تناقش اليونسكو تأثير العصر الرقمي على حرية التعبير

عقدت اليونسكو اليوم مؤتمر لحرية الصحافة في عمان تحت شعار «الصحافة تحت الرقابة الرقمية»، لتسليط الضوء على تأثير تسيد العصر الرقمي للمشهد الإعلامي والتهديدات التي طالت حرية التعبير وسلامة الصحفيين والوصول إلى المعلومات.
وشهد المؤتمر حضور ما لا يقل عن 100 شخص من صحفيين وممثلي وسائل الإعلام والعاملين في قطاع الأمن السيبراني والخبراء القانونيين، وعدد من طلبة كليات الصحافة والإعلام في الجامعات الأردنية.
استهل وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر اليونسكو بدعوة الحضور للوقوف دقيقة صمت حدادا على روح الصحفية الفلسطينية الشهيدة شيرين أبو عاقلة. ومن ثم أشار إلى جهود منظمة اليونسكو وتبنيها منذ عقود لمشروع التربية الإعلامية والمعلوماتية عبر العالم الذي لطالما ثبتت أهميته على الدوام، وعرض الشبول في هذا الصدد جهود المملكة في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية، وقيام المركز الوطني للمناهج على وضع إطار لتضمين مفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية في جميع الصفوف المدرسية بأشكال وأنماط متعددة، ومن المؤمل أن تتضمن المناهج الأردنية دروسا ومفاهيم في التربية الإعلامية اعتبارا من العام الدراسي 2023 – 2024.
وتحدثت أيضاً خلال الجلسة الافتتاحية من المؤتمر ممثلة اليونسكو في الأردن مين جيونغ كيم، وسفيرة السويد لدى الأردن ألكسندرا ريدمارك.
وناقشت الصحفية رندا حبيب إلى جانب الصحفي باسل العكور في الجلسة الحوارية الأولى قضايا الأمن الرقمي الرئيسية التي يواجهها الصحفيون في الأردن وحول العالم وتأثيرها على المهنة. ومن جانبه عرض خالد وليد الخبير الرقمي لشبكة أريج التدابير التي يمكن اتخاذها من قبل الصحفيين لحماية أنفسهم من التهديدات الرقمية الناشئة وتمكينهم من ممارسة مهنتهم دون خوف.
وتحدثت اخلاص الخوالدة، مسؤولة ملف حرية التعبير وسلامة الصحفيين في مكتب اليونسكو في الأردن أثناء إدارتها للجلسة الثانية عن الظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة التي طالت العاملين في قطاع الإعلام والصحافة حول العالم، حيث التهديد المباشر لأصحاب الكلمة إلى جانب التداعيات الصعبة التي خلفتها جائحة كورونا على المؤسسات الإعلامية، والتي انعكست بالتالي على الصحافيين.
وضمت الجلسة مداخلات كل من كريستينا مينيكي، مستشارة حقوق الإنسان للأمم المتحدة في الأردن، ودينا عوني البشير، نائب في البرلمان الأردني، وميرنا أبو زيد، عميدة معهد الإعلام الأردني. بالإضافة إلى مداخلة بلال الحفناوي، مفوض هيئة تنظيم قطاع الاتصالات. وناقشت مداخلات الجلسة الثانية مسؤوليات الجهات الفاعلة المختلفة في توفير الحماية الرقمية للصحفيين، وكيف يمكن تطوير آليات ونظم المعايير العالمية لحماية الصحفيين في الفضاء الرقمي واستخدامها في السياق الأردني. وأضاف المتحدثين تصورهم المستقبلي لشكل الصحافة والإعلام في السنوات القادمة.
فعلى مدى السنوات الخمس الماضية، شهد 85٪ من سكان العالم انخفاضًا في حرية الصحافة في بلادهم وقُتل 400 صحفي أثناء قيامهم بعملهم. وانخفضت عائدات الإعلانات في الصحف العالمية بمقدار النصف، مما هدّد استمراريّة وسائل الإعلام.
وقد تفاقمت هذه التهديدات بسبب ظهور التقنيات التكنولوجية الجديدة، وزادت الهجمات الرقمية على الصحفيين وخاصة ضد الصحفيات.
إنّ نماذج الأعمال الرقمية الجديدة، وتطور تقنيات المراقبة، وكذلك جمع البيانات على نطاق واسع والاحتفاظ بها، كلها تغييرات شكلّت مخاطر ضد العاملين في مجال الإعلام ومصادرهم، وبالتالي أثرّت على الإعلاميين وعلى الممارسة الحرة للصحافة والوصول إلى المعلومات وحماية البيانات والخصوصية.
ومع تسيد العصر الرقمي للمشهد الصحفي فقد زادت التهديدات التي يواجهها الصحفيون. فتعد المضايقات عبر الإنترنت والمراقبة الجماعية والمستهدفة واستغلال نقاط الضعف في تخزين البيانات والهجمات الرقمية، بما في ذلك القرصنة، من بين الطرق العديدة التي تم بها استخدام الأدوات الرقمية لتعريض سلامة وأمن الصحفيين ومصادرهم للخطر.
احتفل العالم في الثالث من مايو، باليوم العالمي لحرية الصحافة والذي تعتبره اليونسكو بمثابة الضمير الذي يذكر الحكومات بضرورة الوفاء بتعهداتها تجاه حرية الصحافة، ويتيح للعاملين في وسائل الإعلام فرصة التوقّف على قضايا حرية الصحافة والأخلاقيات المهنية.