نقابة الأطباء.. كيف تحولت ساحة للصراعات والخلافات؟؟؟

شذى حتامله 
تعتبر النقابات المهنية منصات للدفاع عن حقوق أعضائها والعمل بصورة مستقلة عن الدولة والأحزاب، إلا أنها اصبحت في السنوات الأخيرة وحتى الوقت الحاضر ساحة للصراعات والنزاعات والانقسامات بين أعضائه، ما ابعدها عن وظيفتها وهدفها الاساسي. 
وقال مصادر نقابة   ل" الانباط " ان النقابات سابقا كانت تحت سيطرة الاحزاب والتيارات، الاسلامية خاصة منها، وان الاطباء الذين كانوا يشاركون حتى وقت قريب في العمل النقابي اغلبهم لديهم انتماءات حزبية وسياسة، واصبحت هذه الظاهرة راسخة في نقابة الاطباء لا سيما وانها تعتبر من اقدم النقابات واعرقها في الأردن حيث تعود لعام 1954 وتضم اطباء في مناصب متميزة كوزراء ونواب ورؤساء حكومات وجامعات. 
وأضافت المصادر أن الخلافات التي حدثت بين الاحزاب اثرت بشكل كبير على العمل المهني فتراجع دور النقابة  واصبحت شبه مهجورة ومهمشة لدى الاطباء بعد ان اصبحت مرتعا للصراعات بين الاحزاب، مبينة أن الاحزاب اصبحت في الوقت الحالي لا تحمل فكرا أو رؤية معينة واصبحت تحكمها المصالح  
مصادر أخرى اوضحت أنه في المجلس السابق وقبل حله حدثت خلافات بين اعضائه حيث انقسم المجلس الى قسمين الأول، اخوان مسلمين القائمة البيضاء ، والثاني للقائمة الخضراء وهم قوميين وبعثيين ويساريين، مبينة المصادر انه بعد أن تصاعد الخلافات بين الطرفين انعكست على بعض القرارات، فاضطر المجلس الى الاستقالة٠٠ الأمر لم يتوقف على ذلك حيث تدخلت الحكومة وحاولت تقييد عمل النقابات وتوجيه، فقامت بحل المجلس وتعيين مجلس جديد ليس له اي صفة شرعية، بنظر غالبية الهيئة العامة لايمان الاطباء بأن الشرعية يتم الحصول عليها من صناديق الاقتراع فقط لا غير. 
واكدت أن عدد الهيئة العامة حوالي 40,000 طبيب ومن يحق لهم التصويت حتى هذا اليوم حوالي 15,000 طبيب، مشيرة إلى أنه إذا بقيت الامور على هذا المنوال، سيصبح هناك عزوف على المشاركة في الانتخابات . 
وأوضحت ذات المصادر أن نقابة الاطباء لها اهمية خاصة لدى جلالة الملك عبدالله الثاني و دائما ما يوليها اهتمام كبير، إلا أن النقابة اصبحت حاليًا ساحة للصراعات بين الاحزاب وبين الهيئة العامة والحكومة، مبينة ان غالبية الأطباء يرفضون ذلك كون النقابة يجب أن تهتم بتنظيم المهنة وحقوق الأعضاء والدفاع عن منتسبيها ومكتسباتهم . 
من جهة أخرى اشارت ذات المصادر وجود ما يسمى ب القوى النقابة، وهي مجموعة تتكون من عدة اشخاص مقربين من احد اصحاب المستشفيات الخاصة "اصحاب الاموال والاستثمارات ولديهم مصالح شخصية" لتكون النقابة تحت اشرافهم لادارة شؤونهم واعمالهم، وهؤلاء اجتمعوا واستغلوا الخلافات واختاروا اطباء لديهم شكاوى مسجلة بحقهم  حيث تم تعيين احدى الاطباء كنقيب، وقاموا بالتوقيع على عريضة على اساس انه سيصبح نقيبا توافقيا واختيار الاعضاء من احد التيارات على اساس توافقي، وعرضوا اسماء وهمية على انها ترشحت للنقابة. 
وذكرت المصادر بأن الهيئة العامة تطالب بأن يكون هناك انتخابات نزيهة وحقيقية تمثل راي الهيئة بعيدًا عن الضغوطات والتدخلات والمال السياسي وضغوطات الاجهزة الحكومية، لأن الطبيب الاردني من اشهر الاطباء في العالم ويشار له بالبنان ونحت سمعته في الصخر، موضحة المصادر انه لا يجوز أن تظهر نقابة الاطباء بهذه الصورة، وانها مرتع للخلافات والنزاعات.