"شمس" ٠٠ مشروعات تنموية لتطوير المجتمعات سياحيا وإقتصاديا


الأنباط – دلال عمر
هو مشروع شراكة مجتمعية لتنمية سياحية يحمل اسم الشمس، هو في الحقيقة "شمس" تهدف الى تمكين المجتمعات المحلية بتطوير قدرات الأفراد والمؤسسات وربطها مع الفرص الاقتصادية المتاحة في القطاعات : السياحية ، الترفيهية ، الزراعية، وبناء شراكات مستدامة بين هذه المجتمعات والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني.
مشروع بدأت بتنفيذه في تشرين الثاني عام 2019 بمنطقة البحرالميت منظمة شركاء للأفضل بتمويل من سفارة مملكة هولندا في الأردن مركزا في التأثير بحياة كثير من الناس بتوفير فرص اقتصادية وتطوير القدرات المحلية والتدريب النوعي وإشراك المجتمعات في العملية التنموية .
وأهم مكونات مشروع "شمس": ( دار الشونة "تجربة القرية الاردنية" ، شونة " أطعمة منتجة محلياً" ، سماد الرامة ) ، فيما مكوناته في محافظة معان تضم: (مضمار العليا ، مسار ومخيم العليا ، منتجات بري العشبية).
ويهدف مشروع "سماد الرامة" الى مساعدة الفنادق والمزارع المحلية على استخدام وإعادة تدوير بقايا طعام ومخلفات زراعية لانتاج وبيع سماد عضوي للمزارع المحلي بأسعار مناسبة، وتقديم نموذج تعليمي يرفع مستوى التوعية بالفوائد البيئية والاقتصادية لهذا النوع من السماد.

وفي الاسبوع الماضي افتتح سفير مملكة هولندا لدى الأردن هاري فيرفاي ومنظمة شركاء للأفضل أول مشاريع "شمس" وهو دار الشونة الجنوبية (تجربة القرية الأردنية) الذي طوِّر لإثراء المنتج السياحي في الاغوار الجنوبية وتوفير سبل التمكين الاقتصادي للمجتمع المحلي.
دار الشونة تجربة القرية الأردنية ، التي تقع بالقرب من فنادق البحر الميت تمنح زوارها فرصة الاستمتاع بـ"تجربة القرية الأردنية" بطهي أطباق تقليدية وممارسة ألعاب شعبية والمشاركة في أنشطة فولكلورية وثقافية ، والاطلاع بصورة مباشرة على تصاميم "الزراعة الدائمة" التي تنفذها الجمعية الأردنية للبيئة النوعية بهدف إيجاد طرائق مستدامة للعيش وزراعة المحاصيل.

في القرية مقهى Greening the desert يعرض منتجات (برّي Brri) وهي منتجات برية عشبية مثل(الزعتر البري والبعيثران ورجل الحمامة والميرمية والبابونج والقيصوم) يوفر بيعها فرص عمل لنساء محافظة معان اللواتي ينتجن ويسوقن منتجات اعشاب صحراء معان الطبيعية ، بتحويلها إلى منتجات عالية الجودة بالشراكة مع جمعية الجوهرة الخيرية في منطقة الأشعري في المحافظة.
وتتوفر منتوجات (شونة shouneh) في المقهى ذاته وهي منتجات أطعمة طويلة الأمد ومتنوعة بنكهات تقليدية أعدتها نساء الشونة الجنوبية باستخدام خضروات وفواكه مزروعة محلياً وبمواصفات مستوحاة من المنطقة، وتستخدم لتمكين اقتصادي مستدام للنساء وخاصة نساء الشونة الجنوبية لتطوير منتجاتهن وبيعها، ومنها: (البندورة المجففة، وصلصة البندورة، والمربى، والمخللات) ، بشراكة مع جمعية الروضة للتنمية الاجتماعية والمجتمع المحلي.
وفي سياق الاحتفاء بافتتاح دار الشونة استعرض مجموعة من الأطفال الموهوبين بأعمار (6-16 عاما) لوحاتهم الفنية التي ابدعوها باشراف الفنان التشكيلي سهيل بقاعين الذي شدد على الاعتناء بكل طفل موهوب وفنان ، وتوجيهه بطريقة سلسلة حتى ينطلق الطفل ويرسم بحرية معبرا عما بداخله من أفكار وخيال.
وشدد على ادخال عنصر اللون والفن في "مشروع شمس" بدعم من سفارة مملكة هولندا المعروفة بالثقافة الفنية التشكيلية مثل: "فان كوخ"، وأبو الحداثة "بيت موندريان"، و "فيرمير" .
وبين بقاعين ان الورشة الفنية التي شارك فيها 120 طفلا تضمنت عدة مراحل ، وصولاً لاختيار 10 أطفال منهم ليتم تعليمهم أصول الفن بدءاً من تعليم الالوان الباستيل ، ومادة الاكرليك وأنواع القماش، ليستطيع ان يبث مكنوناته في أجواء طبيعية ريفية ملهمة للأفكار ، وتحفز المواهب وتنميها في مشروع دائم يوفر مصدر دخل للطفل وذويه.
وقال انه ستعقد قريبا عدة معارض فنية في عمّان لعرض لوحات الأطفال الفنية ، كونها مسؤولية مجتمعية على الفنادق لدعم هذه الفئة وتحفيزهم بأعمالهم ، مشيرا الى انها ستشمل أكثر من 100 عمل للأطفال .
أم هايل ، سيدة تخبز أمام الزائرين بجانب اخريات يعددن الطعام الشهي من خضروات ونباتات برية ، ليقدم في أجواء تراثية قديمة مميزة بعبق الأجداد والبساطة .
وصولاً إلى جلسات "دار أبو علي" في الهواء الطلق والتفاعل مع الطبيعة وتجربة الألعاب الشعبية القديمة مثل: السيجة والطاب والاستمتاع بالأجواء التقليدية الريفية .
وفي نهاية الجولة ، قال السفير الهولندي هاري فيرفاي انه لأول مرة يزور منطقة الشونة الجنوبية حيث استمتع بها مؤكدا ان تجربة القرية قابلة للتكرار في مناطق أخرى في المملكة بالتعاون مع وزارة السياحة التي لديها وجهات تفكر لاعتمادها .
ويرى السفير انه كزائر انها فرصة مميزة لعيش التجربة الثقافية والاختلاط بالناس والتعرف على ثقافتهم والتعرف على ما هو مختلف عن السياحة التقليدية في الفنادق والمنتجعات ، لاسيما انعكاس هذه المشاريع على المجتمعات المحلية من خلال توليد فرص عمل والانفتاح على الثقافات الاخرى .
وقال الرئيس التنفيذي لمنظمة شركاء للأفضل وليد الطراونة في تصريح خاص لـ"الأنباط" ان المشروع يوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة ، ويصل عدد المباشرة 30 فرصة وعدد كبير من غير المباشرة مثل عمل "أبو علي وأم علي" وأولادهما الذين يعملون في هذا المشروع ، وشباب المجتمع المحلي الذين يعملون يوميا في هذا المجال، لتعزيز انتاجية الأفراد والجماعات .
وعن العائد الاقتصادي والسياحي للمشروع، قال الطراونة انه ستتم مع الشركاء كافة مراقبة تفاعل المجتمع معه والتوقعات الاقتصادية ، خاصةً بعد دخوله مع برامج وزارة السياحة مثل (أردننا جنة) ، داعياً وسائل الاعلام الى نشر فكرة المشروع والترويج له مما يسهم في تعزيز الاثر الاقتصادي والسياحي.
وأكد انه تم اختيار منطقة الشونة الجنوبية بداية لافتتاح احدى مشاريع "شمس" لمميزاتها وهي قربها من فنادق البحرالميت التي تعزز احتمالية وجود السائحين الاجانب لتجربة المشروع وقربها من العاصمة الذي يسهل حركة السياحة المحلية ، أما عن محافظة معان فان العمل فيها كان نتيجة توافق الافكار مع سفارة هولندا التي رغبت دوماً بالعمل في تلك المحافظة لتعزيز انتاجية المجتمع المحلي فيها.