وزير الخارجية يحذر من غياب آفاق السلام العادل والشامل في المنطقة

حذّر نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، اليوم الثلاثاء، من استمرار غياب آفاق تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، والخطوات الإسرائيلية اللاشرعية التي تُقوّض حلّ الدولتين، وتدفع بالتالي نحو حقيقة الدولة الواحدة "حقيقةً بشعة" ستكرس التمييز العنصري (الأبارتايد).
وقال الصفدي، في جلسةٍ حواريةٍ في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، إنه لا بديل عن حلّ الدولتين سبيلاً لتحقيق السلام العادل والشامل.
وأكّد خلال الجلسة، التي شارك فيها وزير الخارجية السعودي سمو الأمير فيصل بن فرحان ووزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح ورئيس حكومة إقليم كردستان - العراق مسرور بارزاني، إن السلام خيارٌ عربيٌ استراتيجي، وضرورةٌ عالمية وطريقه الوحيد حلّ الدولتين الذي يُجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة لتعيش بأمنٍ وسلامٍ إلى جانب إسرائيل وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
وجدّد الصفدي إدانة جريمة اغتيال الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، والتي تُشير كل المعلومات والدلائل وشهود العيان إلى أنها قُتلت برصاصة جنديٍّ إسرائيلي، مؤكدا ضرورة إطلاق تحقيق دولي يضمن محاسبة القاتل.
وأشار في حديثه، خلال الجلسة الحوارية، إلى بشاعة الاعتداء اللإنساني على مُشيعيَ جثمان أبو عاقلة، وقال "في أي عالم يرتكب مثل هذا التصرف اللإنساني البشع من دون محاسبة؟".
وأكّد الصفدي خلال الجلسة، التي أدارتها الصحافية هادلي غامبل من قناة CNBC، إن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة يجب أن يُطبق بعدالةٍ ووفق معيارٍ واحدٍ في مقاربات كل القضايا.
وقال الصفدي، في ردٍ على سؤال، إن تكريس نظام دولي قائم على القيم المشتركة وسيادة القانون يتطلب تطبيق هذا النظام بعدالة ودون انتقائية إزاء جميع القضايا، وتحديداً في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وشدّد على ضرورة استمرار تقديم الدعم الدولي للاجئين والدول المستضيفة، محذراً من تراجع الدعم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) وللاجئين السوريين.
وفي ردٍ على سؤالٍ حول انعكاسات الأزمة الأوكرانية، قال الصفدي إنه يجب التعامل بشمولية مع هذه الانعكاسات التي أظهرت عمق الاعتماد المُتبادل بين الدول، وهشاشة آلية العمل الدولي المشترك.
وأكّد أهمية حماية لبنان من الانهيار، وتفعيل الدور العربي المشترك في جهود التوصل إلى حل سياسيٍ للأزمة السورية، ودعم العراق واستقراره.
كما أكّد الصفدي ضرورة تفعيل التعاون الإقليمي لمواجهة تحديات؛ الطاقة والمياه والتغير المناخي وغيرها من التحديات التي تتعاظم القدرة على مواجهتها عبر العمل الجماعي.
إلى ذلك، التقى الصفدي على هامش أعمال المنتدى نظيريه وزيري خارجية جمهورية فنلندا بيكا هافيستو وجمهورية رواندا فنست بيروتا.
كما التقى الصفدي رئيس حكومة إقليم كردستان-العراق مسرور بارزاني، ورئيس اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس النواب الأميركي النائب تيد دويتش.
وتناولت اللقاءات العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في مختلف المجالات، وآخر المستجدات الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، والجهود المبذولة لحل الأزمات والتعامل مع تبعاتها الإنسانية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية والسياسية.