عين على القدس يرصد جرائم الاحتلال ضد الصحفيين الفلسطينيين

سلط برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الاردني، أمس الاثنين، الضوء على اغتيال الصحافية شيرين ابو عاقلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي والاعتداء على جنازتها، إضافة إلى جرائمه ضد الصحفيين الفلسطينيين لمنعهم من نقل صورته الحقيقية إلى العالم.
وعرض البرنامج في تقريره الاسبوعي المصور في القدس، مشاهد من جنازة ابو عاقلة ومشاركة آلاف الفلسطينيين فيها، رافعين الاعلام الفلسطينية ومرددين الهتافات الغاضبة والمنددة بجرائم الاحتلال، كما وثق مشاهد اعتداء شرطة الاحتلال على موكب الجنازة، موضحاً أنه بالرغم من القوة المفرطة التي استخدمها الاحتلال بحق مشيعي "شهيدة الكلمة" ومحاولة إسقاط الاعلام الفلسطينية، إلا ان السيادة الفلسطينية فرضت نفسها على القدس وأسقطت جيش المحتل المدجج بالسلاح.
وأشار التقرير إلى أن ما جرى في مراسم التشييع، يثبت مجدداً أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية لن تتردد في استخدام القوة المفرطة بحق كل صحفي فلسطيني، وأنه بات يستهدف كل من يوثق اعتداءاته خوفاً من إظهار حقيقته وجرائمه البشعة بحق الفلسطينيين، وأن الصحفي الفلسطيني بات هدفاً للاحتلال في كل مكان وزمان.
الصحفية المقدسية لطيفة عبد اللطيف، أكدت أنه تم الاعتداء عليها عدة مرات وتم "سحل حجابها عن رأسها"،موضحة أن هذه الهجمة الشرسة على الصحفيين تهدف لمنعهم من إظهار الحقيقة للعالم. مراسل قناة الجزيرة في فلسطين، إلياس كرام، قال إن ما فعله الاحتلال في جنازة الزميلة أبو عاقلة والاعتداء على النعش، يكشف الوجه "القبيح" الوحيد للاحتلال الإسرائيلي، الذي يعتدي على الأحياء والاموات، ما وضعه اليوم في وضع محرج أمام الرأي العام الدولي ازاء هذا المشهد "الشنيع".
والتقى البرنامج الذي يقدمه الزميل جرير مرقة، عبر اتصال فيديو من رام الله، بالناطق باسم نقابة الصحفيين الفلسطينيين، عمر نزال، الذي قال "إننا أمام حالة جديدة من تعامل الاحتلال مع الشعب الفلسطيني وبشكل خاص الصحفيين، ناجمة عن الهزائم التي تلقاها جيش الاحتلال منذ شهر رمضان"، مشيراً إلى العمليات الفدائية التي حدثت في هذه الفترة، وان اغتيال شيرين والاعتداء على نعشها يعبر عن ضعف الاحتلال وعقليته الانتقامية.
واضاف نزال " أن اختيار جنين مكاناً للاغتيال يثبت ذلك، باعتبار أن مخيم جنين هو من "يلقن الاحتلال كل هذه الدروس"، وبالتالي فإن الاحتلال بقتله ابنة القدس على ثرى جنين أراد ايصال رسالة واضحة للفلسطينيين والصحفيين مفادها أن" اللحظة اختلفت عن كل ما سبق".
واوضح أن ما جرى، دفع نقابة الصحفيين إلى بدء مرحلة جديدة، انطلقت منذ نيسان الماضي، وتمثلت بتحويل هذا الملف إلى محكمة الجنايات الدولية، حيث تم تقديم أربع قضايا، اثنتان منهما تتعلقان باستشهاد الزميلين احمد أبو حسين وياسر مرتجى أثناء مظاهرات العودة على حدود قطاع غزة، حيث تم استهدافهما بشكل متعمد امام العدسات رغم ارتدائهما زي الصحفيين،لافتا إلى أن قضية الشهيدة شيرين تتضمن عوامل قوة تسهم بالإسراع بتقديمها للمحكمة.
و بين نزال أنه تم تجهيز جميع الوثائق القانونية الخاصة بهذه الجرائم وتجهيز الملف القانوني وتقديمه للمدعي العام للجنائية الدولية، بالتعاون مع اتحاد الصحفيين البريطانيين والاتحاد الدولي للصحفيين، مضيفا انهم بانتظار موعد فتح التحقيق مع الاحتلال وقادته حول هذه الجرائم.
وأكد نزال أن الاحتلال "لا يأبه" بكل ما يوثق ويقدم للعالم ويدير ظهره للرأي العام العالمي، إلا ان صورته التي بدأت تتهشم خلال السنوات الأخيرة جعلته يدرك أهمية عمل الصحفيين وما يقومون به من توثيق لاعتداءاته ووحشيته وعنفه، ومحاولته وقفهم عن القيام بنشاطهم، مبينا أن الاحتلال بدأ يتعامل مع الصحفيين على اعتبار أنهم جزء من المقاومة، وان جبهة الإعلام لا تقل اهمية عن الحرب العسكرية، خصوصاً مع ازدياد عدد الصحفيين والآفاق التي يمكن ان يصلوا من خلالها للعالم إلى جانب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي. واستشهد نزال على ذلك بما قاله مستشار رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، ميري ريغيف، بأن "الصحفيين الفلسطينيين باتوا هدفاً مشروعاً لقوات الاحتلال في عملياتها العسكرية"، إضافة لما قاله عضو الكنيسيت المتطرف بن غفير بعد لحظات من اغتيال الزميلة شيرين ابو عاقلة، " إن الصحفيين يعيقون عمل قوات الأمن الإسرائيلية"، وبالتالي فهم أهداف مشروعة لجيش الاحتلال".
واختتم نزال حديثه بالتأكيد ان اعتداءات الاحتلال على الصحفيين تزيدهم إصراراً على موصلة رسالتهم، وتعزز قناعتهم بأهمية ما يقومون به، ويدفعهم لبذل المزيد من الجهد، ومثال ذلك ما حدث مع الزميل علي السمودي الذي أصيب إصابة خطرة بكتفه، حيث استمر بممارسة عمله الصحفي والإجابة على اسئلة الصحفيين والتواصل مع الوكالات الصحفية أثناء تلقيه العلاج بالمستشفى.
--(بترا)