الأردنيون يتهكمون ويطلقون النكات على "جدري القرود"
شهدت منصات التواصل الاجتماعي مؤخرا، حديثا وجدلا بين الأردنيين عقب الأنباء عن رصد اصابات في العالم لمرض "جدري القرود"، حيث انقسم رواد تلك المنصات والمنشورات حول الموضوع بين من يطالب باجراءات احترازية ووقائية لمنع دخوله الى الاردن، وبين غير مصدق "الفئة الأكبر" لانتشار مرض او فيروس جديد في العالم مثل جائحة كورونا التي لا زالت تلقي بظلالها حتى الآن على الصحة والاقتصاد والسياسة العالمية.
ناشطون في الأردن تداولوا العديد من الصور "لقردة ضاحكة ومستفزة" فيما اعاد الكثيرين نشر تعليقات تحمل حالة من الاستهجان والتشكيك في رواية منظمة الصحة العالمية ، وحقيقة ان المرض معدٍ أو أنه يشكل خطرا على صحة الإنسان فقال أحد المتابعين للموضوع " مصدقنا واحنا نخلص من كذبة كورونا ..طلع في كذبة جديدة ".
آخرون ذهبوا لإستذكار ما مر به البشر إبان جائحة كورونا من حظر للتجول ومنصات تسجيل للقاح والسفر وطوابير الانتظار للحصول على الخبز او المواد التموينية وغيرها من المظاهر التي عايشها الناس بقلق شديد نحو ما يحمل المستقبل وسط هذه الأمراض المنتشرة، حسين الحجايا قال :"لما كانت كورونا كنا نحكي مكورن.. هسا شو نحكي مقرود؟!" ، فيما استرجع متابع آخر مقولة الناطق الرسمي باسم الحكومة سابقا امجد العضايلة ولكن على طريقته الخاصة حيث أورد "فلم 2022 الشعب فوق الشجرة .. حماكم الله وحمى صحتكم وحمى الإنسانية جمعاء"، أما حميد ابو حجلة فاستذكر ارتفاع الاسعار خلال ازمة كورونا قائلا : "قريبا .. العسعس: تكلفة الوباء على الحكومة خمسة طن موز يوميا والباقي تفاصيل .."، واستذكر احد المعلقين تصريح وزير الصحة الاسبق الدكتور سعد جابر عندما قال " نقعد في البيت اسبوعين ونشف وبموت لحاله " ليرد في ذات السياق: " اسبوعين وتطلع عالشجرة لحالك ".
ومن باب الفكاهة والنكات، قال سامي ابو عواد: " مش ماخذ المطعوم حتى لو كان الجرعه موزه ولا رايح اسجل على منصة قردك" ، اما ام راشد فعلقت : "حطونا فوق الشجر وادعمونه بالموز بزيل خطر الانتشار "، وأخيرا ابو محمود الزيات عبر عن شعوره حيال الموضوع بسخرية لاذعة وكتب: "انا من الصبح باكل موز بس وقاعد بنط من غرفه لغرفه وهيني فوق الخزانة. اللي بعرف شو معي الو كرتونة موز ".
المشهد أخذ إثارة وجدية ليصبح حديث الناس خلال الأيام الماضية، ما دفع بخبراء ومسؤولين في علم الاوبئة بالخروج للغدلاء بتصريحات اعلامية حول هذا المرض، في محاولة منهم لتطمين الرأي العام وعدم إثارة مخاوف الناس من جائحة وبائية جديدة.
وفي هذا السياق صرح أمين عام وزارة الصحة لشؤون الأوبئة والأمراض السارية الدكتور رائد الشبول لـ عمون، أن الجهات المعنية في وزارة الصحة، أصدرت تعميما لفرق التقصي الوبائي في جميع المستشفيات والمراكز الصحية والمعابر، بضرورة متابعة أي حالة اشتباه لأعراض مرض "جدري القرود" او "طفح جلدي" غريب او غير معروف وعزل الحالات المشتبه اصابتها، مؤكدا على أنه لم يتم رصد أي إصابة مُحتملة بهذا المرض في الأردن حتى الآن.
وبدوره قال مستشار رئاسة الوزراء لشؤون الأوبئة، الدكتور عادل البلبيسي، في تصريح اذاعي، إن نسبة الوفاة بجدري القرود تترواح بين 3 -6%، والخوف بين الناس من هذا المرض غير مبرر وإنه لا داعي للقلق والفزع من "جدري القرود".
ووفقًا لموقع منظمة الصحة العالمية، فإن جدري القرود ينتقل إلى الإنسان عن طريق الاتصال الوثيق بشخص أو حيوان مصاب أو بمواد ملوثة بالفيروس، هو مرض محدود ذاتيًا تستمر أعراضه من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ومن اعراضه الشائعة عادة للإصابة بالحمى والطفح الجلدي وتضخم الغدد الليمفاوية وقد يؤدي إلى مجموعة من المضاعفات الطبية.