دور القوات المسلحة في التنمية والأمن الغذائي ليس بالجديد ولا بالطاريء....وإنما دور وطني مستمر ....
بقلم اللواء الركن المتقاعد
لدكتور صالح لافي المعايطة
1. بكل فخر تعتبر القوات المسلحة من المؤسسات الوطنية الرائدة التي تمتلك القدرة والخبرة والكفاءة وسرعة التكيف والاستجابة للتوجيهات الملكية السامية في المحافظة ودعم الأمن الغذائي، كأحد مرتكزات الأمن الوطني في ظل تحديات ومتغيرات البيئة الإقليمية والدولية والمتمثلة في الصراعات والحروب والنزاعات والتي ألقت بظلالها على سلاسل التوريد والإنتاج العالمي للغذاء ، فهذا حتما سيكون له تداعيات سلبية على الأمن الغذائي والاجتماعي، والاستقرار الوظيفي، وهذا ما ادركتة القوات المسلحة مبكرا حيث عملت الخطط والاستراتيجيات لاستصلاح الأراضي وتعزيز قدرات مؤسسات الدولة المعنية بالزراعة والأمن الغذائي.
2. قامت القوات المسلحة باصدار التعليمات للمؤسسة الاستهلاكية العسكرية بتثبيت وتخفيض إسعار العديد من المواد الاستهلاكية في كافة أسواق المؤسسة الاستهلاكية العسكرية البالغ عددها اكثر من 80 سوقا موزعة على مساحة الوطن الغالي. بالإضافة إلى دعم الجمعيات التعاونية للمتقاعدين العسكريين وبتنسيق مع مؤسسات المتقاعدين العسكريين...
3. عندما نتحدث عن الأمن الغذائي إنما نتحدث عن اهم مرتكزات الأمن الوطني بابعاده ( الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والعسكرية والامنية والتنموية...الخ .) فهناك الأمن الأمن الاقتصادي والأمن الوظيفي والأمن الصحي والأمن الغذائي....وهذا ما تساهم به القوات المسلحة ومنذ نشأتها.
4.. تدرك القوات المسلحة الاردنية أهمية الأمن الغذائي وانعكاسه السلبية على الأمن الوظيفي والأمن الوطني ،وتدرك ايضا ان الاستراتيجية الوطنية تعني تحقيق الامن الشامل بكافة أبعاده ، لذا نجد ان دور القوات المسلحة الأردنية الباسلة أصبح واضحاً ومؤثراً وفاعلاً في المساهمة في رسم السياسات والاستراتيجيات الوطنية المتعلقه بالغذاء ودعم الاقتصاد الوطني من خلال الحقائق والمعطيات التالية :
ا. لم يعد دور القوات المسلحة مقتصرا على الدفاع والأمن في عصر تتقاطع فيه المتغيرات والتحولات المتسارعة ، باعتبار أن الأمن لم يعد مقتصرا على امن الحدود والأجواء ، بل هناك امن غذائي واقتصادي واجتماعي ووظيفي وامن مائي ، وهذا ما تساهم به القوات المسلحة من عهد الإمارة وحتى الآن من خلال التخفيف من البطالة والفقر ودعم كل مؤسسات الوطن وهذا واضح من خلال مساهمة الشركة الوطنية للتشغيل والتدريب التي تديرها القوات المسلحة إلا اكبر دليل على هذا الدور المميز للقوات المسلحة في خطط التنمية المستدامة.
ب. القوات المسلحة تمتلك من الخبرات القيادية والادارية والمهنية والتشغيلية في كافة المهن وعلى مستوى عالي من الكفاءة والفاعلية ، حيث تقوم الشركة الوطنية للتشغيل والتدريب لوحدها بتدريب أكثر من 2000 طالب وظيفة سنويا وتؤهلهم بكافة المهن لرفد السوق المحلي والاقليمي مع تامين السكن والمواصلات والمأكل والراتب الذي يصل الى 200 دينار شهريا
ج. تقوم القوات المسلحة بتجنيد الآلاف من أبناء وبنات هذا الوطن وفي كافة المهن وهذا الجهد العظيم الذي تقدمه القوات المسلحة تعجز عنه العديد من مؤسسات الدولة .
د. القوات المسلحة بادرت ومنذ عودة أراضي الغمر والباقورة إلى سيادة الدولة الاردنية الى إعادة تأهيل هذه الأراضي الزراعية الخصبة وزراعة العديد من المحاصيل الزراعية من خلال إدارة وإشراف مؤسسة المتقاعدين العسكرين ، مما كان له مردود إيجابي على الأمن الغذائي، وتشغيل شريحة كبيرة من المواطنين في هذه الأراضي، كما ان القوات المسلحة الاردنية تساهم ببناء العديد من السدود الماءية والحفاير لتجميع المياه في مناطق البادية مما يساهم في الأمن الزراعي والغذاءي .
ه. كما أن هناك مساهمات للقوات المسلحة مجال الصحة والتعليم وشق الطرق وبناء المساكن وادارة المدارس في المناطق النائية والمساهمة في تثبيت المواطنين في أماكن سكنهم من خلال فتح المستشفيات الميدانية/ وخير مثال حي ومشرف يفتخر به كل الاردنيون وهو دور القوات المسلحة في جائحة كورونا.
و. هناك أيضا دور واضح ومميز في مجال فتح المدارس العسكرية التابعة لمديرية الثقافة والتعليم العسكرية واعطاء الحوافز لمعلمي مدارس المناطق النائية، وغير ذلك من الجهود الوطنية التي لا يتسع المجال لذكرها. وهذا هو شعار ولسان حال منتسبي الجيش العربي المستيقظون على الثغور دائما "يد تبني ويد تحمل السلاح".
ز . اقول ان خبرات وقدرات القوات المسلحة الاردنية في مجال إدارة الموارد والمشاريع واستصلاح الأراضي وزراعتها بالزيتون والحبوب وإدارة وصيانة السدود يجب تعليمها وايصالها للمؤسسات الوطنية التي تعمل في هذا المجال وخصوصا القطاع الخاص الذي له دور كبير في الأمن الغذائي لتتمكن الحكومة من إعادة حضور المزارع الأردني باعتباره الركن الأول والاساسي للأمن الغذائي .
5. ختاما علينا ان نقول للقاصي والداني انه ليس في انفسنا الا الأردن وطننا وأبا الحسين ملكا وقائدا للمسيرة....وقواتنا المسلحة هي اعز ما لنا واغلى ما فينا...
اللواء الركن المتقاعد
الدكتور صالح لافي المعايطة