الفساد والجرجير

 
عمر الكعابنة


في إحدى زياراتي لأحد الأقارب في عيد الفطر السعيد ٬ التقيت بأحد المسؤولين السابقين في إحدى الوزارات تناقشنا فيها عن وضع البلد وما ستؤول إليه الأمور ضمن رؤيته التي شابها نوع من السلبية مصقولة بخبرة استمرت لثلاثين عام.

وأثناء النقاش الحاد الذي لا ينم عن أي فائدة تذكر للمجتمع ككل بل لنفسي لمعرفة كيف تدار هذه الوزارات من قبل المسؤولين ٬ طلبته مازحاً بلغتنا العامية "ما عندك كم ملف فساد نكتب عنه " رد علي متسائلا فيما لو اعطيتك أحد الملفات ما الذي ستفعله ٬ وكأن لسان حاله يقول ما الذي تستطيع تغييره وإن كان لديك ملف فساد "مطلطل" .


ثم اردف قائلا وهو متكأ على كرسيه وبلغة عامية "انت مفكر المسؤولين بخافوا يعني " لو نشرت تحقيق صحفي يدل على فساد مؤسسة معينة وانتشرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي٬ ما التأثير الذي ستتركه .

وعدل من جلسته وقال لي بنظرة ساخرة المجتمع "الفيسبوكي" لديه ذاكرة الذبابة مهما كان الموضوع كبير فأن صداه لا يتجاوز الثلاثة أيام وإن صدف ومر حدث ٱخر سيتناسوه خلال ساعات لذا عليك أن تريح نفسك وتهديء من روعك الصحفي وتستدل ستار تفكيرك عن هذه القضايا لأن نشرها لن يفيد لا من بعيد ولا من قريب ٬ حينها طأطأت رأسي وأكملنا احاديثنا عن فوائد الجرجير .