الإستقلال وتحديث المنظومة السياسية
حمل خطاب جلالة الملك بعيد إستقلال المملكة السادس والسبعون الكثير من المعاني والكثير من الآمال فمنذ إنتهاء لجنة تحديث المنظومة السياسية من أعمالها والخطى الحثيثة تسير وبثبات لإنتقالنا لمرحلة جديدة مرتكزةً على إصلاح سياسي ندخل من خلاله مئويةً ثانية مليئة بالتحديات، إعادة بناء البيت الداخلي كان أهم ملامح خطاب جلالة الملك.
بالتأكيد أن قصة الكفاح والعطاء وصمود الأردن على مدار المئة العام الماضية تتطلب منا جميعاً حماية هذه المنجزات والمشاركة بتحمل المسؤوليات كل من جانبه للمحافظة على هذا الإرث الكبير الذي بناه الآباء والأجداد، لا نستطيع اليوم أن لا نستذكر شهدائنا الذين ضحوا بحياتهم للوصول لما وصلنا إليه اليوم.
عيد الإستقلال الأول بعد إكتمال منظومة التشريعات الخاصة بتحديث المنظومة السياسية والتي تنقلنا نحو المرحلة الجديدة، لأول مرة هذه التشريعات حملت بين ثناياها أمرين مهمين للغاية، مفهوم الحزب الجديد ووجود القوائم الحزبية من خلال قانون الإنتخاب الجديد.
مفهوم الحزب الجديد والذي يعتبر الأحزاب مؤسسات وطنية وقدمت لها كل التسهيلات كي تكون الرافعة الرئيسية للحياة السياسية في الأردن، هذا يتطلب طبعاً من الأحزاب التواجد على مساحة الوطن وتقديم البرامج المقنعة للحوز على ثقة المواطن الناخب للوصول لمجلس النواب، هذه البرامج يجب أن تكون شاملة كاملة لكافة مناحي حياتنا لأن الأحزاب ستشارك بشتى أنواع الإنتخابات، بلدية ومجالس محافظات ومجلس النواب.
مفهوم الحزب الجديد يتوائم بدون أدنى شك، مع دخولنا المئوية الثانية وينقلنا نحو مسار ديمقراطي كما هو الحال في الدول الديمقراطية، حيث يحدث أن تنتخب البرامج لا الشخوص وهذا ما سيحدث عندنا بالتدرج حيث أننا سننتخب في المرة القادمة 30% على الأقل من أعضاء مجلس النواب على أساس البرامج المقدمة والتنافس سيكون تنافساً برامجياً لأن القوائم الحزبية المغلقة ستسهل بالتأكيد هذا الخيار.
عول جلالة الملك بشكل كبير على شبابنا سواء في خطابه عند تشكيل اللجنة الملكية أو في خطابه اليوم، فقد قال جلالة الملك أن "الأردن الجديد سيكون ملكاً للأجيال الشابة"، 73% من الأردنيين اعمارهم هي دون 35 عاماً فلا يعقل أن لا يكون لهم الدور الذي نأمله جميعاً لأن الشباب هم "الذين يرسمون معالم الطريق بقوة طموحها وعلمها والانفتاح على المستقبل وحركة التطور العالمية" وهذا يتماشى بالتأكيد مع المنظومة الجديدة والتي تهيئ الطريق للشباب للمشاركة في صنع التغيير وبالتالي في صنع القرار وبناء الأردن الذي نريد.
م. عدنان السواعير