الأردنيون يتنفسون هواء غير صحي.. والبيئة خارج التغطية!!

سامر عبد الدايم
في الوقت الذي يشارك وفد ترأسه وزير البيئة الدكتور معاوية الردايدة، في اجتماعات "أسبوع التغير المناخي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، والتي انعقد في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، لتعزيز العمل المشترك بما يتعلق بالتعامل مع تحديات التغير المناخي في المنطقة.
نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص استنادًا إلى تحليل بيانات تلوث الهواء التي تغطي أكثر من 6000 مدينة في 117 دولة ومنها دولة الأردن، وحسب ما ذكرت منظمة الصحة العالمية إن 99 في المائة من سكان العالم يتنفسون الآن هواءً لا يفي بإرشادات السلامة المحدثة. ويغطي هذا 80 في المائة من المناطق الحضرية في العالم.
أعراض صحية
مع كل نفس يتدفق ثاني أكسيد النيتروجين غير المرئي (NO2) من المركبات ومعدات البناء والمراجل الصناعية ومحطات الطاقة وما إلى ذلك في أعماق رئتينا. وهناك يمكن أن يسبب تهيج أنسجة مجرى الهواء الحساسة لدينا، ما يؤدي إلى زيادة الالتهاب وإثارة الحساسية والربو وتقليل وظائف الرئة.
كما يزيد NO2 بشكل كبير من خطر الإصابة بالربو عند الأطفال. وقد ارتبط أيضًا بانخفاض الوزن عند الأطفال حديثي الولادة، فضلاً عن أمراض القلب والأوعية الدموية، حتى مع التعرض لفترة قصيرة.
نستنشق أيضًا الجسيمات الدقيقة (PM) التي يحملها الهواء، والتي تتكون من العديد من المواد المختلفة بما في ذلك الغبار الصحراوي الطبيعي وكذلك جميع أنواع الملوثات من البلاستيك الدقيق وحرائق الطبخ والصناعة والأنشطة الزراعية وحرق الوقود الأحفوري وحرائق الغابات.
أمام معالي وزير البيئة
وهنا نضع أمام معالي وزير البيئة الدكتور معاوية الردايدة الملاحظات التالية، وذلك بعد البحث والتقصي، وحيث ان العالم أصبح يربط لغة الأرقام بالبيئة المحيطة بنا سواء من ناحية جمعها ونشرها أو حتى من ناحية تحليلها واستنباط نتائجها ودلائلها وهي تعكس مدى إنجاز ونجاح المؤسسة في تحقيق أهدافها.
وبالحديث عن أهمية الإحصائيات، صرح أمين عام وزارة البيئة الدكتور محمد خشاشنة لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن الوزارة مستمرة برصد نوعية الهواء المحيط استنادا إلى قانون حماية البيئة رقم 6 لعام 2017 ونظام حماية الهواء رقم 28 لعام 2005 واللذان يتضمنان وجوب رصد العناصر البيئية المختلفة بما فيها الهواء، وذلك حرصا على حماية البيئة والصحة العامة بحيث تكون نوعية الهواء المستنشق من قبل المواطنين جيدة وضمن الحدود المنصوص عليها في القاعدة الفنية الأردنية رقم 1140/2006 الخاصة بنوعية الهواء المحيط.
-والسؤال هنا لماذا لم تخرج وزارة البيئة عن صمتها، وترد على منظمة الصحة العالمية وموقع «ساينس إليرت» حول تحليل بيانات تلوث الهواء، والدفاع عن نوعية الهواء في الأردن؟ لا نريد التلاعب بالمحتوي، والمضامين والنتائج، فهي جريمة يعاقب عليها القانون لأنها تساهم بتضليل المواطن، وتساعد على انتشار الاخبار الزائفة..
-لماذا يسعى المسؤولين في وزارة البيئة خلال الحديث إلى وسائل الإعلام حول قضية بيئية تستهدف مختلف شرائح المجتمع إلى استخدام المصطلحات البيئية المعقدة، لماذا لا يتم الحديث باللغة الصحيحة السهلة، بعيدا عن التقعر واستخدام المهجور من المفردات والتراكيب؟ فلا قيمة لأي علم إن لم يكن هناك ممن يتبنى إيصاله إلى الناس وإفهامه لهم، البيئة هي حق للجميع المتعلم والغير متعلم، المزارع والراعي، البدوي والحضري ومهما اختلفت ثقافاتهم..
-تصاريح بأن نوعية الهواء في الأردن جيدة في معظم أيام السنة استنادا إلى القاعدة الفنية الأردنية الخاصة بنوعية الهواء المحيط، يجب ان تصل هذه الرسالة الى المجتمع بشكل بسيط مفهوم.
-
مبادرة شباب معان (الهوا هوانا)
جمعية شباب معان لحفظ البيئة وهي من الجمعيات التي أفتخر بالانتساب إليها تعمل على إطلاق مبادرة (الهواء. هوانا) وهنا مرة أخرى يثبت الشبابُ في هذه الحملة الى الذكاء في دمج عنوان أغنيةٍ تردّدتْ على الأسماع لأكثر من ثلاثين عاماً لواحدٍ من أكبر مطربي العرب، إلى استعارتها بذكاءٍ لشيءٍ أهم وأرقى.. فبينما كانت الأغنية الشهيرة لعبد الحليم حافظ هي "الهوى هوايا"، بأن الحبَّ له وحده.. والتحوير الراقي أن الشبابَ يقصدون بِـ "الهوا هوانا"، هذا الهواءَ الذي يحيط بنا كلنا ونعيش به وعليه، ولكي نعيش عليه بصحةٍ موفورةٍ فيجب أن يكون نقيّاً خاليا من الملوِّثات..
الهدفَ من إصرار الشباب على المضي، وانخراطهم بالعمل التطوعي البحت، مضحين بأوقاتٍ ثمينةٍ لعدة أيام من دراستهم أو أعمالهم، وبتمويل ذاتي بحت، حيث لا يكون هناك أي تأييد مالي لا خاص ولا رسمي، ولا شركة راعية، هو حبهم لمجتمعهم وناسهم. جمعية شباب معان لحفظ البيئة وحدهم في إصرارٍ يهز العوائقَ وذلك كافيا لتنجح الحملة قبل أن تبدأ..