مذيعون على شاكلة مطربي الزمن الجميل.. هل سيستقطبون متابعين شباب؟!..
كتب محمود الدباس..
كعادتي كل صباح.. اقوم بتوصيل ابنتي لموقف الباصات للذهاب الى عملها.. وكعادتنا الاثنين في تقليب محطات الراديو لمدة بسيطة للاطلاع على البرامج.. ومن ثم تقوم ابنتي بتثبيت البث على المحطة المفضلة لها (حكم القوي)..
هذا اليوم قمنا بذات الفعل.. فكان هناك احد المذيعين على احدى المحطات الاذاعية يقوم بافتتاحية برنامجه.. ولان رمضان على الابواب.. فكان حديثه عن رمضان.. وبعد حوالي الدقيقة.. نظرت ابنتي باتجاهي وقامت بالانتقال الى محطة اخرى..
سألتها لماذا هذه السرعة بالانتقال الى المحطة التالية ونحن نعطي حوالي دقيقتين لكل محطة؟!..
ردت علي.. ((مش سامع شو بيحكي؟!.. هذا بينفع يدرس طلاب اساسي من شان يحفظهم قصيدة..
هذا مثل المطربين تبعونك.. تبعون زمان اللي الواحد بيمضي خمس دقايق على جملة))..
ولامانة النقل.. فان هذا المذيع اعاد معلومة او فكرة عن رمضان ان شهر النشاط.. اكثر من اربع مرات.. متتالية..
ركزت في حديث ابنتي والتي هي من جيل الشباب.. وادعي بانها من الصنف الواعي والرزين والمتبصر.. وليست من الصنف "الفايع" او المتسرع في الحكم..
وتذكرت مقالة لي عن اخواننا الاعلاميين والكُتاب الذين سيتوقف القُراء عن متابعتهم.. ليس لسوء كتاباتهم او مضامينها ومحتواها.. وانما للنمطية التي لا يريدون الخروج عنها.. حتى وان اصبحوا يكتبون على الصفحات الالكترونية..
وهنا لا بد ان نكون واقعيين ونضع الامور في نصابها ونقول..
ليس المهم ان لك تواجد وظهور على عالم "الديجيتال".. فلا يستطيع الجميع تحقيق الشهرة او حصد العدد الكبير من المشاهدات او المتابعات.. لمجرد خروجهم على هذا العالم..
المهم ان تكون على دراية بالطريقة التي يريدها ويرغبها المتلقون.. وتناسب طبيعة الحياة السريعة التي يعيشونها.. ولا ننسى ان المعلومات اصبحت متوفرة بشكل كبير..
هذه رسالة الى المذيعين الذين يخرجون على وسائل الاعلام اكانت الخاصة او الرسمية.. بان عليكم تغيير لغة الخطاب وطريقته لتتماهى مع طبائع وعقول هذا الجيل..
وهنا اؤكد بان هذا الجيل واعي ومستوعب لامور كثيرة.. ويختلف عن جيلنا بانه يريد المعلومة الدقيقة الصريحة المختصرة..
فالتكرار في توصيل المعلومة قد ينفع من هم مثلي.. والذين تعودوا على هذا النمط من "اللت والعجن" كما نقول في هكذا سياق..
ارجو الله ان تتداركوا هذا الوضع قبل ان يأتي الوقت وتغلقوا "ميكروفوناتكم".. وتقدموا برامجمكم على البث الداخلي لزملائكم في الهندسة الاذاعية والاخراج.. على شكل ديوانية..
ابو الليث..