حرائق الغابات والمحاصيل.. ظاهرة موسمية كلفة خسائرها باهظة الثمن

فرح موسى
تزداد حرائق الاراضي الزراعية مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة حيث تصبح الاراضي اكثر عرضة لخطر نشوب الحرائق خاصة بعد زيادة الرحلات التي يقوم بها المتنزهين  وتسبب البعض بحرائق عن جعل او قيام اخرين بتعمد اشعالها .
وحول هذه الظاهرة التي باتت موسمية وتتسبب بخسائر كبيرة، اكد مدير زراعة محافظة اربد الدكتور عبدالحافظ ابو عرابي على اهمية اخذ الحيطة والحذر وتجنب اشعال الحرائق او حرق الاعشاب الجافة او رمي اعقاب السجائر على الطرقات وفي الاماكن القريبة من حقول الحبوب وذلك لما تشكله من خطر على محاصيل الحبوب .
واضاف، يخسر سنويا العديد من المزارعين محصولهم بسبب الحرائق التي تسبب لهم خسائر اقتصادية كبيرة، داعيا المزارعين الى التسريع في عملية الحصاد نظرا لان الظروف الجوية تساعد على سرعة انتشار الحرائق في فصل الصيف. 
وقال رئيس جمعية التنمية للانسان والبيئة الاردنية الدكتور احمد الشريده بدوره، إن ما نسبته 95 بالمائة من حرائق الغابات والأراضي تكون مفتعلة حيث يقوم أصحاب الأراضي بتنظيف أراضيهم من الأعشاب الضارة والقيام بحرق الأعشاب وسرعان ما يفقدون سيطرتهم على الحرائق وتتوسع رقعة الأرض المحروقة، وتنتشر الى الأراضي المجاورة المزروعة بالأشجار المثمرة والغابات والأراضي الحرجية فتسبب لهم اضرارا مادية كبيرة وفقدان محاصليهم الزراعية  .
وأضاف الشريدة ل "الانباط" هناك أسباب أخرى لنشوب الحرائق، تتمثل في اهمال المواطنين خلال القيام بالرحلات حيث يتم اشعال النار لاجل الشواء وبعد الانتهاء من استخدامها يتم تركها دون اطفاء مما يؤدي الى اشتعال النيران في الأعشاب والأشجار المنتشرة ..
وهناك حرائق تكون "كيدية" يقوم بها أحد الأشخاص للانتقام من آخر بسبب ثأر أو عداوة أو مشكلة، فيلجأ لإشعال النار بأرضه بهدف الإنتقام.
واكد الشريده على ضرورة التصدي ومحاربة تجار الحطب والفحم الاكثر خطورة الذين يقومون بحرق الغابات وبعد أن تلتهم النيران الاشجار تجدهم يأخذون الأشجار المحروقة والميتة لبيع الاخشاب والفحم .
وبين رئيس قسم الحراج والمراعي في مديرية زراعة إربد المهندس عمار جردات ان أسباب حرائق المحاصيل الزراعية تعود لعدة أسباب منها عندما يقوم المزارع بزراعة الأرض لا يترك مسافة أمان بين الشارع، والمحصول تصل بين ثلاثة الى اربعة امتار تسمى خط النار ويجب على المزارع حرث المنطقة الفاصلة وازالة الأعشاب الجافة، لكي لا تكون وسيلة نقل للنار، وثانيها عدم تأخير حصد المحاصيل بالاضافة الى مراقبة المزارع لمحاصيله ومتابعتها وعند ملاحظته لوجود حريق عليه السيطرة على الحريق بأقل الخسائر.
واشار الى ضرورة مراقبة المزارع للمتنزهين الذين يقومون برمي أعقاب السجائر التي تتسبب باشتعال النار في المناطق الجافة بسرعة محدثة دمارا لكثير من المزارعين والغابات كما ان بعض المزارعين يعملون على التخلص من الأعشاب الجافة والمخلفات القابلة للاشتعال بحرقها والتخلص منها .
وبين غالباً تتعرض السهول المزروعة بالقمح والشعير الى الحرائق خاصة الاراضي السهلية في المحافظة حيث يتم تدمير محاصيل القمح والشعير بفعل فاعل أو بخطأ غير مقصود.
وفيما يتعلق بالأشجار المثمرة كالزيتون يعود سبب حرقها، الى اهمال المزارع لمزرعتة، من حيث عدم تنظيفها من الأعشاب الجافة وتكون عرضه للحرائق وتكون المزارع التي يتم الأهتمام بها من قبل أصحابها أقل عرضة للحرائق لعدم وجود وسيلة تنتقل النار من خلالها كالأعشاب الجافة.
ولفت جردات الى انه احترق اخيرا حوالي سبعمائة دونم تقريباً، منها أربعمائة دونم مملوكة لمواطنين أشجار مثمرة فيما يصل معدل احتراق الاشجار المثمرة الى ألف دونم سنويا تقريباً منها أشجار مثمرة ومنها أرض جرداء، موضحا ان حرائق الغابات تقسم الى قسمين الأول الغابات الطبيعية والثاني الغابات الصناعية (المستنبتات ). 
وتعود اسباب حرائق الغابات الصناعية الى المجاورين للغابات، حيث يقومون بحرق الأعشاب الجافة التي تمتد للغابات والثاني يعود للتنزه  العشوائي داخل الغابات بإشعال النار لأجل الطهي، ورمي أعقاب السجائر دون إدراك لما قد تتركه من أثار سلبية على الطبيعة.
وبين إن مساحات كبيرة احترقت في لوائي الكورة وبني كنانة نتيجة كثافة الأشجار وعدم القدرة على الوصول الى مكان الحريق مما ادى الى احتراقها وتدميرها كما ان هناك حرائق نشبت في قرى محافظة إربد، تسببت بتدمير مئات الأشجار الحرجية والمناطق المزروعة.