سياسيون: للأردن مصالح مرتبطة بقيام دولة فلسطين

أجمع سياسيون على دلالات كبيرة لزيارة جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، إلى مدينة رام الله ولقائهما الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وأوضحوا لهلا أخبار، الاثنين، أن مصلحة الدولة الاستراتيجية في دعم الشعب الفلسطيني وقيام الدولة الفلسطينية وإحقاق حل الدولتين، مبينين أن للأردن مصالح متشابكة وسيادية مرتبطة بقيام الدولة الفلسطينية.

وقالوا إن رسالة الزيارة أكدت أنه لا يمكن أن يكون هنالك تعاون إقليمي وحقيقي وطويل الأمد وناجح دون وصول القضية الفلسطينية إلى مراحل الحل وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه، وأي تجاهل للقضية الفلسطينية يعتبر رؤية غير مكتملة لدى أي طرف يفعل ذلك.

واعتقدوا أن الزيارة الملكية إلى رام االله تكسر شعور الفلسطينيين بأنهم وحيدون سياسيًّا، في ظل عدم الحديث عن قضيتهم عربيا وعالميا.

وأكدوا أن الزيارة تشدد على أنه "لا بد من عم صمود الشعب الفلسطيني وأن هناك شعوبا عربيا تقف إلى جانبهم”.

وفسروا قول جلالة الملك إننا والفلسطينيون في خندق واحد بأنه يعني أنهم ليسوا معزولين نتيجة السياسة الإسرائيلية بل هنالك من ينصرهم ويتبنى قضيتهم، مشددين على أن "الباروميتر” الأساسي في تطور علاقات الأردن مع إسرائيل هو الملف الفلسطيني.

العناني: لا بد من دعم صمود الشعب الفلسطيني

نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور جواد العناني، أشار إلى دلالات كبيرة في الزيارة الملكية إلى رام الله.

وفسر دلالات الزيارة بأنها جاءت قبيل شهر رمضان المبارك الذي يشهد عادة تشديدا إسرائيليا في إجراءاتها التعسفية ومنع الفلسطينيين من ممارسة حقوقهم بأداء شعائرهم الدينية، كما أنها أعقبت حوادث أمنية في الداخل الإسرائيلي حُمّلت للشعب الفلسطيني ولسلطته.

وفي زيارة جلالته رسالة قوية بتأييد الشعب الفلسطيني والتأكيد على وحدة المصير والقضية والمصلحة بين الأردن وفلسطين، وفق العناني.

وأوضح أنه كان من الضرورة بمكان أن تذكّر الزيارة الملكية العالم بأن إسرائيل هي التي لا تريد السلام، مشددا في الوقت ذاته على أنه "إذا كان هنالك فرصة محتملة للسلام لا نريد إجهاضها”.

ولفت النظر إلى ضرورة استغلال أي بوارق تدفع عجلة السلام، والتي يجب استثمارها لتهيئة المناخ لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه السياسية.

وأكد العناني أن الزيارة تشدد على أنه "لا بد من دعم صمود الشعب الفلسطيني وأن هناك شعوبا عربيا تقف إلى جانبه”.

وأشار إلى اجتماع جلالة الملك عبدالله الثاني مع قادة 3 دول عربية قبيل ذهابه إلى رام الله، "والذي يفضي إلى أنه بالإمكان خلق صف عربي مؤيد إبقاء الملف الفلسطيني على رأس الأولويات في المنطقة”.

المومني: للأردن مصالح متشابكة وسيادية مرتبطة بقيام الدولة الفلسطينية

الوزير الأسبق محمد المومني قال إن الزيارة تعتبر تجسيدا للموقف الأردني التاريخي والمستدام لدعم الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية.

وفي حديثه لهلا أخبار، أوضح أن مصلحة الدولة الاستراتيجية في دعم الشعب الفلسطيني وقيام الدولة الفلسطينية وإحقاق حل الدولتين، مبينا أن للأردن مصالح متشابكة وسيادية مرتبطة بقيام الدولة الفلسطينية.

وأشار إلى أن الأردن هو الرئة التي يتنفس منها الشعب الفلسطيني ودعمهم يعتبره الأردن واجب ديني وقومي.

ولفت النظر إلى الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية التي كانت ولا تزال من أهم أدوات الحفاظ على الأوضاع القائمة والوضع القانوني لمقدسات القدس الشريف.

المعايطة: الزيارة تكسر شعور الفلسطينيين بأنهم وحيدون سياسيا

الوزير الأسبق سميح المعايطة قال إن جوهر الموقف الأردني من القضية الفلسطينية ثابت عبر عقود وأعوام طويلة.

وخلال أكثر من 20 عاما كانت فلسطين هي الملف الأول على جميع مباحثات جلالة الملك عبدالله الثاني وخطاباته ونشاطاته في العالمين العربي والغربي وتحديدا في الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها الدولة الأولى مركزيا في العالم والأولى أيضا فيما يتعلق بالملف الفلسطيني.

وأشار إلى أن الأردن عاش سنوات "سيئة” خلال فترة تولي بنيامين نتنياهو لرئاسة حكومة إسرائيل، والذي أدار ظهره للفلسطينيين ومارس جميع أنواع العدوانية ضدهم ولم يعبأ بشيء اسمه "عملية السلام”.

وأوضح أن علاقة نتنياهو مع الأردن كانت في أسوأ حالاتها نتيجة تعامله مع ملف القدس والفلسطينيين، حيث لم يكن يريد عملية السلام.

وازدادت الأمور سوءا على الأردن خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي كشف عن صفقة القرن، وفق المعايطة الذي وصف تلك الفترة بالمتردية والصعبة على الملف الفلسطيني.

ونوه بأن حكومة نتنياهو وأعقبتها حكومة جديدة بقيادة يائير لابيد، استمرت على ذات النهج لكنها أقل شراسة، مشيرا إلى نهج إسرائيلي واضح لإخراج فلسطين من أولويات المنطقة والعالم والدول الكبرى والذي اعتبره المعايطه أن هناك نهجا مسيئا للأردن.

وذكر التركيز الإسرائيلي على إقامة علاقات مع الدول العربية والإسلامية، وبناء تعاون إقليمي وجعل الملف الإيراني هو الأهم بالنسبة للمنطقة كبديل للقضية الفلسطينية.

ولفت النظر إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن تحدثت بإيجابية عن الملف الفلسطيني وعادت لتناول حل الدولتين، لكنها لا تعتبر القضية الفلسطينية أولوية، في ظل تركيزها على الملف الإيراني النووي والحرب الروسية والأوكرانية وقبل ذلك بملف جائحة كورونا.

وتحدث لبرنامج "عوافي” عبر "جيش أف أم” عن انعكاسات زيارة الملكية إلى رام الله على القضية الفلسطينية، منوها بأنها مهمة سياسيا وبتوقيتها.

وقال إن رسالة الزيارة أكدت أنه لا يمكن أن يكون هنالك تعاون إقليمي وحقيقي وطويل الأمد وناجح دون وصول القضية الفلسطينية إلى مراحل الحل وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه، وأي تجاهل للقضية الفلسطينية يعتبر رؤية غير مكتملة لدى أي طرف يفعل ذلك.

"قول جلالة الملك إننا والفلسطينيون في خندق واحد يعني أنهم ليسوا معزولين نتيجة السياسة الإسرائيلية بل هنالك من ينصرهم ويتبنى قضيتهم”، وفق المعايطة الذي شدد على أن "الباروميتر” الأساسي في تطور علاقات الأردن مع إسرائيل هو الملف الفلسطيني.

واعتقد أن الزيارة الملكية إلى رام االله تكسر شعور الفلسطينيين بأنهم وحيدون سياسيًّا، في ظل عدم الحديث عن قضيتهم عربيا وعالميا.

ورأى أن جلالة الملك يؤمن بأن المنطقة بلا حل للقضية للفلسطينية ستبقى غير آمنة، مؤكدا أن محاربة العنف والتطرف وإيجاد التعاون والاستقرار لا يمكن أن يتحقق إلا من بوابة حل القضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن الأردن لا يملك إلا أن يبقى دائما متبنيا قناعاته وموقفه المبدئي والجوهري بالتعامل مع الملف الفلسطيني حتى لو كان وحيدا كما حدث في صفقة القرن، وحتى لو كان جلالة الملك هو الوحيد الذي يشد من أزر السلطة الفلسطينية ويساندها سياسيا.