خبير جيولوجي: ترقيع اعمدة جرش حل مؤقت خاطىء

خبيرة سياحية: اثار جرش من اهم الاماكن الاثرية الجاذبة للسياح


الأنباط – دلال عمر 

     حذر استاذ الجيولوجيا والبيئة والتراث الطبيعي والحضاري في الجامعة الهاشمية البروفيسور أحمد الملاعبة، من استمرار تعرض آثار مدينة جرش الجمالية للاعتداءات البشرية والتخريب وعدم المسؤولية من الزائرين والمخربين، والتشوه الطبيعي بسبب التقادم، الذي سببه عمليات التجوية والتعرية والرياح والمياه والقوى الديناميكية مثل الزلازل.

  وقال لـ" الانباط": ان هذه العوامل تؤدي لتكسر أجزاء من الأعمدة التي تحتاج لعمليات صيانة وترميم من المادة نفسها التي بني منه العمود الآثري سواء كانت المادة من موقع محلي أو خارجي مثل المواد التي جلبت من مدينة أسوان في مصر واليونان وإيطاليا، مما يستدعي التواصل مع مصادر المواد الأصلية مثل صخور الجرانيت أو الرخام (الماربل) أو الصخور الجيرية التي في جرش من خلال موقع المنجم التي قطعت منه الصخور وترميم الأعمدة باستخدام هذه القطع وليس بعمليات الترميم المستخدمة حالياً مثل وضع الأسمنت بين الأعمدة أو بقاؤها ملقاه على الأرض.


واضاف الملاعبة ان عملية الترميم التي جرت للعمود الآثري في جرش أخيراً هو حل وقتي ولايعيد البهاء والجمال له، مشيراً إلى وجود حلول أخرى لتحديد أصل منشأ العمود سواء كان منشأ داخلي في الأردن مثل مناجم الجير حول آثار جرش أو خارجها مثل كرارة في إيطاليا أو أسوان في مصر ،أو في الجزر اليونانية التي جلبوا منها الرومان القطع ليشكلوا الأعمدة وينقلوها للبناء في بعض المحطات مثل جرش و تدمر .

وأوضح ان عمليات الترميم التي تحدث حالياً ليست من المصادر الحجرية للأعمدة ، بل لتخفيف تكلفة الترميم ، مؤكداً ان بقاء العمود من غير ترميم  أفضل من استعمال طرائق الترميم غير الصحيحة، لأن الترميم بشكل كامل أفضل من (الترقيع) باستخدام القصارة لاخفاء الكسر فقط.

  وزاد الملاعبة ان ترك أثر الزمن على العمود الذي يتعرض للكسر لحين وجود الحل النهائي الصحيح الشامل الذي لا ينفر السياح ويعيد للأعمدة رونقها وبهائها الآثري كما بنيت قبل مئات السنين.

ودعا الجهات المعنية لوضع خطة مدروسة وحل شامل لاحضار القطع الحجرية الأصلية من مصدرها لترميم آثار جرش كافة سواء القطع الجيرية من محاجر جرش أو الغرانيتية من مناطق أسوان أو إيطاليا أو اليونان، مشيراً الى وجود دراسات سابقة حددت المكان الأصلي لمناجم الصخور المستعملة في الاعمدة محلياً وعالمياً.

وقال انه يوجد أعمدة ملقاه على الأرض يجب ترميمها لعدم اندثارها ، موكد لأهمية الرجوع لمخططات المدينة الآثرية عند انشاؤها لاسترجاع الأعمدة كما كانت ، لأن الاعمدة الملقاه على الأرض قد تتفتت ولان بعض الزوار يستخدموها للجلوس عليها ، مثل آثار أم قيس والتي تحتوي على عدد كبير من الأعمدة الملقاه على الأرض والتي ستفتتها الرياح والمياه وممكن أن تذوب أو تنكسر، وغيرها الخطرة مثل الأدراج غير المكتملة في بعض الأماكن والتي يتوجب إكمالها جيولوجياً.

وشدد الملاعبة على حراسة الآثار الأردنية ، خاصة آثار جرش التي هي أكبر مدينة رومانية باقية على وجه الأرض ، مثل حماية آثار معبد أكروبوليس في اليونان بوجود كثيف لحراس الأمن يصل عددهم إلى 40 مراقباً مختصاً ليمنع اقتراب الزائرين من أعمدة الآلهة أو حتى لمسها ، إضافة لاستعمال كاميرات المراقبة الدورية .

ودعت الخبيرة السياحية رجاء الجزار الى نشر التوعية بالمحافظة على الآثار لكونها ثروة وطنية وليست احجاراً عادية، لان السياحة الاثرية مصدر للدخل القومي والتعريف بحضارة الاردن الممتدة عبر الاف السنين.

وقالت ان اثار جرش تعد من اهم الاماكن الاثرية في الاردن الجاذبة للسياح، وذلك لتنوع البيئات الحضارية فيها وتعدد الامم التي سكنت او مرت من جرش.