الصين: الحجر الصحي يطلق العنان للمواطنين لزراعة الخضار على شرفات المنازل

- أدت سياسة الاغلاقات والحجر الصحي في الصين إلى تطور وظهور نوع جديد من انماط الحياة، للتكيف مع الروتين اليومي، حيث توجه المواطنون إلى زراعة الخضار على شرفات المنازل.
وقال تقرير صدر أخيرا، أن مختلف بذور الخضروات حققت خلال الربع الأول من العام ارتفاعا ملحوظا بالمبيعات على أساس سنوي، وزاد عدد المشترين للعام الثالث على التوالي بأكثر من 100 بالمئة، كما أصبحت مدن بكين وشانغهاي وهانغتشو تضم أكبر عدد من مشتري بذور الخضار.
وفي ظل الموجة الحالية من وباء كورونا التي تشهدها الصين، حققت زراعة الخضار على شرفات المنازل رواجا، حيث يقوم العديد من محبي زراعة الخضار في الشرفات بالمناطق الحضرية مشاركة تجاربهم وتبادل خبراتهم على منصّات التواصل الاجتماعي، فيما يقدّم أصحاب الخبرة، نصائحهم وتوجيهاتهم للمبتدئين من أجل أن ينجحوا في مهمتهم.
وقد أدت موجة الوباء الجديدة التي تعيشها الصين الآن، إلى تخفيف مظاهر الازدحام في المدن، وسمحت لكثير من الناس باستعادة نمط الحياة البدائية المكتفية ذاتيًا.
وتحدث التقرير عن فنانة تدعى تشونغ ليو من احدى مدن جنوب الصين، كانت في بداية عام 2020، مهووسة بزراعة جميع أنواع الزهور، ولكن بعد أن بقيت في الحجر الصحي داخل المنزل لأكثر من شهرين بسبب الوباء، شعرت بالملل، واتجهت إلى زراعة البطاطا الحلوة، كما جرّبت زراعة الثوم والبصل الأخضر وجذور السبانخ، ووجدت أن زراعة الخضروات كانت "أسرع وأكثر متعة" من زراعة الأزهار.
وقامت بتحويل شرفتها التي تبلغ مساحتها 5.9 متر مربع بالكامل إلى "مزرعة صغيرة"، تحتوي على الباذنجان والطماطم الصغيرة والليمون والأناناس والبصل والكراث والفلفل والنعناع، وغيرها من النباتات.
وتقول تشونغ ليو "زراعة الخضار على الشرفة لا يمكن أن يغني عن شراء الخضار في النهاية، لكن شعور الأمان والمتعة الذي تقدمه خضراوات الشرفات لا يمكن شراؤه بالمال، فحينما فرضت مدينتي قيود التباعد الاجتماعي لمواجهة تفشي فيروس كورونا في اذار الماضي، وجدت أن عدّة أنواع من الخضار قد نفدت في المحلّات التجارية، لكن وجود شرفة الخضراوات دفع عني القلق وأوجد حلولا في ظل نقص إمدادات الخضراوات في المدينة".
-- (بترا)