الغالي وقيادة مسيرته التي ستبقى إن شاء الله مسيرة عز وفخر وإنجاز . وذيل الرسالة بكلمة اخوك حمزة بن الحسين وبتوقيعه .
عندها ارتاحت نفوس الاردنيين ، وكتبت يومها مقالة بعنوان ( الآن تم وأد الفتنة ) ، وخفتت الاصوات التي كانت تنعق بالظلام ، وتنفخ في خلاف الشقيقين لتهدم النظام الهاشمي الاردني . وكنت اظن كما غيري ان هذا ما حصل ، وان الفتنة قد انتهت وان المياه قد عادت لمجاريها . الى ان فوجئنا وبتاريخ الثالث من نيسان عام 2022 باصدار سموه رسالة قال فيها ( انني توصلت الى خلاصة بأن قناعاتي الشخصية والثوابت التي غرسها والدي بي ، والتي حاولت التمسك بها ، لا تتماشي مع النهج والتوجهات والاساليب الحديثة لمؤسساتنا . ومن باب الامانة لله والضمير لا ارى سوى الترفع والتخلي عن لقب امير )
وهكذا اعلن سمو الامير عن ترفعه عن حمل لقب امير ، مع علمه المسبق انه وبموجب قانون الاسرة الملكية لعام 1937 ، انه لا يحق له التنازل عن هذا اللقب والذي حصل عليه بحكم الولادة بموجب نص المادة الرابعة من هذا القانون .
وعندها تبين لنا ان الفتنة لا زالت حية وان هناك من ينفخ فيها ، وان الامر اصبح بحاجة الى عملية جراحية بموجب صلاحيات جلالة الملك في ادارة شؤون الاسرة الهاشمية ، وبموجب المادة السادسة من هذا القانون ، وبمساعدة المجلس الذي نصت عليه المادة الثامنة منه .
غداً يتبع القسم الثاني الاخير .
مروان العمد