هل الذكور أذكى من الإناث في الرياضيات؟ دراسة تكشف نتائج مثيرة (الأعلى على الاطلاق ) اسعار الذهب محليا خماش طه ياسين: هدفي ايصال صوت العقبة وخدمة ابنائها هل التفاح يزيد الوزن؟ 7 أشياء تحميك من خطر الاكتئاب.. واظب عليها اكتشاف فيروسات ضخمة عمرها 1.5 مليار عام.. والعلماء يطمئنون اتفاقية تعاون بين البنك العربي وشركة كريم الأردن لتسهيل عمليات توزيع أرباح الكباتن بنك الإسكان الراعي الفضي لمؤتمر سنابل الإقليمي السادس عشر للتمويل الأصغر الترخيص المتنقل في الأزرق والرصيفة غدا الأسد المتأهب: رئيس أركان قوة الواجب المشتركة يستمع لايجازات فروع هيئة الركن وزيرة الثقافة تفتتح مؤتمر الشبيبة المسيحية في الأردن مُنشق عن «الجماعة الإسلامية»: عبود الزمر كلفني باغتيال عادل إمام الفراية : لا مؤشرات على تهجير من الضفة للاردن.. وهو خط احمر لن نسمح به القمح والشعير.. موسم مبشر .... ابو عرابي: إنتاج القمح وصل الى 12 ألف طن ونصف روسيا: مصادرة أصول بنكين ألمانيين 21 ألف جريح ومريض بحاجة للسفر للعلاج خارج قطاع غزة مفوض الأونروا: نصف سكان رفح مضطرون للفرار مؤتمر دولي في اربيل العراق بعنوان الآفاق المستقبلية لتطوير الطاقة المتجددة الحلول البيئية والتحديات بمناسبة يوم البيئة العالمي 4 شهداء جراء قصف الاحتلال وسط غزة محافظة يستعرض خطط التحديث لمنظومة التربية وتنمية الموارد البشرية
كتّاب الأنباط

إلى شيرين...أنت الحية وهم الأموات

{clean_title}
الأنباط -
بقلم: د. رلى الحروب
اغتالت قوات الاحتلال الاسرائيلي الصحفية الفلسطينية المناضلة مراسلة قناة الجزيرة شيرين ابو عاقلة برصاصة قاتلة في الرأس أثناء تغطيتها اقتحام القوات الاسرائيلية الهمجي لمخيم جنين، وفي الوقت الذي ترتدي فيه سترة الصحافة، وحاولت اغتيال صحفي زميل لها هو علي السمودي الذي أصيب برصاصة في الظهر استهدفت إصابته بالشلل على ما يبدو ولكن وضعه بحسب وزارة الصحة الفلسطينية مستقر.
جيش الاحتلال البربري الذي استشعر هزيمته لإقدام حفنة من الشبان الفلسطينيين غير المنظمين على ارتكاب عمليات في العمق الفلسطيني المحتل عام 1948 يحاول الثأر بأي شكل، ويهاجم المدنيين ويهدم البيوت ويقتل ويعتقل على غير هدى في محاولة لاستعادة كرامته التي مسح بها الشبان الفلسطينيون الأرض، وهو باستهدافه الصحفية الفذة شيرين ابو عاقلة كان يريد قربانا كبيرا يقدمه الى شعب منحاز بكليته إلى اليمين المتطرف العنصري اللا إنساني، ولم يجد أهم من شيرين لتكون ذلك القربان، وهو بذلك يوجه رسائل في كل الاتجاهات: هو أولا يريد إسكات صوت الصحافة الحرة وعلى رأسها قناة الجزيرة التي تبدع في بثها وتغطيتها المباشرة من الاراضي الفلسطينية المحتلة والتي لولاها لما عرف العالم ما يحدث هناك. وثانيها : أن لا أحد بأمن من غدر إسرائيل وجيشها الهمجي، وأن لا حصانة لأحد: لا صحافة ولا مدنيين ولا طواقم طبية، وهذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، فهذا الجيش عقيدته استباحة كل من هو ليس يهوديا، فلا كرامة ولا حصانة لأحد، ولتذهب كل الاتفاقيات الدولية الى الجحيم، وليذهب القانون الدولي الإنساني إلى سلة المهملات، فإسرائيل وجيشها يصنعون قانونهم الخاص لأنهم فوق القانون وفوق المساءلة وفوق المجتمع الدولي المزعوم بأممه المتحدة ومحكمة جناياته الدولية ومجلس حقوق إنسانه وكل تلك المؤسسات التي لا تغنى ولا تسمن من جوع. أما رسالتهم الثالثة فهي لإخافة كل الشعب الفلسطيني ومعه الشعب العربي المتعاطف مع فلسطين، وهي رسالة قوة وبطش وغطرسة، مفادها أننا نفعل ما نريد، وويل لمن يجرؤ على ان يتحدانا.
استشهاد الصحافية اللامعة الرائعة الباسلة شيرين ابو عاقلة هو وصمة عار جديدة تضاف إلى جبين كل المطبعين من العرب والمسلمين الذين يضعون ايديهم في ايدي قتلة الاطفال والنساء والصحافيين والمدنيين مهدمي البيوت العامرة ومقتلعي اشجار الزيتون المعمرة ومن ارتكبوا مجازر يندى لها جبين الانسانية منذ بدء صراعهم مع الإنسان الفلسطيني والعربي والمسلم حتى اليوم..لم يسلم شيء أو شخص من إجرامهم..لا شجر ولا حجر ولا بحر ولا أرض ولا سماء ولا هواء ولا تربة...كل شيء أفسدوه ودنسوه وشوهوه، ألا شاهت وجوههم وساء ما يفعلون.
أطالب وزارات الإعلام العربية وجميع المؤسسات العربية الكبرى بتخصيص جائزة للصحافيين العرب في الميدان باسم جائزة شيرين ابو عاقلة ليس تخليدا لذكرى هذه الصحافية الفذة فحسب، بل لتذكير العالم بجرائم الاحتلال الاسرائيلي التي تجاوزت كل الحدود.
شيرين...ربما غادرت هذه الحياة الفانية البائسة، ولكنها أكثر حياة من 400 مليون عربي يعيشون بلا هدف ولا إنجاز، وهي بالتأكيد أكثر حياة من كل الخونة والمطبعين العرب الذين يدوسون بخيانتهم كل يوم تضحيات أطفال فلسطين ونسائها وشبابها وشيابها وشعبها المناضل الذي يتصدى وحيدا لمخططات الهيمنة على كل الرقعة العربية، بينما يرسل البعض صدقاتهم الى اسرائيل ويعقد معها البعض الاخر صفقات اقتصادية وينسق معها البعض أمنيا وسياسيا ودبلوماسيا...كل ذلك، على حساب الشعب الفلسطيني وكرامة العرب والمسلمين التي باتت كلمة بلا معنى.
الألم يعتصرنا ولكننا سنسمو فوق الألم، وستكون شيرين دافعا إضافيا لمواصلة النضال ضد آخر استعمار استيطاني في العالم، ومهما فعل جيش الاحتلال ومعه كل طغاة العالم فإنهم لن يسكتوا صوت الصحافة الحرة أو صوت فلسطين.
#استشهادشيرينأبوعاقلة