السفير الصيني: العلاقات مع الاردن نموذج للتعايش بين الدول

احتفلت السفارة الصينية في عمان، اليوم الثلاثاء، بمناسبة الذكرى 45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والاردن بمشاركة عدد من المسؤولين والدبلوماسيين والاقتصاديين واشخاص ساهموا في توثيق العلاقات بين البلدين.
وقال السفير الصيني لدى الاردن تشن تشوان دونغ خلال حفل عن بعد، "في 7 نيسان 1977، أقامت جمهورية الصين الشعبية والمملكة الأردنية الهاشمية العلاقات الدبلوماسية رسمياً، الأمر الذي فتح صفحة جديدة في تاريخ التبادلات الودية بين الشعبين الممتد لآلاف السنين وعلى مدى السنوات 45 الماضية".
وأشار الى أن العلاقات بين الصين والأردن تترسخ باستمرار، حيث عمل البلدان يدا بيد على حماية السيادة والأمن الوطني وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف، ان "العلاقات شكلت نموذجا للتعايش بين الدول ذات الحضارات والأنظمة المختلفة وأجرى قادة البلدين في مختلف الأوقات تبادلات مكثفة وأنشأوا صداقة وثيقة بينهم، ويدافع البلدان بشكل مشترك عن العدالة والإنصاف، وأصبحنا من أقوى المؤيدين للقضية العادلة للشعب الفلسطيني والأمة العربية".
وأضاف، إن الصين اصبحت ثاني أكبر شريك تجاري للأردن من حيث السلع، وتجاوز حجم التجارة الثنائية 4.4 مليار دولار أميركي في عام 2021، بزيادة أكثر من 200 مرة مقارنة بما كان عليه في بداية إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، وحافظ الاستثمار الثنائي على زخم نمو جيد، حيث زاد الاستثمار الأردني المباشر في الصين عام 2021 سبع مرات مقارنة بالعام الماضي وأصبحت بعض المشروعات مثالا مميزا للتعاون العملي بين البلدين.
واشار إلى أن التبادل الثقافي والإنساني توثق بشكل مطرد خلال 45 عاما الماضية وشهد التعاون الثنائي على أصعدة التعليم والثقافة والشباب والإعلام والرياضة وغيرها إنجازات عديدة وأنشئت في الأردن معهد كونفوشيوس، وتبنى العديد من الجامعات الأردنية تعليم اللغة الصينية، وسافر مئات الطلاب الصينيين إلى الأردن لتعلم اللغة العربية.
وقال، "علينا التشارك في بناء الحزام والطريق بجودة عالية، وتعميق التكامل للاستراتيجيات التنموية بين البلدين، وإيجاد فرص جديدة للتعاون الاقتصادي، لتعود المنفعة المتبادلة والفوز المشترك بالمزيد من الفوائد على الشعب وعلينا تعزيز التواصل الثقافي والتعلم المتبادل بين الحضارتين،.
وعبر وزير الأشغال العامة والإسكان يحيى الكسبي خلال مشاركته في الحفل عن تقدير الاردن للدعم الصيني خاصة دعم مشاريع البنية التحتية وقطاعات الصحة والتعليم والتنمية المحلية، ما كان له اطيب الأثر بتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، مستعرضا عددا من هذه المشاريع.
وبين أنه يتطلع إلى تطوير التعاون المشترك في مجالات قطاع الإنشاءات وتبادل الخبرات والاستفادة من تجربة وخبرات الجانب الصيني لتطوير أساليب الإنشاءات الحديثة وإدخال بعض الأنظمة الجديدة.
من جهته، قال أمين عام وزارة الخارجية وشؤون المغتربين يوسف البطاينة، إن العلاقات الثنائية بين الأردن والصين شهدت خلال السنوات الماضية تقدماً في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية وغيرها، وأصبحت معها الصين ثاني أكبر شريك تجاري للأردن، كما تحتل العلاقات الثقافية مساحة واسعة في مجالات التعاون الثنائي خاصة في مجال التعليم العالي في جامعات بلدينا الصديقين أو من خلال المعاهد والمراكز الثقافية والتعليمية التي تعزز المعرفة المتبادلة والتبادل الثقافي والحضاري بين شعبينا الصديقين.
واضاف، ان الاردن يقدر موقف الصين الثابت والداعم للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ويقدر بشكل خاص دعم الصين لجهود الأردن وللوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
واشار رئيس الوزراء الاسبق الدكتور عدنان بدران إلى الاحترام والتقدير الذي يحظى به الاردن وجلالة الملك عبدالله الثاني لدى الصين، حيث لمس ذلك شخصيا عندما رافق جلالة الملك في زيارته للصين قبل عدة سنوات.
وبين ان العلاقات بين البلدين تعود لمئات السنوات من خلال طريق الحرير عندما كانت القوافل الصينية القادمة من افريقيا تمر عبر البترا خاصة حملة الحرير وكانت عبارة عن نقطة ترانزيت لهذه القوافل، معربا عن تقديره لدعم الصين للأردن لبناء السلام ودعم قرارات الأمم المتحدة بهذا الجانب لإقامة الدولة الفلسطينية.
واشاد بإنجازات الصين التي اصبحت ثاني أكبر اقتصاد بالعالم والاول في نشر الابحاث العلمية وبراءات الاختراع ويقود العالم في التكنولوجيا.
بدوره، عرض الرئيس التنفيذي لشركة هواوي الاردنية وانغ جيان، لاستثمارات الشركة والتعاون القائم مع الاردن في قطاع الاتصالات والنمو الذي تشهده والخطط المستقبلية.
من جهته أشار رئيس مجموعة طلال أبو غزالة العالمية الدكتور طلال أبو غزالة، الى التعاون القائم بين المجموعة والصين وانعكاساتها على العلاقات بين البلدين، موضحا أن هناك 5 مكاتب للمجموعة في مختلف أنحاء الصين تعمل على استيراد اللغة الصينية وتدريسها وتعزيز التعاون.
الى ذلك، أكد ممثل الخريجين الاردنيين للدورات التدريبية الصينية بشار جابر، أهمية الدورات في تعزيز قدراتهم وتعزيزها في مجال عملهم ودورهم في تعزيز العلاقات بين البلدين والشعبين.
واشار رئيس جمعية الصداقة الاردنية الصينية الدكتور جمال الضمور، إلى دور الجمعية التي تأسست بعد 10 سنوات من تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بربط جسور التعاون والتواصل بين البلدين وبالأخص مع مجلس الصداقة مع شعوب العالم في الصين، مبينا أن الاردن يؤيد رؤية الرئيس الصيني شي جين بينغ حول مباردة الحزام والطريق لأهميتها في تعزيز اقتصاد البلدين والعالم والتأسيس لشراكات استراتيجية تعود بالنفع على مليارات البشر.
من جانبه، بين السفير الاردني الأسبق في بكين يحيى القرالة، أنه تم رفع العلاقات بين البلدين الى مستوى الشراكة الاستراتيجية خلال زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني للصين عام 2015، لافتا الى أن الحكومة الاردنية تؤكد دوما على مبدأ الصين الواحدة ووحدة الأراضي الصينية.
من جهتهم، دعا ممثل المغتربين الصينيين في الاردن شا تشوان، إلى فتح المزيد من الاستثمارات الصينية في الاردن خاصة في ظل ما يتوفر في الاردن من مناخ استثماري مناسب بما يفتح فرص عمل ويعزز التعاون بين البلدين.
واستعرض تشوان تجربته في الاردن الذي يعتبره بلده الثاني منذ دراسته في المملكة قبل 20 عاماً وقراره البقاء في الاردن هو وعائلته.
وتم على هامش الحفل، عرض فيلم يوثق للعلاقات بين البلدين وتطورها، كما اشتمل على أغنية بمشاركة طلبة أردنيين وصينيين تروج للبلدين والعلاقة بينهما.