محمود الدباس يكتب:- يكفي ان تشاهدوا صورهم.. وستتعلمون الانضباطية والمهنية دونما دورات..


يلومونني في حب هذه المؤسسة.. ولا يعلمون انني رجل اعشق المهنية والانضباط..
ولان هذه المؤسسات مبنية بناءا سليم.. اساسه المهنية والانضباط.. فحق على كل ذي لُب ان يتغنى بهم.. ويضعهم مسطرة للقياس..
لم اذكر اسم او ماهية هذه المؤسسة لانني على يقين بانكم عرفتم انني اتحدث عن قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية..

استثارتني صورة لصاحب السمو الملكي الامير حسين ولي العهد -وهي ليست الاولى ولا الاخيرة- وهو يتفقد ادارة ترخيص السواقين والمركبات قبل عدة ايام.. حيث ظهر فيها يسير جنبا الى جنب مع مدير الادارة العميد رامي الدباس.. ويسير خلفهم على بعد خطوة او اثنتين.. عطوفة مدير الامن العام اللواء حسين الحواتمة..

وهذه ليست المرة الاولى التي اشاهد فيها قائدا عسكريا او امنيا بهذه الوضعبة.. اكان متأخرا قليلا عن جلالة الملك او سمو ولي العهد..
فكل من يشاهد صور فعاليات المؤسسة العسكرية والامنية على وسائل الاعلام يرى بام عينه ان من يتحدث ويشرح ويقدم الايجاز هو الشخص المعني وصاحب الاختصاص.. مهمى كانت رتبته..
مع حفظ الاحترام والتقدير للقائد الذي يكون متواجدا بروتوكوليا.. والذي لا يتنطح لان يكون هو الشخص الفني الذي يشرح التفاصيل.. مع العلم ان بامكانه طلب ايجاز مكتوب.. ويحغظه ويتدرب عليه.. ومن ثم يقوم بالقائه امام جلالة القائد الاعلى او سمو ولي العهد.. ولن يستطيع احد ان ينبس ببنت شفة..

هذا الموضوع حرك في داخلي الاحساس بالامتعاض من الكثير من الاحداث التي اشاهدها واسمعها في الكثير من المؤسسات الرسمية..

فتجد المسؤول الاول في مؤسسة ما.. يحاول ان يكون هو الشخص الاوحد الذي يصرح ويتحدث ويشرح..
فتجد السقطات الكثيرة في حديثه وتصريحاته.. وخصوصا ان كان هناك حوار يُدار.. واسئلة يتم توجيهها اليه.. وفيها من الخبث الحواري الشيء الكثير..
وكم كان امثال هؤلاء مسرحا للتنمر والتهكم..

وليس الطرف المُحاوِر بافضل حال.. فسأعرج على موضوع له تماس كبير مع المواطن.. وفي كثير من الاحيان.. يخلوا من ابسط قواعد المهنية..
فاسمع واشاهد على بعض وسائل الاعلام.. مذيعين ومذيعات.. لا يكلفون انفسهم تدوين بعض المعلومات الاساسية.. فتجدهم يتذكرونها اثناء خروجهم على الهواء مباشرة..
فحتى هناك مَن اذا اراد شكر زميل يساعده في اخراج مادته على حيز الاثير.. لا يتذكره.. والسبب انه لم يدونه..
ناهيك عن جوهر الموضوع.. الا وهو التحضير الاساسي لمحتوى الحوار.. والذي يظهر في كثير من الاحيان.. من خلال بُعد المُذيع (المقدِم) في اسئلته عن المحتوى او موضوع النقاش.. او تخصص الضيف.. ويبدو جليا من السرحات والبطء في الحديث انه يستذكر ويربط الامور ببعضها.. علَّه يخرج بشيء يكمل به ذلك الحوار..

ولان الشيء بالشيء يذكر..
اذكر ذات يوم ان ابن العم الكابتن نبيل الدباس وهو كبير طياري الملكية الاردنية في فترة من الزمن.. قال لي.. حتى بعد عشرات آلالاف ساعات الطيران.. يجب على الطيار ان يتفقد الطائرة من خلال الكُتيِّب نقطة بنقطة.. ولا يعتمد اطلاقا على ذاكرته.. وهذا ان دل على شيء.. انما يدل على حس المسؤولية.. واهمية ما يقوم به.. واحترامه لمن هم معه ايضا..

لذلك ارى بان الضبط والربط والثواب والعقاب.. إن لم تكن جميعها موجودة في اي مكان.. فان الترهل والتسيب واللامبالاة.. ستكون هي السمة العامة لذلك المكان..
وادارة ذلك المكان محكوم عليها ضمنيا.. انها موجودة لتتكسب من موقعها.. وليست بصاحبة الكفاءة ولا الدراية ولا الاهلية للقيادة والادارة.. وانما همها الاول والاخير مصلحتها الشخصية.. واكمال ما تبقى من عقدها او مدة خدمتها بشكل مسالم..

وهنا اتمنى على صاحب القرار.. ان يتم الاستفادة من بعض المتقاعدين العسكريين.. الفنيين والاداريين.. والذين ثبتت نجاعتهم وذاع صيتهم اثناء الخدمة.. لضبط تلك المؤسسات الحكومية..

كما اتمنى على المُشَرِع.. ان تكون هناك مراجعة لقوانين وانظمة الخدمة المدنية.. لوقف حالات التسيب والترهل وعدم الكفاءة التي يرتكز اصحابها -رؤساء ومرؤوسين- على تلك القوانين والانظمة.. مستغلين ثغراتها ليبقوا كالعلقة متكسبين من اجهزة الدولة.. ويتقاضون رواتب دون اي جهد منهم او مردود.. لا بل وهم جالسون في بيوتهم احيانا.. او يذهبون الى مكاتبهم لاثبات الحضور..
ابو الليث..