متخصصون: تدريب الأطفال على الصيام حري من باب أمرهم بشرائع الإسلام وتأليفهم لها

يحث الأهالي في شهر رمضان المبارك، أبناءهم الصغار على تأدية فريضة الصيام على فترات من باب التربية والتعويد أو ما يعرف بـ "صيام العصافير"، أو "درجات المئذنة"، بينما أكد متخصصون أهمية ذلك في تدريب الأبناء على الصيام في الشهر الفضيل.
ووفقا لهذه الدرجات يتدرج الأطفال بالامتناع عن الطعام والشراب من ساعة استيقاظهم حتى آذان الظهر أو العصر ومنهم من يتمكن من الصيام حتى آذان المغرب، اعتمادا على مقدرتهم الجسمانية والصحية واستعداداتهم النفسية.
واكد متخصصون لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أهمية عدم إجبار الأطفال غير المكلفين على الصيام، مؤكدين أهمية التدريب عليه بحيث يصوم الطفل متى أراد ويفطر متى شاء.
ويقول رئيس قسم أصول الدين في جامعة اليرموك الدكتور خالد الشرمان، إنه لا يجب الصيام على الطفل الصغير حتى يبلغ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل. ويسترشد بما قاله أهل العلم أنه من باب التربية والتعويد فالأفضل أن يؤمر الصبيان بالصيام إذا أطاقوه، من أجل أن يتمرنوا عليه ويألفوه، وتتطبع أصول الإسلام في نفوسهم حتى تكون كالغريزة لهم. ويستنكر الشرمان ما يفعله بعض الآباء أو الأمهات من منع الأطفال من الصيام رحمة بهم وإشفاقاً عليهم، موضحا أن حقيقة الرأفة تكمن في أمرهم بشرائع الإسلام، وتعويدهم عليها وتأليفهم لها، من باب حسن التربية وتمام الرعاية، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: إن الرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته.
ويلفت الشرمان إلى أن صيام نصف يوم أو تناول بعض الأكل أثناء الصيام ثم إكماله لا يسمى صياما في الشرع، لأن الصوم هو الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، لكنه أشار إلى أنه لا حرج على الصبي في فعله من باب التدريب، بما أن الصيام ليس واجبا عليه، فلا حرج في أن يصوم من اليوم ما أراد ويفطر منه متى أراد.
وفي هذا السياق، ينصح استشاري طب الأطفال الدكتور محمد رافد، بمراقبة الأطفال الذين يتدربون على الصيام وإيقافهم عنه حال شعورهم بالتعب والخمول، مشيرا إلى صعوبة صيام من هم دون التاسعة من العمر، ومن يعانون من بعض الأمراض كالسكري مثلا لحاجتهم لتناول الدواء بين فترة وأخرى.
من جانبها، أكدت اختصاصية التغذية والمدربة الرياضية نسرين الطريفي، ضرورة الاهتمام بالتغذية السليمة للأطفال في شهر رمضان الكريم خاصة عندما يحاولون تعلم الصيام حتى لا يتسبب امتناعهم عن الطعام بأضرار صحية.
وأشارت إلى أن وجبة الإفطار يجب ان تشمل العناصر الغذائية كافة، ضمن الأكلات التي يفضل الطفل تناولها، مع تشجيعه على شرب كميات كافية من الماء والسوائل المفيدة خلال ساعات الليل إلى وقت السحور لتعويض نقص السوائل في جسمه.
وشددت الطريفي، على أهمية أن يتناول الأطفال أربع وجبات صحية خلال فترة الإفطار مع مراعاة تأخير السحور حتى لا يشعروا بالجوع والعطش خلال ساعات صيامهم.
وبينت أهمية منع الطفل من تناول طعام يحتوي على أملاح وتوابل بكميات كبيرة، حتى لا تزيد من شعورهم بالعطش خلال الصيام، وتجنب تناول أطعمة مقلية، لاحتوائها على نسب دهون عالية، وفضلت أن يتناول الفواكه عوضا عن الحلويات، والبروتينات المتمثلة في الألبان والبيض والأجبان واللحوم خالية الدسم.
بدورها فضلت اختصاصية العلاج السلوكي أمل الكردي، "التدرج" كطريقة لإكساب الأشخاص أي سلوك أو البحث عن مدخل يؤدي الى البدء بممارسة السلوك المراد إكسابه، مشيرة إلى أن تدريب الطفل على الصيام لا يختلف فهي ثقافة اعتادت الأمهات والجدات، على ممارستها مع الصغار بالفطرة تحت مسميات "صيام العصفورة" أو "درجات المئذنة".
والصيام وفقا للكردي، سلوك يحتاج إلى صبر وتدريب لذلك لابد من تعويد الطفل على الامتناع عن الطعام والشراب لمدة ساعتين مثلا أو أكثر قليلا حسب ما تراه الأم ملائما لعمره وقدرته الجسدية، مع الأخذ بعين الاعتبار منحه مكافأة حتى ولو كانت معنوية، لتشجيعه على الاستمرار.
وأكدت الكردي أهمية إشراك الأطفال بالفعاليات اليومية كقراءة القرآن والمساعدة في ترتيب مائدة الطعام لما في ذلك من أثر عظيم في استشعار خصوصية هذا الشهر الفضيل.
--(بترا)