خبراء يدعون لتوثيق موروث المملكة الثقافي رقميا

الانباط- سبأ السكر
   لا شك أن الموروث الثقافي يُعد جزءًا اساسيًا من الهوية الوطنية، اذ يسجل الأحداث الحضارية والتاريخية عبر الحقب الزمنية، ويربط بين الشعوب وتجاربهُا في  ماضيها، وحاضرها، ويعكسُ ثقافة البلاد واهلها وما تضم من القيم والعادات والتقاليد في مختلف الميادين المادية والمعنوية والفكرية.
  ويقول الخبير اللغوي محمد خير بشتاوي ان التراث هو الذاكرة الحية لدى الأفراد والمجتمع التي تمكن المعنيين من فهم المكان وسكانه والبيئة المحيطة به، اضافة إلى دلالته على مستوى حضارة الشعوب، وفقدان هذه الذاكرة يعمل على اندثار معلومات تساعدُ في تطور الحاضر وصنع المستقبل، وفقدان التراث الثقافي في جانبيه الملموس وغير الملموس.
  وفي ظل مواكبة العالم الرقمي اليوم، أصبت الدول بحاجة ماسة لتأمين الحماية للتراث الثقافي والاجتماعي لتتداوله الأجيال جيلا وراء جيل للحيلولة دون اندثاره أو تبعثرهُ او تدميره.
 وفي هذا المجال تقوم وزارة الثقافة بدور مهم في مواكبة نوع جديد من التوثيق مع تطور التكنولوجيا، يسمى "التوثيق الرقمي" لصيانة التراث الثقافي المادي وغير المادي في الأردن بكل مجالاته وابعاده، ذلك لحمايته من التشويه او الضياع  .
 ويقول مساعد أمين عام وزارة الثقافة ومدير قسم التراث بالوكالة الدكتور أحمد راشد، إن عملية تسجيل التراث مهمة لتوثيق حضارات الأمم والحضارات وانجازاتها في مختلف المجالات، وأظهارها وأبرازها للعامة لتدخل ضمن قائمة التراث العالمي، كما دخلت عدة مناطق أردنية، ومنها: البترا، وام الرصاص، وقصير عمرة،  واخيرا مدينة السلط التي تعد من اهم المدن في العلن التي تضرب امثلة رائعة في التسامح وأصول الضيافة الحضرية.
  ويبين أن هذا النوع من التوثيق يُشجع على السياحة العالمية وما تحققه من أرباح للأفراد والمؤسسات، أضافة إلى ما يوفره من عائد أقتصادي مجدي للبلاد.
ويضيف راشد ان الوزارة عملت على تنفيذ عدة مشاريع رقمية عبر موقعها الرسمي، وأهمها مشروع توثيق التراث الثقافي غير المادي من الحكاية الشعبية، وعناصرها كالقهوة السادة والمنسف اللذين دخلا ضمن التراث العالمي، وتعمل  على أدخال الحناء وخط العربي ضمن القائمة.
ويبين أن الأردن العضو في اللجنة العالمية للتراث العالمي لديه خبراء مختصون في مجال التاريخ خاصةً التراث الاجتماعي والثقافي ويعملون على تنفيذ خطط مدروسة للمحافظة على التراث في كل مناطق المملكة. 
وتؤكد الخبيرة السياحية رجاء الجزار أن جميع الدول تعمل اليوم على التوثيق الرقمي؛ للحفاظ على تراثها الذي هو هوية بلادها وحمايته من الضياع، مبينة أن التوثيق يساعد المهتمين والمختصيّن على دراسة وفهم تراث الحضارات وتاريخها. 
وتعرب عن أسفها لعدم توثيق بعض المؤسسات لمقتنياتها ومواردها رقميًا، مما يؤدي إلى ضياعها بطياتِ أقسام هذه الموسسات وعدم الاستفادة منها أو اظهارها للعامة.
 وتشدد الجزار على تدوين هذه الدراسات رقميًا ليستفيد منها الخبراء والمهتمون من خارج البلاد، وتدريب عدد  من المهتمين بالتراث وتأهيلهم لتوثيق التراث رقميا لتسهل الاستفادة منه والاطلاع عليه والاستفادة منه في تسويق الاردن سياحيا على مواقع التواصل الاجتماعي.