سامر عبد الدايم يكتب:يوم الأرض.. وحاويات وزارة البيئة
يوم الأرض، هو حدث سنوي يُحتفل به في جميع أنحاء العالم في 22 أبريل لإظهار الدعم لحماية البيئة.. وفي هذه المناسبة نشرت جوجل صوراً (صادمة) للأرض تُظهر الآثار السلبية للتغير المناخي على الكوكب الصور تكشف تقلص الجليد البحري حول القطب الجنوبي إلى أدنى مستوى عل الإطلاق منذ 44 عاماً ، محرك البحث نشر أيضاً صوراً للانخفاض الكبير في عدد الأشجار بين عام 1995و2020 ، الصور نُشرت لتشجيع الجميع على القيام بأي فعل صغير يمكنهم القيام به لاستعادة أرضنا ، كما حذرت المنظمة الأممية في تقرير أعدته العام الماضي من أن ازدياد ظاهرة الاحتباس الحراري في الأعوام القادمة سيتسبب في شح المياه وسوء التغذية وانقراض أنواع من الحيوانات والنباتات.
هذا العام يرفع (يوم الأرض) شعار (استثمروا في كوكبنا) لإيجاد حلول أسرع لمكافحة تغير المناخ والمساعدة في تسريع الانتقال نحو "الاقتصاد الأخضر" ونحن في الأردن جزء من هذا العالم نؤثر ونتأثر فيه، لذلك دفعني الفضول لمعرفة ماذا قدمنا في هذا اليوم من مشاريع وبرامج للمساعدة في تقليل الأثار البيئية ، وبما أن "وزارة البيئة " هي الجهة الرسمية المسؤولة بالدرجة الأولى عن تقديم الحلول وبمشاركة كافة الجهات الرسمية والمجتمع المحلي ، قمت بالبحث عبر مختلف وسائل الإعلام ، وموقع الوزارة الإلكتروني حول هذه المناسبة وللأسف لم أجد سوى تصريح صحفي يخلو من ذكر الإنجازات والمشاريع البيئية التي تحققت على أرض الواقع ، التصريح حمل دعوات معالي الردايدة إلى ضرورة تسريع الانتقال نحو اقتصاد أخضر اكثر استدامة يعمل لنفع الناس والكوكب اجمع ؟!
في المقابل خرجت وزارة البيئة بخبر حمل عنوان: " الردايدة يؤكد أهمية تعزيز التشاركية مع الجمعيات البيئية والبلديات " العنوان جميل، ونحن بدورنا نؤيد التشاركية وتعاون الجميع في تقديم الدعم لحماية البيئة، ولكن بعد قراءة محتوى الخبر للأسف اكتشفت في النهاية أن العنوان لا يتناسب مع المحتوى!! الا إذا كان الهدف هو (البروباغندا) وهي كلمة تعني نشر المعلومات بطريقة موجهة أحادية المنظور وتوجيه مجموعة مركزة من الرسائل بهدف التأثير على آراء أو سلوك أكبر عدد من الأشخاص.
الخبر الصحفي تضمن عدد من التصريحات لوزير البيئة الردايدة وهي: " الوزارة بصدد توزيع نحو 4 آلاف حاوية بهدف الحفاظ على الواقع البيئي.."
وتصريح أخر لمعالي الوزير في نفس الخبر: " أن مشروع التحريج الوطني سجل نجاحا بفضل التشاركية وجهود المؤسسات المعنية..".
التصريح الأول بحاجة الى توضيح من وزارة البيئة، هل توزيع 4 آلاف حاوية هي مسؤولية وزارة البيئة أم هي من اختصاص البلديات، ومجالس الادارة المحلية؟ والتصريح الثاني والذي تحدثنا به كثيرا هل هناك أرقام ودراسات تؤكد نجاح مشروع التحريج الوطني في كافة محافظات المملكة؟ حيث يلاحظ ان كثيرا من تلك الأشجار لم تنم او جفت لإهمالها، بسبب عدم توفير الرعاية الكافية لتلك الغراس من خلال ريها بشكل دوري وتقليمها وتسميدها حتى تنمو بالشكل المناسب.
أتمنى ان تخرج علينا "وزارة البيئة" بمشروع بيئي تنفرد به وحدها دون تدخل من وزارات أو مؤسسات أخرى؟ هل يخلو ملف إنجازات "وزارة البيئة" من مشاريع حيوية تساهم في دعم حماية البيئة؟
نحن ليس ضد المشاركة والتعاون ولكن بحاجة إلى إنجاز ومشاريع بيئية نفتخر بها، وتعزز دورنا في المحافظة على البيئة، وهذا ليس مستحيل، ووزارة البيئة من أكبر الوزارات في حجم المنح الدولية الخارجية وهي الوزارة التي لا تعتمد على الميزانية في تنفيذ برامجها؟
أما عنوان الخبر، أمل أن تكون هناك شراكة حقيقية مع الجمعيات البيئية في مختلف محافظات المملكة، الأردن ليس عمان فقط، أدعو معالي وزير البيئة إلى زيارة الجمعيات البيئة في المحافظات، والاستماع الى همومهم ومشاكلهم، وتقديم الدعم المناسب لهم لتنفيذ برامجهم المختلفة؟
سامر نايف عبد الدايم