الطراونة: فيروس "جدري القرود" لا يمكن التخلص منه بشكل نهائي

الأنباط – دلال عمر
قال استشاري الأمراض الصدرية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة، ان الاجراءات الوقائية التي تم اتخاذها للحد من التواصل بين البشر وقيود السفر والانتقال والالتزام باجراءات النظافة الشخصية والتعقيم وارتداء الكمامة له دور في منع انتقال عدد كبير من الفيروسات وتآخير ظهور أعراضها على الانسان، ولكن فيروس "جدري القرود" لا يمكن التخلص منه بشكل نهائي مع امكانية احتواء العدوى في أماكن محصوره خاصة وانه كان يتواجد في منطقة أفريقيا الوسطى وانتقل للعديد من الدول الأخرى.
وتوقع الطراونة في حديث خاص لـ"الانباط" ظهور عدة فيروسات أخرى بعد جائحة كورونا، حيث يعد توزيع الفيروسات وأوقات ظهورها وأماكنها قد يختلف نتيجة عدم التعرض لهذه الفيروسات في المواسم المعينة، وللاجراءات التي اتخذت فقد يشهد العالم ظهور الفيروسات في أماكن لأول مرة..
واستبعد الطراونة حدوث اجراءات وقائية مماثلة لاجراءات كورونا الوقائية المشددة كالاغلاقات، لان طريقة الانتقال لجدري القرود عبر التواصل المباشر والتلاصق وليس بالرذاذ أو السعال لفترة طويلة.
وقال ان أحد أسباب تأخر ظهور جدري القرود والتعامل معه هي الاجراءات التي أتخذت بسبب جائحة كورونا حيث ظهر "جدري القرود" وتم تشخيصه في عام 1958 كتحديد المسبب للجدري عند الحيوانات ، لتظهر أول حالة انتقال من الحيوان إلى الانسان في 1970 في أفريقيا الوسطى، وفي عام 2003 تم تشخيص أول ظهور لجدري القرود خارج القارة الأفريقية ، ليظهر تحليل عام 2018 من علماء ان هنالك إمكانية لحدوث الانتشار لجدري القرود .
وتواصل علماء من مختلف دول العالم واجتمعوا في العاصمة البريطانية اصدروا خلاله تقريرا في مجلة المطاعيم تضمن ان 70% من سكان العالم عرضة للإصابة بجدري القرود نتيجة انخفاض المناعة وعدم وجود تطعيم بالجدري الاعتيادي خاصة وانة مطعوم الجدري الاعتيادي يحمي بنسبة 85% من الاصابة بجدري القرود..
وتابع الطراونة ان جدري القرود يختلف كثيراً عن فيروس كورونا، فهو فيروس حيواني المنشأ ينتقل من حيوان لآخر، ومن الحيوان للانسان، وقد ينتقل من الانسان إلى الحيوان والذي ينتمي لمجموعة الـDNA ، على عكس فيروس كورونا الذي ينتمي لمجموعة الـRNA، فهذه المجموعات لديها قابلية لحدوث الطفرات على عكس DNA والتي تعد نادرة الحدوث..
وأوضح ان أعراض الإصابة بجدري القرود تبدأ بالتعرض المباشر للفايروس لمدة لا تقل عن ثلاث ساعات لتبدأ الأعراض بارتفاع درجات الحرارة وتعب عام في الجسم وارهاق وانتفاخ في الغدد اللمثاوية ثم تظهر أعراض أخرى بعد عدة أيام كالبثور على الوجه واليدين والأطراف تمتلئ بعدها بالسائل ثم تختفي الأعراض دون الحاجة لمراجعة أو تدخلات طبية فيما تستغرق في أغلب الحالات لأربعة أسابيع للشفاء.